منطقة في سوريا لم تدخلها الحرب أبداً.. فيها مستشفى واحد وباص فقط وشعبها طيب (فيديو)
منطقة في سوريا لم تدخلها الحرب أبداً.. فيها مستشفى واحد وباص فقط وشعبها طيب (فيديو)
ربع ساعة يحتاجها من يركب قارباً صغيراً، ليصل إلى جزيرة تنهض في حضن البحر المتوسط على بعد ثلاثة كيلومترات من ساحل محافظة طرطوس السورية. هي جزيرة أرواد الفينيقية التي ذكر ياقوت الحموي في معجمه أنها “جزيرة في المتوسط قرب قسطنطينية غزاها المسلمون سنة 54 مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية”.
يعتقد معظم السوريين أن أرواد هي الجزيرة الوحيدة في سورية، لكن هناك خمس جزر منسية غير مأهولة تنتشر حولها، تسمى بنات أرواد؛ وهي الحبيس والمخروط وأبو علي والنمل والمشار، أما أرواد فتتميّز عنها بأنها مأهولة منذ أربعة آلاف عام، أي من زمن الفينيقيين؛ ففي تلك الفترة انطلقوا منها بحارةً يجوبون المحيطات وأعالي البحار.
قصة نشوء الجزيرة ترتكز إلى روايتين تاريخيتين؛ الأولى تحكي قصة شاب ركب البحر طالباً الرزق، لكنه لم يعد، فراحت حبيبته تسأل عنه إلى أن أخبرها صديقه أنه وقع ضحية جنيات البحر اللواتي أغرقن مركبه،
لكن الفتاة لم تصدق تلك الرواية، وراحت تبتهل إلى الآلهة حتى يعود، فسمعت دعواتها ملكة الجنيات، فأرسلت إليها أن حبيبها سيعود، وأمرت ببناء ملاذ آمن لهما هو جزيرة أرواد. والثانية تروي أن أرواد ابنة بعل (إله البر) أعجبت بـ”يم” (إله البحر) الذي كان عدو أبيها، ففضّلت البقاء معه، ونسبت الجزيرة إليها.
سميت الجزيرة قديماً آراد وأرفاد وأردو وإدار، وفي زمن الكنعانيين كانت مملكة مستقلة سميت آرادوس، وبهذا الاسم عرفها اليونانيون؛ وتعني الملجأ والمأوى والملاذ، إذ كانت ملجأ سكان الساحل السوري من الغزوات الآشورية، وأطلق عليها الرومان اسم مرفأ الأرجوان.
ذُكرت أرواد في ألواح مدينة إيبلا، فقد كانت عاصمة مملكة ازدهرت في الألف الثاني قبل الميلاد، حدودها بين النهرين الكبيرين الشمالي والجنوبي في الساحل السوري، وكان لها أسطول تجاري هام، إذ عاشت عصرها الذهبي في القرنين الرابع عشر والثامن عشر قبل الميلاد. ولقد حاربت أرواد مع الحثيين ضد المصريين، ثم خضعت للآشوريين، وفي عام 604 قبل الميلاد خضعت لنبوخذ نصّر الكلداني
وفي عام 539 قبل الميلاد أصبحت جزءاً من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، فحارب الأرواديون الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 قبل الميلاد، وعندما غزاها الإسكندر المقدوني سنة 331 قبل الميلاد، أعطاها حكماً ذاتياً، فسكّت النقود باسمه وأقام فيها سبعة أشهر عندما كان يفتح الساحل الفينيقي، ظلت قاعدة للبيزنطيين حتى فتحها العرب
ثم سيطر عليها الصليبيون إلى أن حررها السلطان قلاوون عام 1302 للميلاد، ثم جعلها العثمانيون قاعدة لهم حتى أصبحت قاعدة فرنسية منذ عام 1915، وزمن الاحتلال الفرنسي عرفها الفرنسيون باسم رواد، وتعرضت إلى الكثير من التخريب، ونقل الكثير من بقاياها الأثرية إلى أوروبا.
تحيط بالجزيرة بقايا سور قديم يعود للفترة الفينيقية لحماية المدينة من العواصف البحرية ولصد الغزوات، مبني من حجارة ضخمة يصل وزن بعضها إلى عشرين طناً، ارتفاعه كان تقريباً عشرة أمتار.
من معالمها القديمة معبد يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وبقايا ملعب رياضي كبير كان الأرواديون يقيمون عليه مواسم الألعاب الرياضية الأولمبية القديمة، ويعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ومنهم أخذ اليونانيون تلك الفكرة، وأطلقوا الألعاب الأولمبية، وقلعة في وسطها مشهورة ببرجها الأيوبي، بناها الصليبيون في القرن الحادي عشر الميلادي، لكنّ أسسها تعود إلى القرن الثالث عشر أو الرابع عشر قبل الميلاد، شيّدت مكان حصن مراقبة.
أما أقسامها الداخلية فتعود إلى العهد العثماني، وعلى بابها رمز مصنوع من خشب الأرز اللبناني، وفيها جامع كان كنيسة، وجعلها الفرنسيون سجناً لرجال الحركة الوطنية، ثم صارت متحفاً في أحد أبراجها المركزية
يضم أجنحة للفخاريات، والنقود الأروادية، والصدفيات البحرية النادرة، والإسفنج الطبيعي، والصناعات اليدوية الأروادية، والفن الحديث، وفيها آثار من العهد الفينيقي وبعض الكهوف، وبقايا الحمام العثماني الذي تهدّم مع الزمن بسبب الأمواج القوية التي تضرب الجزيرة، وعثر على كتابات منقوشة عددها 22 نصاً.
تمتد أرواد بطول 800 متر وعرض 500 متر، ويسكن الجزيرة حالياً ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف نسمة؛ إذ لا توجد أعداد دقيقة لأنها تتعرّض لتغييرات ديمغرافية مستمرة؛ فأبناؤها في حركة دؤوبة عبر البحر ليمارسوا مهنة أجدادهم.
فقد اشتهر سكانها بأنهم بحارة ماهرون، حتى قيل إنهم من أهم بحارة البحر المتوسط، وهم يلمّون بالظواهر البحرية والجوية، ويعملون في الصيد والتجارة البحرية، وصناعة الشباك والأشغال الصدفية اليدوية،
والحرفة الأساسية لهم التي توارثوها عن أجدادهم هي صناعة القوارب التي ضربت شهرتها آفاق الأرض، وتعتمد على الأخشاب المحلية التي تجلب من الساحل السوري كالكينا والسرو والتوت، وبعض الأخشاب المستوردة من الدول الأوروبية.
إذ يحاولون بناءها على النمط الفينيقي بطريقة يدوية. فأرواد الجزيرة الوحيدة في العالم القادرة على صناعة سفينة كالسفينة الفينيقية القديمة، ومن أنواعها: السكونا، الغيظ، الكيك، المركب، اللنش، الزورق، الفلوكة، القارب.
في شرقي الجزيرة يوجد ميناء استُعمل قديماً للمبادلات التجارية، شوارع المدينة ضيقة، ومنازلها مبنية على أنقاض آثارها مستندة إليها، لا توجد وسائل نقل فيها، وأهلها يقيمون على 50% من مساحتها فقط؛ لأن الباقي صخور وتربة وما يحيط بها، فهي بذلك من أعلى المناطق كثافة في العالم، فيها شبكة هاتف متصلة مع طرطوس وباقي أنحاء سورية، وتتصل بطرطوس عبر البحر بعشرات القوارب، والكهرباء تصل إليها عبر خطوط في قاع البحر.
في عام 1993 جرت مياه نهر السن (نهر في الساحل السوري) إليها، بعدما كان الأرواديون يجرّون المياه من ينابيع عذبة في البحر عبر طريقة القمع المقلوب؛ إذ يوضع القمع فوق فوهة النبع الفوار، وتصل الماء بأنابيب نحاسية أو جلدية إلى الجزيرة، ويوجد قمع أثري منه في متحفها، وفيها بئر ارتوازية حفرت عام 1952.
في عام 2008 أبحرت سفينة تدعى فينيقيا من أرواد، مصمّمة على النمط الفينيقي برحلة تحاكي أول رحلة سفينة شراعية فينيقية حول القارة السمراء منذ أكثر من 2600 سنة.
ربع ساعة يحتاجها من يركب قارباً صغيراً، ليصل إلى جزيرة تنهض في حضن البحر المتوسط على بعد ثلاثة كيلومترات من ساحل محافظة طرطوس السورية. هي جزيرة أرواد الفينيقية التي ذكر ياقوت الحموي في معجمه أنها “جزيرة في المتوسط قرب قسطنطينية غزاها المسلمون سنة 54 مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية”.
يعتقد معظم السوريين أن أرواد هي الجزيرة الوحيدة في سورية، لكن هناك خمس جزر منسية غير مأهولة تنتشر حولها، تسمى بنات أرواد؛ وهي الحبيس والمخروط وأبو علي والنمل والمشار، أما أرواد فتتميّز عنها بأنها مأهولة منذ أربعة آلاف عام، أي من زمن الفينيقيين؛ ففي تلك الفترة انطلقوا منها بحارةً يجوبون المحيطات وأعالي البحار.
قصة نشوء الجزيرة ترتكز إلى روايتين تاريخيتين؛ الأولى تحكي قصة شاب ركب البحر طالباً الرزق، لكنه لم يعد، فراحت حبيبته تسأل عنه إلى أن أخبرها صديقه أنه وقع ضحية جنيات البحر اللواتي أغرقن مركبه، لكن الفتاة لم تصدق تلك الرواية، وراحت تبتهل إلى الآلهة حتى يعود، فسمعت دعواتها ملكة الجنيات، فأرسلت إليها أن حبيبها سيعود، وأمرت ببناء ملاذ آمن لهما هو جزيرة أرواد. والثانية تروي أن أرواد ابنة بعل (إله البر) أعجبت بـ”يم” (إله البحر) الذي كان عدو أبيها، ففضّلت البقاء معه، ونسبت الجزيرة إليها.
سميت الجزيرة قديماً آراد وأرفاد وأردو وإدار، وفي زمن الكنعانيين كانت مملكة مستقلة سميت آرادوس، وبهذا الاسم عرفها اليونانيون؛ وتعني الملجأ والمأوى والملاذ، إذ كانت ملجأ سكان الساحل السوري من الغزوات الآشورية، وأطلق عليها الرومان اسم مرفأ الأرجوان.
ذُكرت أرواد في ألواح مدينة إيبلا، فقد كانت عاصمة مملكة ازدهرت في الألف الثاني قبل الميلاد، حدودها بين النهرين الكبيرين الشمالي والجنوبي في الساحل السوري، وكان لها أسطول تجاري هام، إذ عاشت عصرها الذهبي في القرنين الرابع عشر والثامن عشر قبل الميلاد. ولقد حاربت أرواد مع الحثيين ضد المصريين، ثم خضعت للآشوريين، وفي عام 604 قبل الميلاد خضعت لنبوخذ نصّر الكلداني.
وفي عام 539 قبل الميلاد أصبحت جزءاً من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، فحارب الأرواديون الأثينيين في معركة سلاميس عام 480 قبل الميلاد، وعندما غزاها الإسكندر المقدوني سنة 331 قبل الميلاد، أعطاها حكماً ذاتياً، فسكّت النقود باسمه وأقام فيها سبعة أشهر عندما كان يفتح الساحل الفينيقي
ظلت قاعدة للبيزنطيين حتى فتحها العرب، ثم سيطر عليها الصليبيون إلى أن حررها السلطان قلاوون عام 1302 للميلاد، ثم جعلها العثمانيون قاعدة لهم حتى أصبحت قاعدة فرنسية منذ عام 1915، وزمن الاحتلال الفرنسي عرفها الفرنسيون باسم رواد، وتعرضت إلى الكثير من التخريب، ونقل الكثير من بقاياها الأثرية إلى أوروبا.
تحيط بالجزيرة بقايا سور قديم يعود للفترة الفينيقية لحماية المدينة من العواصف البحرية ولصد الغزوات، مبني من حجارة ضخمة يصل وزن بعضها إلى عشرين طناً، ارتفاعه كان تقريباً عشرة أمتار.
من معالمها القديمة معبد يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وبقايا ملعب رياضي كبير كان الأرواديون يقيمون عليه مواسم الألعاب الرياضية الأولمبية القديمة، ويعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ومنهم أخذ اليونانيون تلك الفكرة، وأطلقوا الألعاب الأولمبية، وقلعة في وسطها مشهورة ببرجها الأيوبي، بناها الصليبيون في القرن الحادي عشر الميلادي، لكنّ أسسها تعود إلى القرن الثالث عشر أو الرابع عشر قبل الميلاد، شيّدت مكان حصن مراقبة.
أما أقسامها الداخلية فتعود إلى العهد العثماني، وعلى بابها رمز مصنوع من خشب الأرز اللبناني، وفيها جامع كان كنيسة، وجعلها الفرنسيون سجناً لرجال الحركة الوطنية، ثم صارت متحفاً في أحد أبراجها المركزية، يضم أجنحة للفخاريات، والنقود الأروادية، والصدفيات البحرية النادرة، والإسفنج الطبيعي، والصناعات اليدوية الأروادية، والفن الحديث، وفيها آثار من العهد الفينيقي وبعض الكهوف، وبقايا الحمام العثماني الذي تهدّم مع الزمن بسبب الأمواج القوية التي تضرب الجزيرة، وعثر على كتابات منقوشة عددها 22 نصاً.
تمتد أرواد بطول 800 متر وعرض 500 متر، ويسكن الجزيرة حالياً ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف نسمة؛ إذ لا توجد أعداد دقيقة لأنها تتعرّض لتغييرات ديمغرافية مستمرة؛ فأبناؤها في حركة دؤوبة عبر البحر ليمارسوا مهنة أجدادهم.
فقد اشتهر سكانها بأنهم بحارة ماهرون، حتى قيل إنهم من أهم بحارة البحر المتوسط، وهم يلمّون بالظواهر البحرية والجوية، ويعملون في الصيد والتجارة البحرية، وصناعة الشباك والأشغال الصدفية اليدوية، والحرفة الأساسية لهم التي توارثوها عن أجدادهم هي صناعة القوارب التي ضربت شهرتها آفاق الأرض، وتعتمد على الأخشاب المحلية التي تجلب من الساحل السوري كالكينا والسرو والتوت، وبعض الأخشاب المستوردة من الدول الأوروبية.
إذ يحاولون بناءها على النمط الفينيقي بطريقة يدوية. فأرواد الجزيرة الوحيدة في العالم القادرة على صناعة سفينة كالسفينة الفينيقية القديمة، ومن أنواعها: السكونا، الغيظ، الكيك، المركب، اللنش، الزورق، الفلوكة، القارب.
في شرقي الجزيرة يوجد ميناء استُعمل قديماً للمبادلات التجارية، شوارع المدينة ضيقة، ومنازلها مبنية على أنقاض آثارها مستندة إليها، لا توجد وسائل نقل فيها، وأهلها يقيمون على 50% من مساحتها فقط؛ لأن الباقي صخور وتربة وما يحيط بها، فهي بذلك من أعلى المناطق كثافة في العالم، فيها شبكة هاتف متصلة مع طرطوس وباقي أنحاء سورية، وتتصل بطرطوس عبر البحر بعشرات القوارب، والكهرباء تصل إليها عبر خطوط في قاع البحر.
في عام 1993 جرت مياه نهر السن (نهر في الساحل السوري) إليها، بعدما كان الأرواديون يجرّون المياه من ينابيع عذبة في البحر عبر طريقة القمع المقلوب؛ إذ يوضع القمع فوق فوهة النبع الفوار، وتصل الماء بأنابيب نحاسية أو جلدية إلى الجزيرة، ويوجد قمع أثري منه في متحفها، وفيها بئر ارتوازية حفرت عام 1952.
في عام 2008 أبحرت سفينة تدعى فينيقيا من أرواد، مصمّمة على النمط الفينيقي برحلة تحاكي أول رحلة سفينة شراعية فينيقية حول القارة السمراء منذ أكثر من 2600 سنة.