منوع

تفوح رائحة المسك منه عند هطول المطر.. بناه صاحبه بأمر من عرافة لإنقـ.ـاذ طفله من عقـ.ـرب.. قصة قصر “ابن وردان” الذي يتربع في بادية الشام.. ( صور _فيديو)

ترند بوست // متابعات

تفوح رائحة المسك منه عند هطول المطر.. بناه صاحبه بأمر من عرافة لإنقـ.ـاذ طفله من عقـ.ـرب.. قصة قصر “ابن وردان” الذي يتربع في بادية الشام.. ( صور _فيديو)

قصرٌ كلما أمطرت السماء فاح عبيره، وانتشر شذاه الطيب في أرجاء البادية المتربع فيها..قصر ابن وردان

يعتقد الكثير من الناس الذين سمعوا بـ قصة قصر ابن وردان بأنها محض خرافة أو نسيج من الخيال ، أو لربما كانت قصة بنائه والحادثة التي وقعت به أسطورة توراثتها الأجيال، فهل من المعقول أن يكون هناك قصر كلما أمطرت السماء فاح عبيره؟؟!

في هذا المقال سوف نكشف عن حكاية قصر ابن وردان الذي كان يتربع على عرش بادية الشام الواقعة في سوريا، ذلك القصر الذي كلما امطرت السماء فاحت رائحة عطره.

إن حكاية القصر الفريدة والمميزة له وهي تلك الرائحة العطرة التي تنطلق من جدرانه ، قد انتشرت بين السكان المحليين وزوار القصر حكايات أسطورية وخيالية منذ مئات السنين ، يتم تداولها حتى يومنا هذا

وخاصة أن الرائحة التي تصدر عن جدران القصر في مواسم الأمطار مازالت موجودة ، وهذا سر القصر ، حيث كان مرجحاً أن تنتهي هذه الرائحة وأن تغسلها الأمطار مع توالي القرون والسنوات.

ومع تعرض القصر للعوامل الجوية ، لكن ما حصل العكس تماماً حيث ظلت الرائحة العطرة بل وتزيد كلما اشتد هطول الأمطار في منطقة قصر ابن وردان ، ويفسر الآثاريون هذه الظاهرة في القصر بعجين طينه بالأعشاب والورود خاصة الورد الجوري .

قصر ابن وردان

من القصص الشعبية التي تناقلتها الأجيال في البداية وعن سبب بناء القصر

قبل أكثر من 1500عام، تبدأ حكاية القصر بكلمات تهامس بها عرّافون أمام أحد ملوك البادية السورية وهي ” وريثك الوحيد ستقتله عقربة” فما كان من ذلك الملك إلا أن بنى قصرا من الطين المعجون بالورد والاعشاب العطرة ليطرد العقارب

إن الملك الذي عاش محبوسًا بين جدران القصر هربًا من الموت، صادف ناقة ترعى بالقرب من نافذته، فدفعه الملل لتجربة شيء جديد، كأن يلمس ظهر الناقة، فلدغته العقربة التي كانت على ظهرها بانتظار إنفاذ وعد القدر.

منذ مئات الأعوام وسكّان البادية السورية في شرق حماة، وهم يتداولون هذه الأسطورة عن أبرز معالمهم الأثرية الذي يدعى قصر ابن وردان.

وحين لانت قلوبهم في ليالي الحب، استبدلوا أسطورة أجدادهم بأخرى أكثر لينًا على مسامع العشاق، فقالوا إن “حمدة” الراعية، جميلة الوجه، ويتيمة الأم، هددها ابن عمّها المولع بها بالذبح إن لم تقبل به زوجًا.

لكن قلب حمدة لم يطاوع التهديد، بل زاد كرهها لابن عمها، وباتت ليلها في أرق خوفًا من ابن عمها الدميم.

وحين مرّت حمدة من قصر ابن وردان، تركت خرافها ترعى، وجلست تستريح في الظل، فغلبها النوم بسبب أرقها في الليلة الماضية.

واستيقظت بعد وقت على كفّ تمسّد وجهها وشعرها، وعينين غارقتين في جمالها، لتجد ابن عمّها وقد أدركها في القصر، وحين أرادت أن تبتعد عنه أحكمت رائحة الورد المنبعثة من الجدران قبضتها على قلبها، ووقعت في غرامه؟

دياري Deyari - قصر ابن وردان أو دير القبة قصر تاريخي... | Facebook

حقيقة ابن وردان

يعود بناء قصر ابن وردان إلى عهد الإمبراطور البيزنطي جوستنيان الأول، الذي تزوج من سيدة سورية تدعى ثيودورا، ابنة مدرّب دببة من مدينة منبج الحلبية.

المهندس “أيزيدور” الذي تولّى تصميم القصر، جعل منه أول بناء سوري على طراز المباني الملكية في القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية.

ويعود تاريخ بناء القصر إلى القرن السادس الميلادي، بحسب ما كُتب باللغة اليونانية القديمة على حجر من البازلت فوق مدخله الرئيسي، والذي يُحدد العام 564 كموعد لانتهاء البناء، قبل أن يختمها بعبارة “الكل لجلال الله”.

وكان القصر المؤلف من طابقين وباحة محاطة بالغرف، مصيفًا للإمبراطور جوستنيان، لكنه لم يتمتع به إلا لعام واحد، إذ كان على موعد مع الموت.

“هذا الباب صنعه الله وسيدخله كل الصالحين”، بهذه الكلمات المكتوبة باللغة اليونانية القديمة، تستقبلك الكنيسة الملحقة بالقصر. أما الثكنة التي بينت قبل سابقاتها بثلاثة أعوام فمعظمها مدمر، ويبدو أن السبب يعود لأنها كانت نقطة فاصلة بين أراضي بيزنطة وروما، وخطًا للتماس أحرقه الجنود يومًا ما.

ويعتقد خبراء الآثار أن “ابن وردان” شيخ عشيرة سكن القصر في فترة متأخرة من التاريخ، وكان البدو يجرون على عادة تسمية المناطق والمباني باسم أول من يستولي عليها، فأخذ القصر اسمه، ومن بعده المنقطة التي تسمى اليوم “قرية قصر ابن وردان”.

وإلى اليوم كلما أمطرت السماء فاحت رائحة الورد من جدران القصر الذي زُينت أجزاء منه بالفسيفساء، وبات اليوم أشبه ما يكون بخرابة.

صحيفة الفداء - قصر ابن وردان تحفة أثرية تعبق برائحة الورود... | Facebook

معارك قرية قصر ابن وردان

عام 2013 تداول ناشطون مقاطع فيديو عبر يوتيوب، تُظهر معارك شرسة بمحيط القصر بين قوات المعارضة وقوات الأسد.

ولم تتردد قوات الأسد بقصف القصر بالصواريخ والبراميل والقذائف وإحراق محيطه، وتداول ناشطون أخبارًا عن عمليات تخريب ونهب لآثار القصر، تبادل كل من النظام والمعارضة الاتهامات في المسؤولية عنها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى