ترند بوست – متابعات
اشارة غامضة تقود فلاح سوري للعثور على كنز من الذهب في أرضه يقدر بالملايين
عثر أحد المواطنين من قرية الحجر الابيض بالقرب من قلعة نجم في منطقة منبج بمحافظة حلب على مجموعة من النقود الهلنستية الذهبية التي تعود الى فترة الاسكندر الأكبر.
وقال المواطن جاسم الحاج جبلي إنه عثر على النقود بالمصادفة أثناء تسوية أرضه الواقعة غرب القرية بهدف إعدادها للبناء عندما ظهرت علامة غريبة على صخرة ليعثر اسفلها على علبة برونزية تحتوي على ما يقارب 250 قطعة نقدية ذهبية ، مشيراً إلى أنه سلم النقود إلى الجهات المختصة التي بدورها سلمتها إلى مديرية آثار ومتاحف حلب ، بحسب وكالة الأنباء السورية .
وبين الدكتور يوسف كنجو رئيس شعبة التنقيبات الأثرية في مديرية آثار ومتاحف حلب أن العلبة التي حوت النقود لها غطاء مثبت من طرف واحد بواسطة مسمار وتتميز بنتوءين صغيرين يستخدمان في فتح العلبة ومسكها.
و لفت كنجو إلى احتوائها على فئتين من النقود الأولى 137 قطعة نقدية ذهبية هلنستية من فئة 4 دراخمات “التيترا دراخما” وعلى وجه النقد صورة تمثل الاسكندر الكبير يرتدي على رأسه جلد الأسد وعلى ظهر النقد الاله زيوس يجلس على العرش ويمد يده اليمنى ليقف عليها النسر ، كما كتب بحروف يونانية اسم الملك الاسكندر على 34 قطعة وكلمة الاسكندر فقط على 81 قطعة واسم الملك فيليب على 22 قطعة.
وأضاف أن الفئة الثانية من النقود هي عبارة عن 115 قطعة نقدية ذهبية هلنستية من فئة الدراخما تحمل نفس صور القطعة الأولى حيث كتب اسم الاسكندر على 100 قطعة بحروف يونانية في حين كتب اسم فيليب على 15 قطعة فقط.
وبين كنجو أن المديرية تقوم بإعداد الدراسات الأثرية والتاريخية لهذه المجموعة من النقود التي بلغ وزنها الإجمالي 2800 غرام .
ودعا كنجو كافة المواطنين الذين يعثرون على لقى أثرية المبادرة لتسليمها الى مديرية اثار ومتاحف حلب حفاظاً عليها وعلى قيمتها الأثرية العالية.
يذكر أنه ستقوم المديرية بمنح المواطن جبلي مكافأة تشجيعية تتناسب مع قيمة الأثر المادي وفقاً للمادة 35 لقانون الآثار التي تنص على أنه يحق لكل مواطن عثر على كنز أثري التعويض بما يعادل جوهر الأثر.
ما زالت محافظة حلب بشمال سورية تحتضن الكثير من الكنوز الأثرية في مواقعها التاريخية المنتشرة على أراضي المحافظة، خاصة قلعتها الشهيرة ومواقع مهمة عديدة. وحول آخر المكتشفات التي ظهرت في قلعة حلب تحدث الدكتور يوسف كنجو المنقب في مديرية آثار حلب قائلاً لـ«الشرق الأوسط»:
«جار العمل في قلعة حلب وبشكل دائم أعمال تنقيب وإزالة الأتربة غير الأثرية من أمام الطرق السياحية وقد اكتشف نحو 20 قطعة أثرية في شهر أغسطس (آب) الماضي تعود الى العصور الاسلامية في قلعة حلب مثل الأيوبي والمملوكي والعثماني وذلك أثناء التنقيب في خزان مائي بعمق 8م وقطر 6م كانت تجمع فيه المياه من فترة لأخرى. ويأخذ الخزان شكل القمع وهذا النمط شائع جداً في سورية».
* كنز موجود في بئر ماء!..
* وتابع كنجو «القطع المكتشفة في معظمها ذات طراز فني جميل كانت تستخدم للعرض والزينة في قصور القلعة في الماضي، وهي تشمل الزهريات والعمديات وأدوات لحفظ مواد الزينة النسائية وقاعدة لوضع الشموع. وهذه الأدوات منها ما هو مصنوع من النحاس وأخرى من الفضة وعلى جميعها تظهر كتابات عربية حيث تمت الكتابة بالحفر على المعدن ومن ثم الكتابة بواسطة الترصيع بالفضة،
كما كشف عن عدة قطع فخارية تعود الى الفترة نفسها تشمل أواني وصحوناً وزبادي وكذلك كميات كبيرة من الكسر الفخارية الملونة والمزخرفة بألوان عديدة. ويجدر الذكر هنا ان هذه القطع محافظة على الشكل العام والزخارف والخط العربي إلا انها بحاجة الي تنظيف وترميم عاجل ليظهر عنصرها الجمالي وزخارفها العربية الاسلامية ومن ثم لعرضها في متحف حلب. ولكن من اللافت للنظر والغريب ايضاً وجود هذه القطع في خزان مائي ونعتقد أنه تم رمي هذه القطع في الفترة العثمانية لأسباب غير معروفة لدينا حالياً بعد ان تم المحافظة عليها لفترة طويلة».
* 10 مدافن بيزنطية
* وفي السياق ذاته تحدث الدكتور كنجو عن المدافن البيزنطية التي اكتشفت اخيراً في مدينة منبج بمحافظة حلب قائلاً «لقد اكتشفت 10 مدافن أثرية اثناء تنفيذ البنية الأساسية لمشروع شق طريق بعرض 30م في الحي الشرقي لمدينة منبج، التي تقع على بعد 80 كلم شمال شرقي مدينة حلب وتتبعها ادارياً.
وقد اوقف المشروع، وبعد الكشف على الموقع من قبل مديرية آثار حلب والتنقيب في المكان عثر على هذه المدافن البيزنطية واماكن مشاهدة رسوم جدارية في البعض منها وبعد عمليات التوثيق والدراسة أمكن تمييز ثلاثة نماذج من المدافن وذلك بالاعتماد على الشكل والفريسك فيها كما يلي:
ـ مدافن النموذج الأول، وعددها خمسة مدافن، لها نفس أسلوب البناء والشكل العام، اذ أنها تتألف من: 1 ـ مدخل: والذي يشتمل بدوره على الباب الأول أو العلوي الذي يكون في بداية المدافن وعلى السطح الخارجي عادة تكون مغطاة بقطعة حجرية مستطيلة الشكل ثقيلة جداً لا يمكن لعدة أشخاص تحريكها، يؤدي الباب العلوي الى درج مؤلف من حوالي احدى عشرة درجة، في نهايته يوجد باب مفتوح الى بهو المدفن، الباب مقنطر الشكل ويتخلله ساكف.
2 ـ بهو المدفن: يكون مستطيل الشكل في الأرضية ومن الأعلى قوسي الشكل رسم عليه الفريسك بشكل كامل.
3 ـ حجرات الدفن: في كل مدفن ثلاث حجرات كل حجرة فيها ثلاثة قبور (أيمن، أيسر، أمامي) تكون حجرات الدفن على اليمين واليسار والأمام بالنسبة لبهو المدفن.
4ـ يوجد على جانبي الباب ومن الداخل كوة قوسية الشكل لوضع الاسرجة أو الزينة واحياناً يتحول ذلك لكرسي للجلوس.
ولوحظ ان المدفن من الداخل محفور بالطبقة الصخرية ومن ثم اعيد بناؤه من الداخل ليأخذ شكلاً هندسياً رائعاً ومن ثم طلي بمادة جصية، تمهيداً لرسم أشكال هندسية قد يكون استخدم الفرجار لرسم هذه الدوائر تتقاطع مع بعضها لتعطي أشكالا هندسية وبنائية جميلة والدوائر على نوعين كبيرة وغير ملونة نقاط التقاطع ودوائر أصغر تلون أماكن التقاطع لتعطي الشكل المطلوب.