على الحدود بين دولتين عربيتين.. اكتشاف لا مثيل له لكن حتى الآن غير مؤكد بعد (صور)
تستخدم الأقمار الصناعية لأغراض عديدة. من بين العديد من التطبيقات الأخرى، يمكن استخدامها لعمل خرائط للنجوم وخرائط لأسطح الكواكب ، وكذلك التقاط صور للكواكب التي يتم إطلاقها فيها.
بينما تتحسن تقنية الاستشعار عن بعد بسرعة ، لا يمكن لأي قمر صناعي فقط التقاط جودة الصور المطلوبة لتحديد مكان البحث بدقة عن رواسب خام النحاس أو الزنك أو الكشف عن المعادن الأخرى.
على الرغم من الانتشار الحديث لتكنولوجيا الأقمار الصناعية ، لا يوجد سوى عدد قليل من الأقمار الصناعية ذات الجودة التقنية ، والاستبانة الأرضية ، والمدى الطيفي المفيد لعلماء جيولوجيا الاستكشاف.
الغالبية العظمى من الأقمار الصناعية التي يتم إطلاقها اليوم – والمعروفة باسم ” smallsats ” عبارة عن منصات بسيطة باللون الأحمر والأخضر والأزرق والأشعة تحت الحمراء القريبة تفتقر إلى القدرة على تحديد معادن الطين والحديد التي تعتبر أساسية لاكتشاف موارد معدنية وهيدروكربونية جديدة
الأقمار الصناعية الصغيرة جيدة لالتقاط صور ملونة فوق منطقة ما ولكنها لا ترقى إلى مستوى مهمة اكتشاف المعادن المحددة المرتبطة برواسب النحاس والذهب والماس أو علامات إجهاد الغطاء النباتي في النباتات والأشجار الفردية.”
تستخدم بعض الشركات بشكل أساسي WorldView ومقياس إشعاع الانعكاس الحراري والانبعاث الحراري المتقدم (ASTER) والمحمول في الفضاء وأجهزة Sentinel وغيرها من الأدوات الصناعية فائقة الطيف مع 15 نطاقًا طيفيًا عالي الدقة أو أكثر لالتقاط الصور.
حدد علماء جامعة أوكسفورد البريطانية، 3 مواقع لحصون رومانية شمال شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في جنوب غربي الأردن على الحدود مع السعودية.
وذكر موقع جامعة أوكسفورد، اليوم الخميس، أن تحديد مواقع الحصون تم باستخدام صور الأقمار الاصطناعية بمساعدة برنامج غوغل إيرث، وربما كانت تلك الحصون جزء من حملة عسكرية رومانية للاستيلاء على المملكة النبطية عام 106 بعد الميلاد.
ازدهرت المملكة النبطية في شمال شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد في السعودية والأردن حول مدينة البتراء الشهيرة حاليًا.
شاهد || اكتشاف “غير مؤكد” لحصون رومانية على الحدود السعودية
وقال قائد فريق الأثريين الذين كانوا وراء الكشف الجديد، مايكل فرادلي، إن هناك قليلاً من الشكوك حول تاريخ تلك الحصون أو المعسكرات، مضيفًا، “نحن شبه متأكدين من أن الجيش الروماني هو من بناها”.
أما الخبير في الشؤون العسكرية الرومانية القديمة، مايك بيشوب، فقد صرح لموقع جامعة أوكسفورد، بأن تلك الحصون “هي كشف جديد مذهل ومهم لإلقاء الضوء على الحملات الرومانية في شبه الجزيرة العربية”.
ويضيف فرادلي، أن تلك الحصون بُنيت بشكل مؤقت أثناء تقدمهم في حملة عسكرية، حيث أن “إعداد الحصون كان مدهشًا بالنظر إلى أنهم سوف يستخدمونها لأيام أو أسابيع فقط”.
وأوضح أيضًا أن تلك الحصون كانت تمتد من قلعة قصر بيير في الأردن، في اتجاه ما تسمى بمدينة دومة الجندل حاليًا في السعودية، ما يعني أن الرومان كانوا يحاولون الالتفاف حول الطريق المعروف آنذاك عبر “وادي السرحان” في السعودية.
ربما يشير هذا الكشف إلى أن استيلاء الرومان على مملكة الأنباط، بعد وفاة آخر ملوكها رب أيل الثاني الملقب بـ”سوتر” عام 106 بعد الميلاد، لم يأت بشكل سلمي كما جاء في التاريخ الروماني.
ومن المقرر أن يعمل الباحثون على تأكيد تاريخ تلك الحصون، عبر فحصها على الأرض.
في حديث لـ”العربي الجديد”، يشير فرادلي إلى أن هناك القليل من الشك حول تاريخ المعسكرات، لكن الفريق البحثي على يقين من أن الجيش الروماني هو الذي بناها
بالنظر إلى شكل أوراق اللعب النموذجي للحاويات ذات المداخل المتقابلة على طول كل جانب. والفرق الوحيد الملحوظ بينها هو أن المعسكر الغربي أكبر بكثير من المعسكرين إلى الشرق.
يعتقد الباحثون أن هذه المعسكرات هي اكتشاف مذهل؛ إذ تمثل رؤية جديدة مهمة للحملات الرومانية في شبه الجزيرة العربية. تظهر الحصون الرومانية كيف سيطرت روما على مقاطعة ما، لكن المعسكرات المؤقتة تكشف كيف حصلت عليها في المقام الأول.
كان الجيش يبني المعسكرات كمحطات مؤقتة للدفاع في أثناء سير الحملة. يضيف فرادلي: “تم تحديد المعسكرات من خلال المسح المنهجي لصور الأقمار الصناعية على منصات مثل Google Earth
كجزء من عمل مشروع الآثار المهددة بالاندثار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (EAMENA). تمكن زملاؤنا في مشروع APAAME الذي يعمل مع سلاح الجو الملكي الأردني، بعد ذلك، من التقاط صور جوية مفصلة للمعسكرات الغربية والوسطى من طائرات الهليكوبتر”.
طرح المؤلفون فرضية مفادها بأن المعسكرات تسير في خط مباشر باتجاه دومة الجندل في السعودية، لكنها كانت في السابق مستوطنة على الحافة الشرقية للمملكة النبطية في القرن الثاني الميلادي.
لا يوجد سرد موثق تاريخياً لحملة عسكرية رومانية في هذه المنطقة، لذلك يعتقد الباحثون أن السياق الأكثر احتمالاً هو أن هذه المعسكرات كانت جزءاً من حملة الضم الروماني للمملكة النبطية من قبل الإمبراطور تراجان بعد 106 ميلادي.
“تشير الروايات التاريخية الرومانية من تلك الفترة إلى أن ضم المملكة النبطية كان سلمياً، لكن هذه المعسكرات تشير إلى أنه ربما كانت هناك بعض المقاومة من بعض المستوطنات النبطية مثل دومة الجندل”، يوضح الباحث الرئيسي في الدراسة.
يعتقد فرادلي وزملاؤه أن مستوى الحفاظ على المعسكرات يشير إلى أنها، ربما، لم تُستخدم إلا لأيام أو أسابيع. ونظراً إلى أن المسافة بين كل معسكر وآخر تتراوح بين 37 كم إلى 44 كم
يتوقع الفريق أن هذه المسافة كانت مخططاً لها، بحيث لا يمكن للمشاة عبورها في يوم واحد، وبدلاً من ذلك، كان سلاح الفرسان هو المسؤول عن الربط بينها. كما يعتقد الباحثون أن معسكراً رابعاً ربما كان موجوداً في الغرب بالقرب من القلعة الأموية اللاحقة ومحطة الآبار في باير أو ربما في نفس موقعها.
اكتشاف ثلاثة حصون رومية متجهة من الحدود الاردنية بإتجاه دومة الجندل🇸🇦
هذه الحصون مؤقتة وليست جزءا من الحصون الدفاعية الرومية ضد القبائل العربية، مثل قصر بشر.من المرجح انها كانت جزء من الحرب الرومية ضد مملكة عرب النبط في شمال السعودية وجنوب الاردن قبل ٢٠٠٠ عام تقريبًا. pic.twitter.com/6TxvqZ02r0
— Gindibu (@History1060) April 27, 2023