”ذهب أحمر” بملايين الدولارات في سوريا.. هل سينجح السوريون بالاستفادة منه وتصديره.. شاهد

ترند بوست //  متابعات

”ذهب أحمر” بملايين الدولارات في سوريا.. هل سينجح السوريون بالاستفادة منه وتصديره.. شاهد

أدّت النكـ.ـسة التي تتعرضت لها مناطق الساحل السوري بسبب كساد محاصيل الحمضيات إلى تحول أنظار المزارعين في تلك المناطق للبحث عن بديل يعوض تلك الخسارة، بالتوجه إلى وراعة نواع من أنواع البهارات الأشهر والتي يُباع منها بالغرامات، ويطلق عليها اسم”الذهب الأحمر”

ماهو الذهب الأحمر السوري
نتشر أزهار صغيرة أرجوانية اللون تنتج أغلى أنواع التوابل في العالم، حيثما أجرى المزارع آصف مهنا تجربة لزراعة الزعفران، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الساحل السوري.

صاحب المشروع، آصف مهنا قال: “في ظل الظروف الحالية، لم يعد العمل مقتصراً على مهنة واحدة فقط، أنا مدرّس للغة العربية، وقررت البدء بمشروعي الخاص لتجاوز هذه الصعوبات”.

وأضاف: “فكرة المشروع انطلقت من حبّي لزهرة الزعفران، كما يعتبر المشروع الأول بهذا الحجم، هناك عدة مناطق في ريف حماه تقوم بزراعة الزعفران ولكن للإكثار فقط، نحن كمنطقة جبلية نقوم بزراعته بهدف الحصول على أزهاره، ولا تنجح زراعته من أجل الأزهار إلّا في الجبال”.

وأوضح: “حسب تجربتي الشخصية وتجارب عدة لمديرية الزراعة، أثبت أن زراعة الزعفران في جبال الساحل السوري، والتي يصل ارتفاعها إلى 600 م وما فوق، ناجحة، وتعطي أزهار تضاهي بالجودة تلك الموجودة في إيران، علماً أن إيران هي الدولة الأولى المنتجة للزعفران عالمياً”.

وأردف: “هذه الزراعة ذات جدوى اقتصادية هامة، ومردود كبير، وأتمنّى دعمها كي تنتشر زراعتها في عدة قرى ومناطق، وأنا خلال تجربتي لم أتلقى أي خدمة أو دعم من الجهات المعنية بالزراعة في المحافظة”.

وحول إمكانيّة تسويق هذا المحصول قال: “قد نتعرّض لمشاكل في التسويق بدايةً، ولكن في العام الماضي تواصلت معنا شركة سويسرية لأخذ المحصول، ولكنها تحتاج إلى 6 كيلو غرام على أقل تقدير، وهذه الكمية لا اعتقد أنها ستتوفر لدينا قبل عشر سنوات، فالإنتاج لهذا المشروع تراكمي، ويحتاج بعض الوقت”.

وأضاف: “قمت بزراعة 22 ألف بصلة حتّى الآن لإنتاج الزعفران، وبقيمة إجمالية تجاوزت الـ 17 مليون ل.س، المشروع بطور النمو، وهو من المشاريع التنمويّة والزراعيّة الفريدة”.

تجدر الإشارة إلى أنّ الزعفران هو أحد التوابل الأغلى في العالم، له العديد من الفوائد والتطبيقات العلاجيّة، ويستخدم في صناعة الأدوية.

ونظراً لاحتوائه على مضادات للأكسدة، يستخدم لعلاجات تتراوح بين تحسين المزاج وصولاً إلى مكافحة السرطان.

يُذكر أنّ إيران هي أكبر منتج للزعفران في العالم، تليها الهند، لكن طموح “مهنا” يمتد إلى تشييد صناعة مزدهرة على هذا النبات في سوريا

والسؤال الأهم : هل سينجح السوريون بالاستفادة منه وتصديره.. شاهد

تجارب ناجحة في الساحل

في تجربة نوعية في بريف اللاذقية، أوضح المزارع على حيدر، أن زراعة الزعفران وهو أغلى توابل في العالم، يمكن أن تصمد أمام قسوة المناخ وأزمة الأسمدة في البلاد، مضيفا أن النبتة ترسخ نفسها بين محاصيل الحمضيات، وتحقق إنتاجا يغطي مساحة مهمة في الاستهلاك المحلي، مع إمكانية التصدير في المستقبل.

وأوضح حيدر، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن زراعة الزعفران بدأ حديثا في سوريا وتحديدا في عام 2020، إذ توجه المزارعون نحوه لعدة أسباب، أهمها الأرباح التي يجنيها الفلاح من النبتة، وعدم تطلبها مواد أولية باهظة الثمن.

وأشار حيدر، إلى أنه من المعروف أن الزعفران الإيراني من أفضل أنواع الزعفران في العالم، وإنتاج الزعفران الإيراني مرتفع للغاية وتشير الإحصائيات إلى أن 90 بالمئة من الزعفران في العالم ينتج في إيران، ولكن المنتج السوري بات ينافس في الأسواق لا سيما في الأسعار، بحسب قوله

وتتنوع أنواع الزعفران في سوريا وتتغير الأسعار حسب التعبئة ونوع الزعفران. يباع الزعفران في 5 أنواع مختلفة. كل نوع من هذه الأنواع له خصائص وأسعار مختلفة. فعلى سبيل المثال، يتمتع زعفران “نقين” بأعلى جودة وأعلى سعر بين أنواع الزعفران المختلفة. إذ بلغ سعر الغرام الواحد 20 ألف ليرة سورية.

الزعفران في سوريا.. البداية من ريف دمشق
حيدر كشف أن بداية تجربة زراعة الزعفران بدأت في حقول سرغايا والزبداني، ووصلت إليه من تطورات من حيث عدد الأزهار وإنتاج وجودة السيقان وطرق زراعتها وإكثارها وانتشارها لتصبح زراعة واعدة. ومن المحاصيل الاستراتيجية كمورد اقتصادي جديد للأشخاص ذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة.

وكان مساعد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، لؤي أصلان، أكد قبل عامين، أن الوزارة تسعى لتطوير ونشر المحاصيل العطرية ذات العوائد الاقتصادية على نطاق واسع. موضحا أن ذلك أتى بعد نجاح زراعة الزعفران في المواقع المدروسة والمختبرة.

واعتمدت الوزارة، الموافقة عليها كنبات واعد وفق مصفوفة عمل لتكاثرها وانتشارها في سوريا. وتشمل خطة انتشارها ثلاث مراحل، أولها زراعة 2630 قرم (بصلي) في منطقة البريج. ومشتل الغابات، ومحطتي أبحاث الغوطة وسرغايا ومركز أبحاث السويداء لمدة ثلاث سنوات.

ويهدف المزارعون بحسب حيدر، إلى توسيع مساحات زراعة الزعفران والبدء في توزيع الفسائل مباشرة على أقرانهم. والبدء في إكثار أنسجة النبات، فيما تنتهي المرحلة الأخيرة ببرنامج التحسين الوراثي للزعفران.

جدوى اقتصادية واعدة
ولم يستبعد حيدر، إفشال المشروع من قبل المتنفذين في السلطة السورية بضغط من طهران، إذا ما تحولت سوريا إلى بلد مصدر للزعفران نتيجة انخفاض أسعار تصديره عن الزعفران الإيراني الذي يعتبر الأغلى عالميا.

ويضيف، مساحة 300 متر مربع مزروعة بالزعفران، تعود بمردود أفضل من عشرات الدونمات من محصول الحمضيات. حيث يتم شراء البصيلة الواحدة من الزعفران بـ3500 ليرة سورية. وعند التجفيف يحصل المزارع على 200 غرام من الزعفران والذي يباع بمبلغ وقدره 4 ملايين ليرة سورية.

وبيّن حيدر، أن الظروف البيئية في سوريا مثالية لنمو هذه النباتات. والتي تحتاج إلى درجة حرارة 17 درجة مئوية في التربة وهطول الأمطار 600 ملم. ويتوفر هذا في سوريا من منتصف شهر آب/أغسطس إلى أيلول/سبتمبر، وفي حالة احتباس الأمطار يتم ريها.

وتبدأ أزهار نبات الزعفران بالتفتّح مع بداية موسم البرد في تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. وتستمر عمليات قطفه عالميا حتى منتصف الشهر الأخير من العام.

الجدير ذكره، أن مركز أبحاث “جوسيّة الخراب” الزراعي، الذي يعد المركز الأول في المنطقة العربية الذي زرع الزعفران في سوريا. لا يزال مهجورا حتى الآن، وتوجد في أرضه أكثر من مليون بصلة زعفران، متروكة دون قطف للعام الرابع على التوالي.

Exit mobile version