ترند بوست // متابعات
لماذا أُنزل القرآن الكريم عربياً وهو للناس جميعاً؟.. إجابة مدهشة للشيخ الشعراوي “فيديو”
{إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً…} [يوسف: 2].
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:
أُرسِلَ محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، الذي تميَّز عن سائر كتب الرسل الذين سبقوه؛ بأنه كتاب ومعجزة في آنٍ واحد، بينما كانت معجزات الرسل السابقين عليه صلى الله عليه وسلم مُنْفصلةً عن كُتب الأحكام التي أُنزِلَتْ إليهم، فلهم معجزة يتحدون بها ليثبتوا بها صدق بلاغهم عن الله، ولهم كتاب منهج من الله.
أما القرآن فقد جاء المنهج هو المعجزة، لأنه جاء للدنيا كلها في كل أزمنتها وفي كل أمكنتها، فلا بد أن تبقى المعجزة مع المنهج ليقول كل واحد آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل قيام الساعة محمد رسول بمنهج وهذه معجزته.
وقلنا “عربيًا” ما دام قد أرسل إلى الناس كافة، فلماذا كان باللسان العربي والأمم تختلف ألسنتها باختلاف مواقعها من تواضعها على لغاتها، نزل القرآن عربيًا لأن القصد الأول فيه إثبات التحديات لمن ينزل فيهم الرسول بلسان قومه الذين يستقبلون دعوته أول استقبال، وذلك حين يؤمنون به ينساحون في الدينا، فتحقق بذلك ما وعد به الله أن يكون هذا الكتابُ شاملاً، يجذب كل مَنْ لم يؤمن به إلى الانبهار بما فيه من أحكام.
ولذلك حين يبحثون عن أسباب انتشار الإسلام في تلك المدة الوجيزة، يجدون أن الإسلام قد انتشر لا بقوة مَنْ آمنوا به؛ بل بقوة مَنْ انجذبوا إليه مَشْدُوهِين بما فيه من نُظُمٍ تُخلِّصهم من متاعبهم.
ففي القرآن قوانين تُسعِد الإنسانَ حقاً، وفيه من الاستنباءات بما سوف يحدث في الكون؛ ما يجعل المؤمنين به يذكرون بالخشوع أن الكتاب الذي أنزله الله على رسولهم لم يفرط في شيء.
وإذا قال قائل من المستشرقين: كيف تقولون: إن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين؛ رغم وجود ألفاظ أجنبية مثل كلمة (آمين) التي تُؤمِّنُون بها على دعاء الإمام؛ كما توجد ألفاظ رومية، وأخرى فارسية؟
وهؤلاء المستشرقون لم يلتفتوا إلى أن العربي استقبل ألفاظاً مختلفة من أمم متعددة نتيجة اختلاطه بتلك الأمم، ثم دارتْ هذه الألفاظ على لسانه، وصارت تلك الألفاظ عربية، ونحن في عصورنا الحديثة نقوم بتعريب الألفاظ، وندخل في لغتنا أيَّ لفظ نستعمله ويدور على ألسنتنا، ما دُمْنا نفهم المقصود به.
ويُذيِّل الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله: {لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
ليستنهض همة العقل، ليفكر في الأمر، والمُنْصف بالحق يُهِمه أن يستقبل الناس ما يعرضه عليهم بالعقل، عكس المدلس الذي يهمه أن يستر العقل جانباً؛ لينفُذَ من وراء العقل.
وفي حياتنا اليومية حين ينبهك التاجر لسلعة ما، ويستعرض معك مَتَانتها ومحاسنها؛ فهو يفعل ذلك كدليل على أنه واثق من جودة بضاعته.
أما لو كانت الصَّنْعة غير جيدة، فهو لن يدعوك للتفكير بعقلك؛ لأنك حين تتدبر بعقلكَ الأمر تكتشف المُدلس وغير المُدلس؛ لذلك فهو يدلس عليك، ويُعمِّي عليك، ولا يدع لك فرصة للتفكير.