يتوقع أن يمر الكويكب 2006 HV5، الذي يعد من الأجسام القريبة من الأرض، بالقرب من كوكبنا غداً الأربعاء، مما أثار قلقًا لدى وكالة ناسا. يقدر قطر الكويكب بنحو 1000 قدم، وسيمر على مسافة 1.5 مليون ميل من الأرض، أي ما يعادل 6.3 أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، وسينتقل بسرعة تصل إلى 38000 ميل في الساعة.
وعلى الرغم من أن العلماء يشعرون بالارتياح بشأن هذا المرور، فإن الكويكب لا يزال يتم تصنيفه على أنه حدث قريب يمكن أن يكون خطيراً. ومن الناحية الفلكية، فإنه يعد حدثاً يستدعي الحذر، حيث يصنف على أنه نادر “2” في قاعدة بيانات مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لناسا.
وتوضح الدكتورة سوزانا كوهلر، عضوة في الجمعية الفلكية الأمريكية، أن هذا الحجم من الكويكبات لا يشكل تهديداً كبيراً، ولا يتطلب إجراءات وقائية طارئة. ومع ذلك، يحتاج الراغبون في مشاهدته إلى معدات خاصة، حيث لا تصدر الكويكبات الضوء المرئي الخاص بها، ويتم مراقبتها في المقام الأول من خلال ضوءالشمس الذي تعكسه. ومن المتوقع أن يظل الكويكب ساطعًا بما يكفي لرؤيته باستخدام التلسكوبات الأكبر حجمًا.
يعتبر 2006 HV5 واحدًا من أكثر من 31000 جسمًا قريبًا من الأرض تم تحديدها حتى الآن، ويعتقد أن العديد منها ينتظر اكتشافها في ظلام الفضاء. وتصنف وكالة ناسا الأجسام القريبة من الأرض كـ”أجسام يحتمل أن تكون خطرة” إذا كانت تبعد 4.6 مليون ميل من مدار الأرض وتبلغ قطرها أكثر من 460 قدمًا. وحتى الآن، تمت إضافة حوالي 2300 كويكب إلى قائمة “يحتمل أن تكون خطرة”، وعلى الرغم من أن أيًا منها لا يشكل تهديدًا فوريًا، إلا أن هناك خطرًا من اضطراب مداراتها واصطدامها بكوكبنا.
ومن المهم التأكيد على أنه لا يوجد سبب للهلع، حيث إن الكويكبات القريبة من الأرض تمت مراقبتها بشكل دقيق، وتتم مراقبة حركاتها ومداراتها باستمرار. ويتم تحديث القائمة الخاصة بهذه الكويكبات بانتظام، وتتوفر لدى العلماء تقنيات متطورة لرصد ومراقبة هذه الأجسام السماوية وتحديدات مساراتها بدقة، مما يساعد على التنبؤ بالحوادث المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.