ذهب بمليارات الدولارات وشعبها يشتهي رغيف الخبز.. دولة عربية تفاجئ العالم بكمية الذهب الذي تنتجه
تتباين شهرة الدول العربية بما تحويه من ثروات طائلة من ذهب أو معادن ثمينة، أو حتى الثروات الفكرية كالتقدم العلمي مثلاً أو الحضاري.
وبالنسبة للثروات الباطنية، فقد تذخر دولُ الوطن العربي بها، ويظهر عليها الفقر والجوع ظاهرياً.
وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن إحدى هذه الدول الغنية بالأساس، وإذا علمت ما فيها من ثروات سوف تتفاجأ بهذا الوضع الذي وصلت إليه.
تتميز هذه الدولة العربية بأنها خصبة الأرض وتمتلك مياهاً بكميات هائلة ولو زرعت أرضها لكفت العرب والعجم.
بالإضافة إلى امتلاكها ثروة حيوانية هائلة، فهي تمتلك مليون بقرة، ناهيك عن الأغنام والماعز والحمير.
وعُرف السودان في القدم باسم بلاد النوبة وهي كلمة هيروغليفية تعني الذهب.حيث يعتبر السودان الدولة الثالثة إفريقياً في إنتاج الذهب منذ سنوات طويلة.
و يمتلك موارد من المعدن الثمين لا تقدر بثمن تنتظر من يستخرجها.ورغم ذلك يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة.
كما يرى الخبراء أن قطاع الذهب لوحده يمكن أن ينعش الاقتصاد السوداني وينقل البلد إلى مكان آخر تمامًا.
بل يصر البعض على القول إن الخرطوم يمكنها أن تصبح “دبي أفريقيا” لو أجادت استغلال مواردها جيدًا.
ويقول الخبير الاقتصادي السوداني “عبد الله الرمادي”: إن قطاع موارد الذهب قد أهمل لسنوات طويلة.
حيث أن هناك عملية إنتاج أهلي للذهب يقوم به الشباب وهو غير منظم ولا تقوم به الشركات الكبيرة.
وقد أٌهمل الإنتاج الأهلي بصورة كبيرة، خاصة في الآونة الأخيرة، وتم منع الوقود عنهم في الفترة الأخيرة واعتبروه “تهريبًا”.
رغم أنه يساعد في تزويد عمليات إنتاجية تضيف قيمة لا يستهان بها للناتج المحلي الإجمالي.
ويضيف الخبير في حديثه مع وكالة إعلامية روسية، أنه لو تم استغلال هؤلاء الشباب بصورة جيدة بتوفير الظروف الملائمة صحياً، بدلاً من الظروف الصحية السيئة والمدمرة لحياتهم ومستقبلهم، فهم سيقومون بعمل ضخم جداً لدعم الاقتصاد السوداني.
كما أشار “الرمادي” إلى أن الإنتاج الأهلي وفقاً لما تم حصره لا يقل عن 200-250 طن سنويًا؛ وهذا القطاع حصيلته السنوية 10 مليار دولار.
فلو تم توفير هذا المبلغ لتم الاستغناء عن أي شيء، وهو يكفي لسد كافة احتياجات السودان والتزاماته.
هذا والتنقيب الأهلي هو عبارة عن عملية فحص المياه والمعادن التقليدية في المناطق التي عُرف تواجد الذهب فيها.
وهي من العمليات التي تحتوي على الكثير من الخطورة، وكذلك بها الكثير من المعاناة.
وفى كثير من الأحيان ينتهي الأمر باستخراج كميات قليلة جداً من الذهب وقد يفضي السعي وراء الذهب إلى موت المنقبين فتتحول منطقة التنقيب إلى مقبرة لأصحابها.
وذلك نتيجة استخدامهم طرق بدائية، حيث يقومون باستخدام الزئبق السام، كما يموت العديد من المنقبين نتيجة التعرض للدغات العقارب والأفاعي السامة.
وبالنسبة للسلع الغذائية في الأسواق، فقد تعدى سعر الرغيف قدرة السودانيين الشرائية، حيث أن مخابز الخرطوم تشهد كساداً ملحوظاً وسط تراجع طلب المواطنين على الخبز.
وذلك لارتفاع سعر القطعة إلى نحو 40 جنيهاً سودانياً (الدولار الأميركي=442 جنيهاً)، عقب تحرير أسعار الطحين وتركه لآلية العرض والطلب.
كما توقع تجمع اتحاد المخابز وبعض المنتجين حدوث زيادة جديدة في أسعار الخبز، نتيجة الارتفاعات التي طرأت على مدخلات الإنتاج.
وقال الناطق الرسمي لتجمع المخابز “عصام الدين عكاشة” لصحيفة “العربي الجديد”:
إن صناعة الخبز في السودان تجابه مشاكل كبرى أبرزها ارتفاع سعر جوال (شوال) الطحين في شركات المطاحن من 17.800 جنيه إلى 20.800 جنيه.
مع التوقعات بزيادة جديدة عليه عقب ارتفاع سعر الغازولين (البنزين).
ووصف هذه الزيادات بغير الحقيقية، وإنما هي نتيجة غياب الرقابة.
وشرح “عكاشة” أن أسعار الطحين المحلي أغلى من أسعار القمح العالمية.
كل ذلك هو مجرد لمحة من أزمة اقتصادية خانقة أرهقت الشعب السوداني.
و تسببت بسخطٍ شعبي على كافة المسؤولين والسياسيين في البلد، الذين اتهمهم الناس بالفساد والفشل في إدارة خيرات السودان.
ناهيك عن فترة الحروب التي خاضها الشعب السوداني ومازالت آثارها ممتدة إلى اليوم.