ترند بوست – متابعات
لاجئ سوري يبتكر مهنة فريدة من نوعها ويدر ذهبا منها في ولاية “هاتاي” التركيّة
…- ..بمطرقة وبعض المعدات البسيطة، ابتكر اللاجئ السوري “عبد الواحد غبيش”(59 عاماً) فرصة لنفسه جنوبي #تركيا، لتصبح مهنة يعتمد عليها كمصدر رزق له ولعائلته بعد قدومه إلى البلاد.
ويصنع “غبيش” من الصخور التي يجمعها، “صوانٍ” للاستخدام المنزلي، ويبيعها في منطقة “ألتين أوزو” التابعة لولاية هاتاي.
وسلطت وسائل إعلام تركيّة، الاثنين، الضوء على مهنة اللاجئ السوري الذي يعيش مع عائلته المكونة من سبعة أولاد، حيث توضح المقاطع المصورة تفاصيل المهنة الشاقة على الرجل المسن ولكنها تدر ذهبا بسبب ندرتها .
ويتجه الرجل بعد أن يصنع الصواني الحجرية إلى طرف إحدى الطرقات كي يعرضها للبيع، بينما يقول إنه يجمع بين 150 إلى 400 ليرة تركيّة يومياً (مايقارب بين 7 و 21 دولار أميركي).
ويعاني اللاجئون السوريون في ولاية هاتاي والبالغ عددهم قرابة 434 ألفاً و420 لاجئاً، وفق الإحصاءات الرسميّة، من ظروف معيشية صعبة خصوصاً مع نقص فرص العمل المتاحة من جهة وانخفاض الأجور من جهة أخرى في المنطقة.
ويضطر البعض من اللاجئين السورييّن في هاتاي إلى الانتقال لولايات أخرى بهدف العمل لقاء أجور أفضل تعيلهم على تغطية تكاليف معيشتهم في الولاية.
وكانت وسائل إعلام تركيّة قد سلطت الضوء في وقتٍ سابق على تأثير الحرب في سوريا على النشاط الاقتصادي في ولاية هاتاي، خصوصاً أن سكان الولاية كانوا يعتمدون بشكل رئيسي على النشاط الاقتصادي الحاصل في معبر “باب الهوى” الحدودي.
وفي سياق اخر بما أن أصحاب المطاعم في مختلف أنحاء الولايات المتحدة يشتكون من عدم توفر عدد كاف من الموظفين والعاملين لديهم،
لذا قام أحد أصحاب المشاريع التجارية في مدينة سيراكيوز بابتكار آلة تغنيه عن توظيف عامل كلياً، وهذا الشخص اسمه أسعد الماجد صاحب مطعم سندباد الذي يقدم وجبات شرق أوسطية،
حيث افتتح مطعمه في عام 2019 ليقدم وجبات من المطبخ السوري واللبناني والتركي والمغربي.
كبر أسعد وهو يعين والده في متجر لبيع البوظة والحلويات بدمشق، وبعدما تعلم أصول المهنة وعمل لدى المطاعم التي افتتحها إخوته في دبي، افتتح متجره الخاص لبيع الشوكولا في سوريا، لكنه دمر في الحرب هناك عام 2011.
فما كان من أسعد إلا أن فر مع أسرته من تلك الحرب، حيث توجهوا إلى الأردن، وبعد فترة، حصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة، وفي عام 2017، انتقل هو وأسرته إلى مدينة سيراكيوز.
بداية جديدة
حصل أسعد على الجنسية الأميركية وبعدها بمدة قصيرة عثر على وظيفة في مجال المحاسبة، لكنْ بقيت لديه الرغبة بافتتاح مشروع خاص به،
ولذلك افتتح مطعم سندباد في عام 2019، الذي حظي بقبول شديد في ذلك المجتمع الجديد بفضل أنواع البوظة التي يقدمها والتي كانت مفاجئة بالنسبة لأهالي تلك المدينة.
البوظة التي يقدمها مطعم سندباد
ولكن في عام 2020، ومع تفشي جائحة كوفيد-19، اضطرت المطاعم لإغلاق أبوابها، وهكذا رحل موظفوه الثلاثة ولم يعودوا إليه من جديد.
قدم أسعد وجبات جاهزة لفترة، حتى يحافظ على مشروعه قائماً، لكنه بقي الشخص الوحيد الذي يعمل في المطبخ، وقد أتعبه ذلك كثيراً، إذ يقول: “كان الكثير من الزبائن يطلبون وجبات مشوية على الفحم، إلا أنني كنت بمفردي تماماً، إذ لم يكن هنالك أي أحد يساعدني”.
الكنافة في مطعم سندباد
ثم ظهرت عقبة أخرى في طريقه، إذ في نيسان من عام 2021، اكتشف الأطباء كيسة كبيرة في دماغ ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام، فأصبح بحاجة لإجراء عملية عاجلة لإزالة ذلك الكيس.
أمضى أسعد ثلاث ليال في مشفى الجامعة، وبقي لمدة شهر تقريباً في بيته ملازماً لابنه خلال مرحلة تعافيه، ولهذا اضطر لإغلاق مطعمه طوال تلك الفترة، إلا أن زبائنه ظلوا يسألونه عن موعد افتتاح مطعمه من جديد حتى يتناولوا ألذ الوجبات المشوية على الفحم.
أمجد داخل مطعم سندباد
مشكلة أم فرصة؟
أخذ أسعد يسأل نفسه إن كان بوسعه أن يصمم آلة دوارة جديدة تغنيه عن موظف واحد على الأقل، وماذا إن كان بمقدورها أن تشوي كل شيء أي الدجاج ولحم البقر والشاورما والكفتة والشيش والخضار ولحم الضأن؟
لذا، في أثناء ملازمته لابنه في البيت، بدأ أسعد برسم تصميم لتلك الآلة، ثم أرسل تلك الفكرة إلى أحد الصناعيين السوريين المقيمين في تركيا، فصارا يتبادلان التعديلات على ذلك التصميم إلى أن اكتمل،
وعندها طلب أسعد مشواة عادية ذات جودة عالية مطلية بالكروم، وهذه القطعة من الصعب العثور عليها في الولايات المتحدة، وعن ذلك يحدثنا أسعد فيقول: “زرت المطاعم في المنطقة، فاكتشفت بأن آلاتها أصبحت سوداء بالكامل بسبب الصدأ،
ولست أدري كيف تسمح المدينة بذلك، لأنك يجب أن تستخدم معدات نظيفة في مطعمك، أي أنها يجب أن تكون مصنوعة من الكروم بنسبة 100%، لأن هذه هي المادة المناسبة للأطعمة”.
مطعم سندباد
كلفته تلك الآلة عشرات الآلاف من الدولارات، لكنه قرر الحصول عليها ليريح نفسه من عناء توظيف شخص متخصص بعملية الشواء.
وخلال أقل من شهرين، أصبح لدى مطعم أسعد مشواة دوارة على الفحم لا مثيل لها في العالم بأسره.
عاد العمل على ذلك المشروع بمجرد أن انحسرت حالات الإصابة بكوفيد، ولهذا قام أسعد بتوظيف شخصين لمساعدته في خدمة الزبائن، إلا أنه لم يعد بحاجة لشخص ليقوم بالشواء نهائياً، إذ يقول: “إن هذه الآلة أشبه بموظف،
إذ أصبح بوسعي الآن أن أضع عليها قطعة ثم أخرج لأقوم بشيء آخر، كما صار بإمكاني اليوم أن أقدم خدماتي للمزيد من الزبائن، لأن هذه الآلة توفر في الوقت المخصص للطهي كما توفر المال”.