ترند بوست – متابعات
الصورة المطبوعة على الليرة السورية القديمة تكشف عن مفاجأة حول صاحبها غفل عنها السوريون
تغيرت ملامح وشكل الليرة السورية، عدة مرات، منذ بدء التعامل بها عام 1948، بعد انفصال مصرف سوريا ولبنان المركزي وأصبح لكل دولة مصرف مركزي خاص بها.
ومنذ عام 1948 وحتى عام 1997، لم تحمل الليرة السورية صورة أي شخصية سياسية أو وطنية، حتى تم إصدار ورقة الألف ليرة في العام 1997 مصحوبة بصورة الرئيس الراحل حافظ الأسد، قبل أن يقرر نجله بشار الأسد مسحها منذ 4 سنوات، ووضع صورته على ورقة الـ2000 ليرة.
وخلال مراحل تغير شكل الليرة السورية، حملت الليرة السورية صورة لشخص حرفي، ربما لم يعرف هويتها الكثير من السوريين.
وتداول نشطاء سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا، قصة الشخص الموجودة صورته على الليرة السورية القديمة، قائلين إن اسمه دياب عبد الله فارس، من مدينة حرستا، بريف دمشق ومواليد عام 1933، ثم تقاعد عام 1980، وتوفي عن عمر يناهز الـ72 عاما”.
وبحسب النشطاء، “اختارت السلطات السورية عام 1982 صورة فارس لأنه كان بطل الإنتاج في معمل الزجاج قبل التقاعد، وأوفد بدورة تدريبية من قبل معمل الزجاج إلى بلجيكا في السبعينيات من القرن الماضي”.
وتداول النشطاء قصة منسوبة لصاحب الصورة على الليرة السورية، نشرها موقع التاريخ السوري المعاصر، مفادها أنه “في أحد الأيام أوقفه شرطي وطلب منه هويته فرد عليه قائلا إنها في جيبك، وأخرج له الليرة الورقية السورية وقال له هذه هويتي”.
الليرة السورية هي عملة دولة سوريا المعتمدة منذ عام ١٩٤٨م وعلى أساسها يقاس النقد السوري، ويشار لها بالحرفين (ل. س). فما هي مراحل تطور الليرة السورية وما هو تاريخها منذ الحكم العثماني لسوريا وحتى الآن؟ وما هي فئاتها المتداولة حالياً ولماذا تدهورت الليرة السورية في سوق النقد الدولي أمام الدولار بعدما كانت ذات قيمة مرتفعة أمامه بعد الاستقلال؟ كل تلك الأسئلة سوف نعرف إجابتها بالتفصيل تباعاً.
أصل اسم عملة الليرة
يعود أصل كلمة ليرة إلى الكلمة اللاتينية ليبرا (Libra)، والتي تعني الجنيه، بينما يعود أصل عملة الليرة إلى الليرة الطروادية، والتي كان يتم سكها من معدن الفضة. كما تشير بعض الدراسات إلى أن أصلها يعود إلى العصر الروماني، وأنها رومانية الأصل، ويقول بعض المؤرخين أن أصلها إغريقي، ثم بعد ذلك أصبحت متداولة في بعض دول العالم بما في ذلك الدول العربية.
الليرة السورية وتاريخها عبر السنوات
كانت دولة سوريا تتبع للدولة العثمانية، وكانت العملة المستخدمة آنذاك هي الليرة التركية، حيث كانت عبارة عن ليرات ذهبية وأجزائها تُصك من الفضة. ثم بعد سقوط الدولة العثمانية، وإعلان الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، أسست فرنسا مصرف سوريا ولبنان لإصدار العملة الموحدة في الأراضي التابعة لها.
صدرت لأول مرة الليرة السورية في عام 1919م من خلال مصرف سوريا، حيث كانت قيمتها تساوي في ذلك الوقت 20 فرنكاً فرنسياً، وكانت تستعمل في سوريا ولبنان. ثم تم إصدار العملة السورية اللبنانية بدءاً من عام 1924م.
في عام 1937م تم إصدار ليرتين لكل من سوريا ولبنان، يتم استخدامهما في كلا الكيانين. وفي عام 1939م أصبح اسم المصرف المصدر للعملتين مصرف سوريا ولبنان.
وفي عام 1941م بعد سيطرة البريطانيين على سوريا، ارتبطت الليرة السورية بالجنيه الإسترليني. حيث كان الجنيه الواحد يساوي 8.83 ليرة وذلك نسبةً لمعدل التحويل بين الجنيه الإسترليني والفرنك الفرنسي قبل الحرب.
سيطرة أمريكا على الاقتصاد
بعد انتصار أمريكا في الحرب العالمية الثانية في 1947م، تم اعتماد الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية. حيث كانت قيمة 1 دولار = 2.19 ليرة، وبقيت الليرة على هذا المعدل حتى عام 1961م. ثم تم فصل الليرتين اللبنانية والسورية عام 1948م، بعد انفصال مصرف سوريا ولبنان الذي كان يقوم بصك العملة السورية اللبنانية.
في العام 1948م تم إنشاء مكتب سوري فقط لمراقبة العملات، حيث تم انفصاله عن المكتب السوري اللبناني الذي تم إنشاؤه بعد الانتداب الفرنسي. كما دخلت في نفس الوقت أسعار الصرافة المتعددة رسمياً لأول مرة إلى سوريا، حيث أُوجد سعر رسمي للمعاملات الحكومية فأصبح قيمة 1 دولار = 2,2 ليرة.