العلم يكشف ما سيحدثه وهذا ما تخبئه لنا السنوات الثلاثة القادمة
في حين يبذر الذكاء الاصطناعي الاضطرابات عبر القوى العاملة، من كُتَّاب السيناريو إلى المستشارين الماليين، ستحل التكنولوجيا بشكل غير متناسب محل الوظائف التي تشغلها النساء عادةً، وفقاً لما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية، نقلاً عن شركة تحليلات الموارد البشرية Revelio Labs.
قال هاكي وزدينورين، الخبير الاقتصادي في Revelio Labs: “يعكس توزيع الجنسين عبر المهن التحيزات المتجذرة بعمق في مجتمعنا، حيث غالباً ما تكون النساء محصورات مثل المساعدين الإداريين والسكرتيرات. وبالتالي، يتحدد تأثير الذكاء الاصطناعي حسب النوع الاجتماعي”.
الوظائف الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي
كما حددت شركة Revelio Labs لوظائف التي من المرجح أن يستبدلها الذكاء الاصطناعي بناءً على دراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية. ثم حددت التوزيع الجنساني لهذه الوظائف ووجدت أن العديد منها تشغلها عموماً النساء، مثل جامعي الفواتير والحسابات، وكتبة الرواتب والأمناء التنفيذيين.
ويؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم التفاوت بين الجنسين في القوى العاملة العالمية، حيث تفكر الشركات في الاستغناء عن بعض الموظفين والاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير عملها. قالت شركة International Business Machines Corp مؤخراً إنها تبطئ عملية التوظيف لأدوار يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها بسهولة في وظائف المكاتب الخلفية
مثل الموارد البشرية. ويتوقع الرئيس التنفيذي للشركة، آرفيند كريشنا، أن يُستبدَل ما يصل إلى 30% من هذه الوظائف وتحل الأتمتة محلها على مدار خمس سنوات، ما قد يؤدي إلى خسارة حوالي 7800 وظيفة.
من المرجح أن يتولى الذكاء الاصطناعي الوظائف التي يسودها التكرار، من النوع الذي تشغله النساء في الغالب. على سبيل المثال، يمكن لنموذج شات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي البحث عن عدد هائل من النصوص ومراجعتها وتلخيصها بسرعة، وهي مهام تستغرق عادةً وقتاً طويلاً لإنجازها. وقال أوزدينورن إنه عند التوظيف يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة عملية الفرز من خلال السير الذاتية، وهي مهمة كانت تتطلب عادةً المزيد من الأشخاص.
لكن هذا لا يعني أن العمال الآخرين ذوي المهارات العالية يمكنهم الشعور بالأمان بشأن وظائفهم. تظهر الأبحاث الأولية أيضاً أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤثر على الوظائف عالية الأجور أكثر من وظائف التصنيع غير التقليدية، وفقاً لشركة Revelio Labs.
فيما قال أوزدينورن إن “المضي قدماً وتوفير فرص إعادة التدريب سيكون أمراً أساسياً للمرأة للتنقل في مشهد الوظائف المتطور”. وأضاف: “من خلال القيام بذلك، يمكننا الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي مع الاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم القيمة”.
الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف!
وفي وقت سابق خلص تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، ويستند إلى استطلاعات لأكثر من 800 شركة، أن 14 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم ستختفي في السنوات الخمس المقبلة، وفق ما نشرته شبكة “CNN” الأمريكية.
حيث أوضحت الصحيفة نقلاً عن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، أن سوق العمل العالمي سيتأثر ببعض الاضطرابات الهائلة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسيضعف الاقتصاد، ما عدا الشركات التي تعتمد على التقنيات التكنولوجية المختلفة مثل الذكاء الاصطناعي.
وجد المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يستضيف تجمعاً للقادة العالميين في دافوس، سويسرا، كل عام، أن أصحاب العمل يتوقعون خلق 69 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2027 وإلغاء 83 مليون وظيفة.
بالتالي سيؤدي ذلك إلى خسارة صافية قدرها 14 مليون وظيفة، أي ما يعادل 2% من العمالة الحالية. وسيكون التحول إلى أنظمة الطاقة المتجددة محركاً قوياً لتوليد الوظائف، بينما سيؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم إلى خسائر.