ترند بوست – متابعات
هل سمعت بالأيام التي حجبت الشمس لـ18 شهرا متواصلاً ..تعرّف على أسوأ الأعوام التي مرت على سكان الأرض؟
الكوارث الطبيعية.. الأوبئة و الأمـ.ـراض.. المجاعات و المـ.ـوت الجماعي كلها كـ.ـوارث قد تصنف السنوات التي تحدث فيها بأنها الأشد ارتياعا و سـ.ـوءا على الإطلاق.
تبعه انهيـ.ـار الاقتصاد في عدد من الدول كل هذا جعل البشرية جمعاء تعتقد أن عام 2020 من الأعوام الأفظع على الإطلاق في تاريخ البشرية! لكن حقيقة التاريخ تقول عكس ذلك.
حيث ظن شباب وفتيان اليوم أنهم أقل حظًا من أجدادهم, كون الأحداث والمصائب مستمرة و متعاقبة عبر شهور السنة الجارية من اغـ.ـتيـ.ـالات ومناوشـ.ـات وظروف بيئية متغيرة
و كان أشدها تفشي وبـ.ـاء كـ.ـوفيـ.ـد بين جميع سكان الكرة الأرضية ما جعل مرحلة التعافي الاقتصادي و البيئي و انتعاش الحياة من جديد حلما ينتظره الجميع ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية ما قبل انتشار الوباء !
ما هي أسـ.ـوأ أعوام التاريـ.ـخ إذاً؟
يُعتبر عام 1347 واحدًا من أسوأ وأقسى السنوات التي عايشها الإنسان، حيث ضرب “المـ.ـوت الأسود” أو الطـ.ـاعون أوروبا بشدة في هذا العام ليقضي على ما بين 75 – 200 مليون شخص،
والمفارقة العجيبة أن هذا الوبـ.ـاء ظهر عام 1331 في الصين، بمقاطعة هوبي، وهي المقاطعة التي ظهر فيها أيضًا فيـ.ـروس كـ.ـوفيـ.ـد وعاصمتها مدينة ووهان، بعدما انتشرت الجرذان بين الناس، إما لأكلها وإما لانتشارها في أثناء المجاعة التي ضربت الصين بين عامي 1333-1337 وأودت بحياة 6 ملايين شخص.
فيما يعتقد المؤرخون أن من المحتمل أن تكون هذه المجاعة التي انتشرت خلالها الأوبـ.ـئة هي السبب في انتشار الطاعـ.ـون الأسود وانتقاله إلى أوروبا عام 1347، الذي تسبب في مـ.ـوت ثلث القارة،
فقد كان سببه نوع من البكتيـ.ـريا تسمى يرسـ.ـينيا طاعـ.ـونية، تعيش مع القوارض كالفئران وتتكاثر بداخلها وتنمو وتنتقل عدو.اها إلى الإنسان عن طريق البراغيـ.ـث التي تلدغ الفأر ثم تلدغ الإنسان.
السرياني زكريا أسقف مليتين “زكريا البليغ” الذي عاصر هذا العام، وهو من قطـ.ـاع غـ.ـزة، في كتابه “التاريخ السرياني”: “بدأت الشمس تُعتم نهارًا ويتلاشى ضوء القمر ليلًا،
في حين هاج المحيط ونضحت منه المياه، بدءًا من 24 من مارس من هذا العام حتى 24 من يونيو من العام اللاحق، وكان الشتاء قارسًا حتى إن الطيور نفقت نتيجة وجود كميات كبيرة غير معتادة من الثلج، ونزلت بالناس المحن، بسبب الشر المنتشر”.
كما كتب المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس: “وقد كان في هذا العام أن وقع أشد النُّذر ارْتِياعًا، إذ حَلّ ضوء الشمس بلا سطوع، وكأنه ضوء القمر، واستمر هذا العام كله، وبدت لنا الشمس كأنها في كسوف، فلم تكن أشعتها بقوتها ولا وضوحها الذي عهدناه.. ما حدث هذا العام كان فزعًا ورعـ.ـبًا بلا حدود”.
فيما أوضحت السجلات الأيرلندية الغيلية أبرز الأحداث التي وقعت في هذا العام الشاق، مثل نقص الخبز منذ 536 وحتى 539، وأوضحت عدد من المصادر المعاصرة الأخرى بعض الظواهر الأخرى مثل هطول الثلوج في شهر أغسطس بالصين خلال فترة حكم السلالتين الشمالية والجنوبية،
ما تسبب في تأخر الحصاد هناك وانتشار المجاعات، كما أثر الجفاف الكبير على حضارة “موتشي” في شمال بيرو وتسبب في انهيارها.
وفي عام 541 أصاب نوع من الطـ.ـاعون، يعرف بالطـ.ـاعون الد.ملي، ميناء بيلوسيوم الروماني في مصر وانتشر ذلك الطـ.ـاعون الذي عرف باسم طاعون جستنيان، بسرعة كبيرة، وقضى على ما بين ثلث إلى نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وسارع بانهيارها، بحسب ما يقوله ماكورميك.
أسباب هذه الأحـ.ـداث المـ.ـرعبة
يعرف المؤرخون منذ فترة طويلة أنه كانت هناك في منتصف القرن السادس الميلادي فترة حالكة فيما كان يعرف آنذاك بـ”العصور المظلمة”، لكن مصدر السحب الغامضة ظل لغزًا لفترات طويلة، ومؤخرًا وجد الباحثون في جامعة هارفارد تفسيرًا بعد أن أجروا تحليلًا شديد الدقة للثلوج التي أخذوها من الأنهار الجليدية السويسرية، في “مبادرة ماضي العلوم البشرية”.
وعثر العلماء في الثلوج، التي ترجع إلى ربيع عام 536، على جزيئات زجاج بركاني دقيقة من مُثلجة Colle Gnifetti ووجدوا فيها رماد وحطام يدعى “تفرا”،
تشير إلى حدوث انفجار بركاني فادح في أيسلندا أو ربما في شمال أمريكا، أدى إلى انبعاث رماد كثيف غطى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، ومن المرجح أن الرياح حملت الضباب البركاني عبر أوروبا، وفي وقت لاحق إلى آسيا، وكان ذلك مصحوبًا بطقس بارد.
ثم تبع ذلك انفجا -ران كبيران آخران في عامي 540 و547 أطالا مدة ومدى البؤس والمعاناة على كوكب الأرض، فضلًا عن تفشي وباء طاعون جستينيان عام 541 الذي أدى إلى إغراق أوروبا في جمود اقتصادي استمر نحو قرن من الزمن، حتى عام 640 بعد الميلاد.
وبذلك سارت الأمور على نحو سيئ بشكل متراكم على كوكب الأرض، فوجد الباحثون أن هناك علامات تغير طرأت على الجليد في نحو عام 640،
إذ وجدوا فيه آثار زيادة كبيرة في مستويات الرصاص في الهواء وفي الأنهار الجليدية، لكن تلوث الرصاص هذا لا يعني أمرًا جيدًا، لكن الجيد في الأمر هو ما يدل تلوث الرصاص عليه، وهو أن البشر بدأوا في التنقيب عن الرصاص لسبك الفضة من خام الرصاص، وهو ما كان قد تقلص كثيرًا في السنوات العشرة الأولى من القرن السادس.