ترند بوست – متابعات
باب سري أسفل قلعة حلب يقود العلماء لاكتشاف سيغير التاريخ ومصدر يكشف عن ماتم العثور عليه بالأسفل
تعد الأبواب أو الممرات السرية الموجودة في “قلعة حلب الآثرية” إحدى أهم الوسائل الدفاعية فيها لصد هجمات الأعداء ودحرهم وكذلك لتأمين اتصال الملك بخارجها.
حول هذه الممرات يتحدث الأستاذ “عامر رشيد مبيض” وهو مؤرخ “حلب” المعاصر بالقول: «بعد أن يتم اجتياز “باب الحيات” وهو الباب الأول بين أبواب القلعة الثلاثة الداخلية يوجد دهليز طويل وعريض ومنكسر أو ملتو يحتل كامل الفسحة الداخلية من البرج الشرقي المخصص للدخول عبر “باب الحيات” وهو مغطى بالقناطر الحجرية وتتوزع فيه أربعة أواوين ذات مصاطب حجرية مرتفعة.
يقول “ابن شداد” المؤرخ الحلبي المعروف بأنه حين ملك الملك “الظاهر غازي” قام بتحصين القلعة وسفح تلها وكان الباب القديم قريباً من ارض البلد متصلاً بالباشورة فوقع سنة 600 هجرية 1203م وقتل تحته خلق كثير ومن جملة من لقي مصرعه المهندس “ثابت بن شقويق” وبعد العام 1203م تم تنفيذ بناء أبواب القلعة وذلك بحسب المخططات التي رسمها المهندس “ثابت بن شقويق”
إذاً بعد الدخول من “باب الحيات” مباشرة ننعطف نحو الجهة اليسرى منه، في صدر الدهليز يوجد الإيوان الرابع الواقع في جهة الشمال وله ثلاث درجات ومصطبة حجرية، في الزاوية اليمينية من هذا الإيوان وهو الرابع بين الأواوين كما قلت يوجد باب سري كان يسمى “باب الجبل” فيه درج خفي وسري بني بسماكة الجدار يفضي مباشرة إلى “دار قاعات الدفاع” أو “غرف الرمي” ومنها إلى السطح الذي بنيت عليه “قاعة العرش” مؤمناً بذلك الاتصال بين قصر “الظاهر غازي” والدار قاعات الخمس».
ممر بين القلعة ودار العدل
وحول وظيفة هذا الباب يتابع حديثه بالقول: «هذا الباب هو باب النجاة في حالة الخطر وحصار القلعة أو الحصن، ولهذا الباب أيضاً وظيفة عسكرية حيث يمكن استخدامه للهروب نحو داخل القلعة والاختفاء بطريقة سرية وسريعة من الأعداء إذا ما تمكنوا من اقتحام “باب الحيات” المحصن جيداً.
إن الممر السري له قيمته من حيث العبقرية العسكرية في البناء إذ كانت الغاية من العبقرية أنها تضع في حسابها خط الرجعة والهزيمة كما تحسب قيمة التقدم والانتصار، فالمهندس “ثابت بن شقويق” وهو مهندس القلعة في عهد الملك “الظاهر غازي” كان هدفه أن يحفظ للقلعة حريتها واستقلالها فأفرغ في ذلك عصارة أفكاره الهندسية فإذا شاء القدر أن تستعبد القلعة ويتم احتلالها من قبل الغزاة والأعداء فلا أقل من أن يؤمنوا نجاة القائد ملك القلعة أو النائب ومن أجل ذلك بني الممر السري الذي كان يؤمن حياة القائد ملك القلعة إلى خارج “حلب”».
يضيف: «يقول “ابن شداد” المؤرخ الحلبي المعروف بأنه حين ملك الملك “الظاهر غازي” قام بتحصين القلعة وسفح تلها وكان الباب القديم قريباً من ارض البلد متصلاً بالباشورة فوقع سنة 600 هجرية 1203م وقتل تحته خلق كثير ومن جملة من لقي مصرعه المهندس “ثابت بن شقويق” وبعد العام 1203م تم تنفيذ بناء أبواب القلعة وذلك بحسب المخططات التي رسمها المهندس “ثابت بن شقويق”».
أما المهندس والباحث الأثري “عبد الله حجار” مستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية، فيقول عن الممرات السرية بالقلعة: «إذا نظرنا من السور الجنوبي للقلعة نشاهد البرج الجنوبي الذي بناه الأمير “جكم”، ويبدو أنه كان هناك باب سري بالقرب من “قاعة العرش” يوصل إلى هذا البرج الجنوبي ومنه إلى “دار العدل” التي كانت قائمة مكان السرايا الحالية أيام الملك “الظاهر غازي”، وكان مخصصاً لعبور ملك القلعة نحو “دار العدل”.
شاخصة في القلعة للممر السري
كما يشاهد في سور القلعة إلى الشرق من “برج جكم” الشمالي باب خفي يطل على خندق القلعة وهو مغلق بمصراع من الحديد المطرق ومزين بحذوات حصان منقولة ونتعرف على الفور في هذه الفتحة الصغيرة التي لا يتجاوز عرضها 87 سم والمختفية في السور في الطرف المقابل للمدخل الرئيسي للقلعة على الباب السري للقلعة والذي كان يفتح كما هو الحال في دمشق على الضاحية مباشرة».
وأخيراً تتحدث الدكتورة “نجوى عثمان” الباحثة الأثرية حول الأبواب السرية في القلعة في كتابها “الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب” قائلة: «فتح الملك “الظاهر غازي” في سور القلعة جهة الجنوب باباً سرياً يسمى “باب الجبل” شرقي باب القلعة الرئيسي وعمل له درقاعة لا تفتح إلا له وقد انتهى من عمارته في العام 611 هجرية 1214م وكان “الظاهر” ينزل بممر ضمن سفح القلعة مغطى بالحجر الذي يكسو السفح ويخرج منه إلى “دار العدل” مكان “السراي” حالياً.
كما فتح “الظاهر غازي” باباً سرياً آخر في الجهة الشمالية من سور القلعة يؤدي إلى “باب الأربعين” عبر طريق بأقباء لا تسلك إلا في الضرورة وكان لا يدخله سوى “الظاهر غازي”.
أرى بأن البرجين الشمالي والجنوبي اللذين بنيا على سفح القلعة أنشئا بهدف حماية هذين الممرين السريين والدفاع عنهما».