بعد أن ضاقت به سبل الحياة.. شاب سوري يحيي حرفة عمرها آلاف السنيين ويحقق أرباحاً كبيرة ويبدأ تصدير منتجاته إلى دول العالم.. شاهد
أورينت نيوز ـ متابعات
لا تزال الحرف اليدوية في إدلب وريفها تثير إعجاب ودهشة كل من شاهدها وعاين دقائق صنعتها وخاصة “الفخار”، ولا تزال أيادي حرفييها تعمل بجد لإيصالها للعالمية ومنافسة أرقى الدول في فنونها وعلى رأسهم الصين واليابان.
في قرية أرمناز شمال غرب إدلب، يحافظ عدد قليل من الحرفيين على تقليد صناعة الفخار بطرق أصيلة منذ مئات السنين، حيث يحاول السكان نقل المهنة إلى أبنائهم وتحقيق كسب جيد من الفخار والأواني والجرار والديكورات المنزلية المصغرة التي يبيعونها.
مصطفى أبو ريش، أحد أكبر الحرفيين في أرمناز والذي يلقب بـ “سيد صناعة الفخار”، يروي في حديثه للأناضول تقاليد مهنته التي ورثها عن الآباء والأجداد وأسرارها التي تعود إلى قرون،
والتي يخلط فيها الحرفيون التربة البيضاء والحمراء المجلوبة خصيصاً لهم، وبعد تحويلها إلى طين يعطونها بفنّ ومهارة الشكل المطلوب قبل أن توضع في أفران خاصة لتقويتها.
أبو ريش أوضح أيضاً أنه يقوم بإنتاج 200 قطعة يومياً من المشغولات اليدوية ذات الجودة العالية، ولو فتح سوق للتصدير الخارجي فبإمكانه أيضاً رفع الإنتاج إلى أكثر من 1000 قطعة، فالحرب وقصف ميليشيا أسد على المنطقة جعل هذه الصناعة تتراجع بشكل كبير،
فبعد أن كان هناك أكثر من 40 ورشة يعمل فيها نحو 1500 شخص، لم يتبق في الوقت الحالي سوى 5 ورش يقوم على أمر كل منها عامل واحد فقط.
وأشار إلى منتجاتهم كانت تصدر بشكل خاص إلى دول الخليج وأوروبا، لكن القصف والدمار أوقف المبيعات الخارجية وتسبب بإغلاق الورش الواحدة تلو الأخرى، فأرمناز تعرف بأنها مركز ورش صناعة الفخار والزجاج في المنطقة ويعود تقليد الصناعة فيها إلى العصر الروماني، لكن الآن يتم إنتاج عدد صغير من المصنوعات الفخارية للسوق المحلي عند الطلب.
وأردف “أبو ريش” أن الصناع والحرفيين يريدون فتح الطريق أمام التصدير ومواصلة تقليد صناعة الفخار والزجاج الذي استمروا به لمئات السنين، لافتاً إلى أن العائد الاقتصادي من هذه التجارة جيد، لكن الحرفيين هاجروا إلى دول أخرى، مؤكداً أنهم يشترون الآن التربة المناسبة بسعر مرتفع ولا يمكن العثور على مواد خام أخرى الأمر الذي ينعكس سلباً على التصدير للخارج.
وبين سيد صناعة الفخار أنه تواصل مع السلطات التركية من أجل تسهيل مرور منتجاته، وينتظر الآن المساعدة حتى يتمكن من إرسال الأواني المنتجة للخارج وتطوير حرفته.