ترند بوست – متابعات
هل سنقول وداعا للذهب والفضة؟! ..المعدن الأثمن في العالم.. شاهد اكتشاف ثروة جديدة ستقلب اقتصاد العالم رأسا على عقب
قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية للأنباء إن البلاديوم بات الآن المعدن الأثمن في العالم متفوقا حتى على المعادن النفيسة الأربع الكبرى، وقد أدى النقص الحاد إلى ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية.
وارتفع سعر البلاديوم إلى الضعف خلال عام أو أكثر بقليل مما جعله أغلى من الذهب، ويدخل البلاديوم في صناعة أجهزة مكافحة التلوث المثبتة في السيارات والشاحنات.
وفي آخر التعاملات أمس الأربعاء بلغ السعر الفوري للبلاديوم مستوى قياسيا مرتفعا عند 1824.50 دولار للأوقية، وسط توقعات بأن يصل إلى ألفي دولار أو أكثر العام المقبل، وفق ما نقلت رويترز عن خبراء.
ما هو البلاديوم؟
مادة بيضاء لامعة، وأحد ستة معادن من فئة البلاتينيوم إلى جانب الروثينيوم، الروديوم، الأسميوم، الإيريديوم.
ويدخل نحو 85% من البلاديوم في صناعة عوادم السيارات حيث يساعد في تحويل الملوثات السامة إلى غاز ثاني أكسيد الكربون الأقل ضررا وبخار ماء.
كما أنه يستخدم في الإلكترونيات وطب الأسنان والمجوهرات. ويستخرج أساسا في روسيا وجنوب أفريقيا، ويعتبر منتجا ثانويا يُستخلص من عمليات التنقيب عن معادن أخرى مثل البلاتينيوم أو النيكل.
لماذا أصبح الأغلى ثمنا؟
السبب يكمن في أن العرض لا يضاهي الطلب المتزايد على البلاديوم. ويزداد استخدام هذا المعدن إذ شرعت حكومات الدول لا سيما الصين في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من التلوث الناجم من السيارات، وإجبار شركات تصنيع السيارات على زيادة كمية المعدن النفيس التي تستخدمها.
يُشار إلى أن البلاديوم قفز 22% عام 2016 و56% عام 2017، ونحو 16% العام الماضي، كما صعد حوالي 43% منذ بداية العام الحالي.
لماذا قلة المعروض؟
أكدت التوقعات أن كمية البلاديوم المنتج ستقل عن الطلب عليه عام 2019 وذلك للعام الثامن على التوالي، مما ساعد في زيادة أسعاره لمستويات قياسية.
ومع أن بعض المعادن الغامضة ما تزال أغلى ثمنا، فإن البلاديوم بيع بأسعار أعلى من الذهب معظم هذا العام.
سعر البلاديوم زاد أكثر من 40% منذ بداية العام الحالي (رويترز)سعر البلاديوم زاد أكثر من 40% منذ بداية العام الحالي (رويترز)
هل المضاربون يرفعون الأسعار؟
هذا القول صحيح بعض الشيء. فمنذ أغسطس/آب 2018 راهنت صناديق التحوط على ارتفاع أسعار البلاديوم، وما يزال البلاديوم المخصص للتسليم الفوري يُباع بأكثر من القيمة الإسمية لشحنات التسليم في وقت لاحق، مما يجعل المصنعين يتهافتون على المعروض منه.
من الرابحون والخاسرون؟
مع أن شركة “أم أم سي نوريلسك نيكل” الروسية لتعدين وصهر البلاديوم هي المنتج الأكبر، فإن ارتفاع أسعاره كان بمثابة خبر سعيد لشركات تعدين البلاتينيوم بجنوب أفريقيا التي تستخرجه كمنتج جانبي لمعدنها الرئيسي البلاتينيوم الذي حامت أسعاره حول أدنى مستوياته خلال عشر سنوات.
من الجانب الآخر، تجد شركات صناعة السيارات نفسها مضطرة لدفع سعر أعلى للبلاديوم لكنها قد تعوض ذلك برفع أسعار منتجاتها للمستهلكين.
هل البلاديوم يتقلب عادة؟
بلى، لكن ذلك ليس قاصرا على البلاديوم وحده. فالمعادن النفيسة التي تستخدمها صناعة السيارات بكميات ضئيلة ظلت طوال تاريخها تشهد ارتفاعا في الأسعار كلما زاد الطلب عن العرض.
هل تبحث شركات صناعة السيارات عن بديل؟
صحيح أن ارتفاع أسعار البلاديوم مقارنة بالبلاتينيوم قد تحفِّز بعض شركات صناعة السيارات على العمل لإيجاد بديل لهذا المعدن. ولكن لا يُعرف على وجه اليقين متى سيحدث هذا التحول.
وقد أجريت بحوث على استخدام البلاتينيوم أظهرت الحاجة لاكتشافات تكنولوجية قبل أن يضاهي المعدن المذكور في أدائه المحولات الحفّازة الحالية التي تعتمد على البلاديوم.
ماذا عن السيارات الكهربائية؟
المعروف أن السيارات الكهربائية لا تعمل بحرق الوقود وليس لديها عوادم غازات، كما أنها لا تستخدم البلاديوم، غير أن معظم المحللين يرون أنه ما يزال أمام كهربة غالبية أساطيل السيارات في العالم عدة سنوات قادمة ليتحقق ذلك.
وفي الأثناء، فإن استخدام البلاديوم في السيارات الهجينة يمثل أحد مصادر الطلب المتزايد على المعدن.
أكثر الدول إنتاجًا للبلاديوم
تعد روسيا، جنوب أفريقيا، كندا، الولايات المتحدة، وزيمبابوي أكبر 5 دول منتجة للبلاديوم في العالم.تأتي روسيا في المركز الأول بحجم إنتاج 81 طنًا متريًا من البلاديوم عام 2017.تعد الشركة الروسية ” نوريلسك نيكل” أكبر منتج للبلاديوم في العالم.
إذ تنتج 39% من حجم الإنتاج العالمي للبلاديوم.في حين أنتجت جنوب أفريقيا، وكندا، والولايات المتحدة، وزيمبابوي 78، 19، 13، و12 طنًا متريًا على التوالي من البلاديوم في عام 2017.
تم اكتشاف أحد أكبر رواسب البلاديوم في جنوب أفريقيا، حيث عثر على كمية كبيرة من الرواسب في مجمع ” Bushveld Igneous ” الموجود في الجزء الشمالي من جنوب أفريقيا.
تشتهر مدينة “ثاندر باي” وحوض “سادبوري” في كندا بتوفر البلاديوم، كما تتركز نسبة كبيرة من رواسب البلاديوم في ولاية مونتانا الأمريكية في مجمع “ستيل ووتر”، وقد بلغ إجمالي إنتاج باقي الدول المنتجة للبلاديوم معًا 8.4 طن متري.