تم ذكره في صحف ووسائل إعلام مشهورة عام 2003.. مشهد في مسلسل الجنرال يتصدر التريند (صور_ فيديو)

تم ذكره في صحف ووسائل إعلام مشهورة عام 2003.. مشهد في مسلسل الجنرال يتصدر التريند (صور_ فيديو)

في الحلقة الخامسة من مسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، يخرج الصراع من داخل القصر الرئاسي ويمتد إلى دولة عربية مجاورة.

وحسبما رصدت منصة تريند، يصبح تدخل الجيش في الحلقة الخامسة من المسلسل أمراً واقعاً.

إذ تتحرك قوات عسكرية بأوامر من (عاصي)، مخالفاً بذلك إرادة شقيقه رئيس الدولة (فرات).

وذلك في محاولة لمنع قناة فضائية من بث تسجيلات ومقابلات تتعلق بفضيحة مدوّية تمس عائلة الرئيس.

ماذا جرى 2003 على أرض الواقع؟

لاقى الاعتداء على مبنى تلفزيون «المستقبل» واذاعة «الشرق» في العاصمة اللبنانية بيروت 16 يونيو 2003 موجة استنكار لبنانية واسعة نددت به واعتبرته اعتداء على الحرية الاعلامية. بينما اعتبر رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ان هذا الحادث «يستهدف النيل من الاستقرار في لبنان».

لفت وزير الدفاع السابق النائب محسن دلول الى ان معظم الحوادث الكبرى التي حصلت في لبنان بدأت من خلال الاعتداء على الاعلام.

وفي التفاصيل انه عند الاولى والنصف من بعد منتصف ليل السبت ـ الاحد انطلق صاروخان من عيار 107 ملم من صندوق سيارة «ب.ام.دبليو» بيضاء تحمل لوحة مزورة في اتجاه الجدار الخارجي لمبنى تلفزيون «المستقبل» القريب من مبنى السفارة السعودية في محلة الروشة برأس بيروت فاخترقا الجدار وانفجرا في الباحة الخارجية لجهة مكاتب استوديو الاخبار وألحقا اضراراً مادية كبيرة بهذه المكاتب.

وهرعت الى المكان وحدات من فوج اطفاء مدينة بيروت والدفاع المدني وقوى الامن الداخلي والجيش اللبناني. وتمكن عناصر الاطفاء من السيطرة على الحريق. وباشرت الاجهزة الامنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الاعتداء ومرتكبيه.

واظهرت التحقيقات الاولية ان السيارة كانت تحمل لوحة مزورة وجهزت بصاروخين اطلقا بواسطة صاعق مربوط بجهاز توقيت كهربائي.

واصدر مجلس ادارة تلفزيون «المستقبل» بياناً شرح فيه ملابسات الاعتداء فقال: «تعرض مبنى الاخبار في تلفزيون المستقبل في بيروت عند الواحدة والنصف من بعد منتصف الليلة الماضية  لاعتداء صاروخي استهدف احد استوديوهاته.

وفي التفاصيل ان سيارة من طراز بي.ام.دبليو 730 بيضاء كانت متوقفة قبالة مبنى الاخبار في تلفزيون المستقبل في الروشة انطلق منها صاروخان عيار 107 ملم واخترقا الجدار الخارجي للمبنى لينفجرا داخل الاستوديو الذي التهمته النيران. واحدث الصاروخان اضراراً مادية فادحة في المعدات والاجهزة.

وافادت انباء ان احد العاملين في المحطة استطاع اخراج 4 قوارير غاز من المبنى المحترق قبل ان تصل اليه ألسنة النيران مما جنب المكان كارثة محتمة.

هذا، وزار الرئيس الحريري صباح امس مبنى «المستقبل» واطلع على الاضرار التي لحقت به. وادان «هذا الاعتداء الآثم» معتبراً انه «يستهدف النيل من الاستقرار في لبنان» مؤكداً في الوقت نفسه على الدور الاعلامي المميز للمؤسسة (المستقبل) لبنانياً وعربياً.

كما لاقى هذا الاعتداء موجة استنكار عارمة من رسميين وزراء ونواب وشخصيات سياسية تفقدت مبنى «المستقبل» ودعت الى كشف ملابسات الحادث ومرتكبيه وانزال اشد العقوبات بهم.

واستنكر الرئيس اللبناني السابق امين الجميل الاعتداء. واعلن تضامنه مع الاعلاميين «حفاظاً على حرية الكلمة في لبنان». واتصل الجميل ونجله النائب بيار الجميل الموجودان في الاردن بالحريري واعربا عن استنكارهما الاعتداء. وتفقد وزير الاعلام ميشال سماحة مبنى التلفزيون اثر وقوع الاعتداء واطلع على الاضرار التي نتجت عنه.

وقال: «ان المشهد يعبر عن نفسه. ومن المؤسف ان تكون اللغة في التعاطي مع الاعلام بالعودة لفعل الجريمة والعنف». واضاف: «ان هذه القذائف تذكرنا بالمآسي. والادانة وحدها لا تكفي.

والمطلوب اكثر من الآن فصاعداً الحسم والحزم في هذه المواضيع». ووصف اطلاق الصاروخين بأنه «رسالة ليست موجهة الى المستقبل، وانما موجهة الى الاستقرار في البلد. وهي مدانة بأشد الادانة». واعرب عن ثقته بأن قوى الامن الداخلي والقوى المولجة بفرض الاستقرار الامني «ستقوم بكل ما يجب لمتابعة هذا الموضوع».

تابع سماحة: «اقول لأيادي الجريمة وللمعتدي ان هذا اعتداء على الاستقرار الى جانب الاعتداء على منبر من منابر الكلمة في لبنان. وفي كل الحالات، منابر الكلمة في لبنان حتى عندما اعتدي عليها بقيت منابر مستقلة وحرة. ولن يرهبها ولا يرهب الحكومة في العمل الدؤوب على اراحة المواطنين امنا واستقراراً».

وشدد على ضرورة «الحسم السريع في معرفة من وكيف ومن قام بالاعتداء لان ذلك له علاقة بما يحيط بنا من ضغوط في موضوع الاستقرار. ولن نسمح بأن يضرب الاستقرار».

كذلك، زار مبنى التلفزيون مستنكرا وزير المال فؤاد السنيورة ووزير التربية سمير الجسر ووزير الثقافة غازي العريضي ووزير الاقتصاد والتجارة مروان حمادة.

وقد وصف السنيورة الاعتداء بأنه «عمل جبان وحاقد». في حين وجد حمادة فيه «معاودة لمحاولات خفافيش الليل المرتبطين تاريخياً بالأجهزة الاسرائيلية للنيل من الاستقرار». واعتبر الجسر «ان هذا العمل الجبان غايته النيل من خط الاعتدال والنهج الموضوعي لتلفزيون المستقبل».

وقال: «ان خفافيش الليل يعملون للنيل من الحرية ومن الامن السياسي والاقتصادي». اما العريضي فقال: «ان هذه الصواريخ بموادها الاعلامية والسياسية المتفجرة تستهدف بشظاياها المستقبل محطة ومحطات اخرى، بمعنى مستقبل لبنان. وهي تأتي عشية مساع وجهود صادقة تبذل في الداخل لمعالجة قضايا اعلامية عالقة وشائكة. وهي تأتي عشية تثبيت استقرار على مستوى مؤسسات الدولة».

ووصف وزير الطاقة والمياه ايوب حميد الاعتداء بأنه «اعتداء آثم يأتي في الوقت الذي يحاول فيه لبنان لملمة نفسه ليكون على قدر المسؤولية لمواجهة الاستحقاقات على المستويين الداخلي والاقليمي». وقال: «ان الطريقة التي ارتكبت فيها هذه الجريمة تعيدنا الى اجواء من الماضي البغيض الذي كنا نعتقد اننا انتهينا منه الى غير رجعة».

ودان وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي الاعتداء. واعتبره «جريمة تتجاوز التعرض لمؤسسة اعلامية رائدة الى محاولة ضرب الاستقرار الامني في البلد وخصوصاً العاصمة بيروت». واكد «ان التعرض لاي وسيلة اعلامية ولحرية الاعلام عمل مدان ومرفوض». وقال: «ان الاجهزة الامنية المختصة تعمل على كشف ملابسات الجريمة والمخططين لها لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم».

فيما أدان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب علي الخليل الاعتداء، معتبراً انه «اعتداء على وسائل الاعلام وعلى الحرية ويطاول النظام الديمقراطي برمته، كما انه يؤدي الى اهتزاز الوضع الامني».

ودعا نقيب محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم الى الاسراع في كشف المعتدين «لان التطويل في ذلك تطويل ليد الاجرام» مطالباً بانزال «اشد العقوبات في حقهم ايا كانت دوافعهم واهدافهم لان الاعتداء على وسائل الاعلام اعتداء على الحريات».

وقد اتصل كرم بوزير الداخلية الياس المر ونقل عنه تأكيده «ان يد الامن فوق كل يد. وان احداً لن يستطيع ان ينال من منعة لبنان عن طريق زعزعة استقراره». واعلن «ان قوى الامن متأهبة منذ فجر اليوم (امس) ومتحركة في كل الاتجاهات لكشف مرتكبي الجريمة والمحرضين عليها ومموليها». واكد: «قريباً سنعتقل المجرمين فلا تهاون في الامن».

وفي حديث تلفزيوني قال وزير البيئة فارس بويز «ان الاعتداء على تلفزيون المستقبل هو اكبر من الخلافات الداخلية» معرباً عن اعتقاده انه «ربما كان مرتبطاً بالارهاب الدولي ورسالة موجهة الى علاقة الرئيس الحريري بالسعودية».

وأردف بويز: «ان المنظمة التي ارتكبت هذا الاعتداء هي منظمة محترفين لكي تستطيع الحصول على هذه الاسلحة وهذه المعدات المتطورة. وهي منظمة لا تخسر شيئاً ولا تخشى من المجازفة حتى لو اكتشف الامر». ورجح «ان يكون الموضوع اقليمياً (…) وثانياً لا استبعد ان يكون هذا الامر من اعمال المنظمات الارهابية المعروفة في المنطقة العربية».

وتفقد مبنى «المستقبل» النواب: باسم السبع، نبيل دو فريج، ووليد عيدو، وميشال فرعون، وناصر قنديل، وعاطف مجدلاني، وسيرج طور سركيسيان، وغنوة جلول، وروبير غانم، وباسم يموت، وبشارة مرهج، ومحمد قباني، وجان اوغاسابيان، وغطاس خوري،

وانور الخليل والنائب السابق بهاء الدين عيتاني والسفير السعودي في بيروت فؤاد صادق مفتي والمسؤول الاعلامي للاسكوا نجيب فريجي وامين سر حركة «فتح» الانتفاضة ابو فادي حماد ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ وعدد من مديري المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وعدد من الاعلاميين وشخصيات سياسية ورياضية ونقابية واجتماعية. كما اتصل رئيس حركة التجدد الديمقراطي النائب نسيب لحود بالرئيس الحريري

واستنكر بشدة الاعتداء الصاروخي على تلفزيون «المستقبل». ورأى فيه «استهدافاً ليس للمحطة التلفزيونية فحسب بل للاستقرار والسلامة العامة والاعلام والحريات الاعلامية في لبنان».

ورأى النائب محسن دلول «ان معظم الحوادث الكبرى التي حصلت في لبنان بدأت من خلال الاعتداء على الاعلام (…) واذا عدنا الى التاريخ نرى ان اي حادث كان يبدأ مع الاعلام. ومن يسعى بالانفجار كان دائماً يتجه باعتداءاته نحو الاعلام للفت انظار العالم والرأي العام الداخلي والخارجي نظراً الى ضخامة المسألة وربطها بالاعلام ليقول ان هناك شيئا ما يحصل».

واعتبر «ان الاعتداء على تلفزيون المستقبل له دلالات خطيرة جداً وتحمل في طياتها وضعاً خطيراً. وعلينا التنبه لمثل هذه التداعيات الامنية ورص الصفوف لان ما حصل هو بمثابة انذار حيال الطريقة التي يتم فيها الاعتداء وتوجيه صواريخ الى مؤسسة لا تحمل في طابعها الا الاعتدال. وهذا ما لمسته من خلال متابعتي لها».

وقال: «لكن، ويا للاسف، هناك فريق لا يريد الاستقرار في البلد فاستفاد من الجو السياسي المرتبك والمتلبد فهو يحاول تفجير الامور».

وطوال يوم أمس تلقى القيمون على تلفزيون «المستقبل» واذاعة «الشرق» سلسلة اتصالات هاتفية استنكاراً للاعتداء. وكان من المتصلين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي اعتبر «ان هذا العدوان على تلفزيون المستقبل يشكل خطراً جسيماً على الامن والاستقرار في لبنان». ولفت الى انه «اذا تبين للمحققين ان وراء الامر يداً اجنبية تستغل التجاذبات الداخلية فهذا امر خطير».

وندد التكتل النيابي الطرابلسي بالاعتداء على «المستقبل». ودعا السلطات الامنية والقضائية الى «كشف خلفيات هذا الاعتداء ومن يقف وراءها لقطع الطريق على الذين يريدون جعل لبنان ساحة للارهاب وتصفية الحسابات». كما دعا النائب السابق تمام سلام الى «اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة كشف الجهة التي تقف وراء هذا العمل الاجرامي الذي استهدف صرحاً اعلامياً بارزاً، كذلك استهدف الامن والاستقرار في البلد».

وعلى صعيد آخر، عقد في مقر نقابة الصحافة اللبنانية ظهر امس لقاء تضامني مع تلفزيون «المستقبل» القيت خلاله كلمات استنكرت الاعتداء عليه.

وشارك فيه الوزراء سماحة والسنيورة وحمادة والنواب بشارة مرهج، ناصر قنديل، محمد قباني، جان اوغاسبيان، والوزير السابق ميشال اده ونقيب الصحافة محمد البعلبكي ونقيب محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم وعدد من الشخصيات السياسية والمسؤولين في المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة وحشد من الاعلاميين.

وخلال اللقاء تحدث النقيب البعلبكي فاعتبر ان الحادث «انما يستفز كل لبنان حيث كان دون استثناء ودون تمييز بين حزب وحزب، وفئة وفئة ومنطقة ومنطقة وانتماء وانتماء، لان ما حصل في هذا الليل هو اعتداء على كل لبنان، لانه اعتداء على حرية الاعلام، هذه الحرية التي هي اساس من اسس هذا البلد، والتي من دونها يمكن التساؤل هل يبقى للبنان دور؟

ثم تكلم النقيب كرم فأعلن انه اتصل بوزير الداخلية الياس المر وان الاخير «طلب اليّ ان انقل اليكم ان لديه بداية معلومات لاعتقال الفاعلين». ثم تحدث الوزير سماحة فقال: «ان من قام بجريمة امس اياً يكن هو مجرم ليس بحق فقط الحرية والديمقراطية في لبنان فحسب، انما بحق اغلى ما نملكه اليوم، الاستقرار في لبنان وسط منطقة غير مستقرة.

وهذا الاستقرار كلف اللبنانيين كثيراً لبنائه ولاعادته ولتحصينه في وجه كل الانواء. ولن نقبل بالتفريط به اطلاقاً على يد اي نوع من انواع الرعونة، من المراهنة على المخطط الاجرامي المرتبط بالخارج».

Exit mobile version