شاب سوري جاء من اسطنبول إلى انطاكيا ليتزوج.. لكن حدث مالم يكن بالحسبان وفيديو يروي القصة
شاب سوري جاء من اسطنبول إلى انطاكيا ليتزوج.. لكن حدث مالم يكن بالحسبان وفيديو يروي القصة
في واحدة من قصص المآسي الكثيرة التي تخرج تباعاً إلى العلن، روى مراسل إحدى القنوات العربية قصة شاب سوري محاصر تحت الأنقاض مع اثنين من أصدقائه داخل أحد المباني في ولاية هاتاي جنوب تركيا.
وخلال تغطيته الإخبارية لآخر تطورات عمليات الإنقاذ في أنطاكيا، روى مراسل قناة العربية السورية على الهواء مباشرة محنة ثلاثة شبان سوريين عالقين في حطام أحد الأبنية.
وقال المراسل خلال التغطية إن البناء الذي لم ينهر بشكل كامل انهار ليغطي مستوى القبو ما أدى لحصار ثلاثة شبان سوريين. وأضاف أن أحد هؤلاء الشبان الثلاثة كان قد جاء في ليلة الزلزال من إسطنبول إلى أنطاكيا لعقد قرانه والزواج.
وعن مصير الشبان الثلاثة، أوضح المراسل أن أحدهم استجاب لاتصال وأكد أنه على قيد الحياة ولكنه لاحقاً لم يعد يرد على الاتصالات.
فيما أكّد فريق متخصص مزوّد بتقنيات متطوّرة بعد معاينة الموقع أن الأجهزة تشير إلى أنه لا يزال هناك أشخاص على قيد الحياة تحت الركام.
وبسبب حساسية وضع البناء لا يزال الفريق يواجه صعوبات في عملية استخراج الشبان الثلاثة ولا سيما أن البناء قد يسقط في أي لحظة.
وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أعلن ارتفاع وفيات كارثة الزلزال إلى 20 ألفاً و665 شخصاً.
وفي السياق رسمت طفلة سورية خرجت لتوّها من تحت الأنقاض البهجة والسرور على وجه فريق الإنقاذ التركي الذي ساعدها وذلك بعبارة لم يتوقع أحد أن تتلفظ بها وهي على هذا الحال.
وبحسب فيديوهات نشرتها وسائل إعلام تركيا فقد ألقت الطفلة التحية على فريق الإنقاذ فور خروجها من تحت أنقاض بيتها في كهرمان مرعش جنوب تركيا، وقالت لهم بصوت طفولي بريء” السلام عليكم عمو”.
وبعد هذه العبارة تغيرت ملامح الفريق الواجمة من هول الكارثة، ورسمت البسمة على وجه الجميع ليردّوا بصوت واحد “وعليكم وسلام”.
وتستمر عمليات البحث والإنقاذ لليوم الخامس على التوالي من زلزال مدمّر ضرب جنوب تركيا وسوريا لم يحدث مثله منذ 84 عاماً.
إحصائية جديدة للضحايا
وفي تركيا وحدها ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال حتى الآن إلى نحو 19 ألف قتيل ونحو 75 ألف مصاب، فيما أكدت إدارة الكوارث التركية انهيار أكثر من 6 آلاف بناء وتسجيل أكثر من 1500 هزة ارتدادية.
وذكرت إدارة الكوارث التركية، أن عدد الضحايا في ولايات الجنوب ارتفع إلى أكثر من 18 ألفاً و342 قتيلاً، فيما بلغ عدد المصابين 74 ألفاً و242 شخصاً، إضافة إلى حدوث 1509 هزات ارتدادية نتج عنها سقوط 6444 بناءً سكنياً.
أما في سوريا فقد تجاوز عدد الوفيات حاجز الـ3500؛ قرابة ال2200 منها في المناطق المحررة والباقي في مناطق سيطرة ميليشيات أسد.
مع حجم الكارثة التي تعيشها تركيا بسبب الزلزال الفتاك الذي ضرب البلاد قبل نحو أسبوع، تحركت السلطات ضد مقاولي بناء للاشتباه في إدانتهم في انهيار المباني.
وأعلنت وزارة العدل التركية، فتح “مكاتب تحقيق في جرائم الزلازل” في جميع أنحاء المقاطعات المتضررة، للتحقيق في الإهمال والمخالفات المحتملة التي ربما أدت إلى انهيار المباني في الزلازل، وفق صحيفة واشنطن بوست.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن 14 شخصًا على الأقل اعتُقلوا السبت، بسبب إهمال مزعوم يتعلق ببعض تلك المباني، وكان من بينهم محمد يسار كوسكون، المقاول المسؤول عن منزل دمر في هاتاي، والذي تم اعتقاله في مطار إسطنبول يوم الجمعة، في أثناء محاولته الصعود على متن رحلة إلى الجبل الأسود.
تعهّد أردوغان بإعادة الإعمار
وتعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أثناء زيارته لمدينة سانليورفا المتضررة من الزلزال، بإعادة بناء أكثر من 100 ألف منزل مدمر في غضون عام.
وقال إن أكثر من 1.1 مليون شخص يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة، وتعهّد بتقديم الدعم الإيجاري للمتضررين ومساعدة العائلات في المناطق المنكوبة على نقل أطفالهم إلى مدارس في مدن أخرى.
وشدد مسؤولون أتراك على أهمية الوحدة وجهود الدولة للتصدي للكارثة. بينما أقرّ أردوغان ببعض التحديات في الاستجابة للزلزال.
وتجاوز إجمالي عدد ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا عتبة الـ28 ألفاً، فيما يتلاشى الأمل في العثور على المزيد من الناجين على الرغم من بعض عمليات الإنقاذ المعجزة.