شاب عربي تزوج من 53 امرأة .. يثير ضجة مواقع التواصل -فيديو

ترند بوست – متابعات

شاب عربي تزوج من 53 امرأة .. يثير ضجة مواقع التواصل -فيديو

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لرجل سعودي ينادونه بـ “أبي عبد الله” ينصح فيه الشباب على الزواج وعلى التعدد موضحاً أنّه تزوج أكثر من 50 امرأة.الفيديو في الأسفل…

وكشف أبوعبدالله أنه تزوج 53 امرأة، وأن أطول فترة زواج كانت 25 عامًا، وأقصر فترة كانت شهرين فقط، وسط إعجاب وإشادة من قبل المتواجدين بالقرب منه.

وقال أبوعبدالله للرجال: “اللـي يخاف لا يسـمع الكلام، والرجال الشجاع اللي الله معـطيه يسـمع الكلام”.

وأثار الفيديو ضجة كبـيرة على مواقع التـواصل الاجتماعي، حيث تفـاعل البعض مـعه وقاموا بمـدحه، ورد آخـرون بأن ما فعله أمر لا يدعـو للفخر، ووجهـوا له الانتقادات.

وقال أحد المغردين على تويتر: “ما فيها أي فخر، كل هذا على حساب بنات الناس يتزوج ويطلق، والشرهه على بعض الآباء اللي يبيعون بناتهم، بنتك صونها وعزها ولا تزوجها واحد يتزوج ويطلق لو يدفع وزنها ذهب”، لكن آخرين ردوا بتشجيعه وقالوا: “كفو لا يهمنكم النسوان”.

ولم يوضح الرجل عدد أولاده من كل تلك الزيجات التي تعد رقماً قياسياً، ولقيت قصته الكثير من الجدل والانتشار في الشبكة العنكبوتية، وسط إشادات من قبل البعض وتأنيب ونقد من قبل الآخرين.

استكمالا لموضوع تعدد الزوجات الذي بقي معلقا في التدوينة السابقة يجب أولا التعريج على هذا السلوك في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، والذي يُستخدم شيوعه آنذاك كحجةٍ لاعتبار التعدد مظهرا أصيلا من مظاهر المجتمع الإسلامي.

التعدد في القرآن الكريم وفي عهد النبي
نعم لقد كان التعدد شائعا في عهد النبي وبين صحابته، لكنه كان شائعا في الجاهلية قبل الإسلام أيضا كما كان الرق كذلك شائعا، وهذه المظاهر الاجتماعية كانت من سمات ذلك المجتمع. وكما أن الرق لم يُحرَّم في النصوص الدينية بشكل صريح ومباشر وإنما تم تقييده التدريجي، فإن آيات التعدد جاءت أيضا لتقييده في مجتمع يتزوج فيه الرجل عددا غير محدود من النساء، فكان الحد الأدنى الذي يحفظ بنية المجتمع من الانهيار في ذلك الوقت هو الاحتفاظ بأربع زوجات فقط.

ولكن القرآن لم يشجع على التعدد أبدا، بل كان مقرونا في موضع ذكره بالتخويف من عدم العدل، بينما وردت في آيات عديدة أخرى أحكام متعلقة بالعلاقة الزوجية من خطوبة وزواج وطلاق وغيرها دون ذكر التعدد أو التلميح له حتى. وهذه ليست دعوة إلى التحريم، فالتعدد مباح، ولكنها دعوة إلى عدم الادعاء بأن التعدد سلوك شجع عليه القرآن، بل هو واقع كان موجودا في ذلك المجتمع وقام القرآن بتقنينه. التعدد مباح نعم، ولكن ليس كل مباح مأتي، بل يجب وزنه بميزان المصالح والمفاسد وإلا تحول الحلال إلى حرام إذا غلبت مفاسده على مصالحه.

سورة يوسف والحب لغير الزوج في القرآن

النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يعدد في شبابه على محبوبته خديجة التي تكبره بخمسة عشر عاما، لم يرض لها ولنفسه بذلك، بل عدد بعد وفاتها تعدد قائد الدولة والنبي
حين ورد التعدد في موضعه الوحيد في القرآن الكريم كان مقرونا بحفظ حقوق اليتامى وبطمع الرجال في المال، ولم يكن مقرونا بتلك السياقات التي يتم تداولها على أنها حِكَم إلهية للتعدد، كالوقوع في حب امرأة ثانية أو الشهوة الجنسية الجامحة. في المقابل وردت رغبة المتزوج بغير زوجه في القرآن الكريم في سورة كاملة بطلتها امرأة!

يعلمنا القرآن في سورة يوسف أن الميل إلى الجنس الآخر أمر وارد يشترك فيه الجنسان، لذا لا يصح أن يكون مبررا للتعدد، بل تجب مجاهدته عند كل من الرجل والمرأة، ولعل الأمر عند الرجل أسهل وأيسر، فميله غالبا ميل جنسي قابل للكبح والفرملة خاصة مع وجود قنوات مشروعة لتصريفه، ولكن الأمر عند المرأة أصعب بسبب طبيعتها العاطفية المتحكمة، فميلها غالبا ميل عاطفي وصفه القرآن في سورة يوسف وصفا لطيفا “قد شغفها حبا”، والقلب عند المرأة، على عكس الجسد عند الرجل، لا يرضى إذا مال إلا بالمحبوب.

كيف يطاوعك قلبك أن تعدد على شريكتك؟

نعم كان التعدد شائعا في وقت مضى، وكان أمرا مقبولا لا تستنكره النساء، تعلم الواحدة منهن يقينا إذا تزوجت أنها لن تكون الزوجة الوحيدة لزوجها. وكان له غايات كثيرة غير الرغبة الجنسية كالتأليف في حالات النزاع ورعاية اليتامى وخطب ود الزعماء والطمع بالمال وغير ذلك، ولكنه الآن أصبح مقصودا بذاته لغاية تمتع الرجل بامرأة أخرى دون زوجته. وهو في وقتنا ومجتمعاتنا هذه لم يعد مقبولا لدى النساء، بل يعد إهانة عظيمة للمرأة وسفحا لكرامتها وانتقاصا لقدرها بين أهلها وأقرانها، وهو مدعاة لشماتة أعدائها بها ولشفقة القريب والبعيد عليها، وهو فاطر لقلبها وكاسر لخاطرها ومورثها لأمراض النفس والجسد، فأي ظلم عظيم هذا الذي قد يقترفه الرجل بحق زوجته حين يعدد عليها دون رضاها؟ أي ظلم عظيم تسكت عنه هذه المرأة مقهورةً عليه بسيف الدين ورضا الزوج وبسيف الطلاق والأولاد؟!

ألا يناقض ذلك القواعد الثابتة التي تحكم العلاقة الزوجية في الإسلام كالشورى والإحسان والمودة والعشرة بالمعروف؟ إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يعدد في شبابه على محبوبته خديجة التي تكبره بخمسة عشر عاما؟ لم يرض لها ولنفسه بذلك، بل عدد بعد وفاتها تعدد قائد الدولة والنبي. وإن الإقدام على هذا الأمر دون موافقة الزوجة في وقتنا هذا ينفي صفة المروءة عن الرجل وينم عن أنانية وقسوة في القلب تسمح له بالغدر بشريكة حياته التي آمنته على نفسها وقلبها وعمرها وتزوجته على عهود الوفاء للحب الأبدي.

Exit mobile version