ترند بوست – متابعات
يتقنها بعض السوريين.. السوريون يلجأون لعمل في البراري يدر ملايين الليرات حرفياً
زادت أعداد صيادي “الطير الحر” بشكل ملحوظ في مناطق شمال وشرق سوريا، العام الجاري، متأثرة بالظروف الاقتصادية المتردية التي دفعت العشرات من الشباب إلى الخروج في رحلات الصيد في بوادي المنطقة الشاسعة للبحث عن حلم “الطير الحر” الذي اشتكى الصيادون من تراجع ثمنه مقارنة بالأعوام الماضية، بسبب احتكار التجار وتحكمهم بالثمن على الرغم من تنظيم مزادات علنية في محاولة للتغلب على الاحتكار.
ويختلف سعر الطائر باختلاف نوعه بحسب صيادين تحدث معهم موقع “تلفزيون سوريا”، ومن هذه الأنواع “الطير الحر الروسي والفارسي والشامي والتركي”، كما هناك “الكويسة/ شاهينة” والتي تكون “جبلية وجبلية” كما تأتي “شاهينة فرخ أو بكر أو دبل أو تبع أو مثلوثة وقطيمي”.
و”الشاهينة” أفضل من “الطير الحر” في البيع خاصة إذا كان قياسها (16 سم طول بـ 16 عرض)، والطير الكامل يكون قياسه (40 سم طوله وعرضه 17) علما أن الفرخ أفضل.
كما تحكم هذه المهنة المتوارثة لدى الكثير من أبناء المنطقة قوانين خاصة، ويشرف قضاة متخصصون بالصيد على فض المنازعات بين الصيادين، في حال حصولها.
فترة الصيد المثالية
تمتد فترة الصيد منذ بداية شهر أيلول إلى كانون الأول من كل عام، يقصد فيها الصيادون البوادي الخالية من القرى والسكان في مختلف مناطق شمال شرقي سوريا، كما يقول الصياد أحمد من ريف القامشلي.
ويضيف أحمد لموقع “تلفزيون سوريا”، أن أسباباً كثيرة تدفع الصيادين للخروج إلى “المقناص” ربما أهمها هي الهواية والعادة ولكن بالتأكيد “هناك صيادون يخرجون طمعاً” بالصيد.
ويوضح أن نحو 400 سيارة للصيادين تنتشر فقط في منطقتي تل حميس واليعربية بريف القامشلي، بينما كانت تخرج من المنطقة سابقا نحو 25 سيارة فقط.
ويقول، إن الكثير من أصحاب الدراجات النارية انضموا إلى “المقناص” في رحلات الصيد، مستغلين سهولة اصطياد طير الباشق الذي يستخدم في اصطياد “الطير الحر”، حيث يعمد الصيادون الهواة إلى رمي “الباشق وهو مثل الرادار وكل طير حر يأتي إليه وعندها يفزع “القوانيص” المعروفون في المنطقة” ويصبحون شركاء في الطير عند صيده.
حلم بديل عن التعليم
صياد آخر من ريف القامشلي بمحافظة الحسكة، فضل صيد “الطير الحر” على مهنة التدريس كما يقول لموقع “تلفزيون سوريا”.
إذ يبلغ راتب المعلم في مدارس “الإدارة الذاتية” 260 ألف ليرة سورية، هو ما يعادل نحو 50 دولاراً أميركياً، بينما يبلغ ثمن “الطير الحر الفارسي” أكثر من 100 مليون ليرة سورية على سبيل المثال.
ويضيف صياد طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن عمله بالتدريس يتقاطع مع موسم الصيد في منطقة الزهيرات شرقي المالكية في أقصى شمال شرقي محافظة الحسكة، وأنه بدأ الخروج إلى الصيد في العام 2007 وما زال يخرج في كل موسم حيث بدأ حياته فيما يطلق عليه “المقناص” باستخدام دراجة نارية وهو الآن يستخدم سيارة، ونجح 5 مرات في اصطياد ما بين “طائر حر و شاهينة”.
ممارسة الصيد لتحقيق المتعة
“أبو سعدة” مقاتل في الجيش الوطني السوري، خرج هذه العام للمرة الأولى للصيد في جنوب منطقة رأس العين في الحسكة، يقول لموقع “تلفزيون سوريا” إنه خرج لـ “مقناص” مع أقربائه الذين خرجوا لسنوات طويلة في كل موسم ولكن هذه السنة كان وجهه سعداً عليهم حيث نجحوا في اصطياد طائرين وشاهينة”.
ويبلغ راتب المقاتل في الجيش الوطني السوري 600 ليرة تركية أقل من 35 دولاراً، وبحسب “أبو سعدة”، فإن خروجه لا يتعلق بالأسباب المالية بل للمتعة، حتى غنه قرر الاحتفاظ بـ “طير حر” من التي نجح باصطيادها وعدم بيعه.
ويضيف أن المنطقة تشهد كثافة كبيرة بالصيادين، حيث تنتشر فيها أكثر من 50 سيارة وقد نجح هؤلاء باصطياد 5 طيور في منطقتي تل أبيض شمالي الرقة ورأس العين، الواقعتين ضمن منطقة العمليات التركية “نبع السلام”.
قوانين الصيد
لكل مهنة قوانينها الخاصة وكذلك “المقناص” حتى لها قاضٍ (عارفة) في منطقة اليعربية يبت بقضايا الخلاف بين الصيادين، ويقول “منخير” إنه في كل سيارة يخرج اثنان أحدهما شباك ويحصل على 20 في المئة من ثمن الطير المصطاد”.
ويضيف أن الفائز بالطير هو أول من يشاهده ولا يحق لأحد الصيادين المشاركة في الصيد، ما لم تجر دعوته، وإذا شارك صياد بلا دعوة فإن الطير لك حتى إن لم تصطدْه أنت بشرط أنه لم “يغيب عن عينك بعد”.
ويقول إنه في بعض الأحيان يتم دعوة الصيادين الآخرين للمشاركة في البحث عن الطير بعدها يلتقط شبكة صياد ما، وفي هذه الحالة يتحول الصياد الذي وجد الطير إلى شريك مع الصياد الذي التقط الطير شبكته.
ويشير إلى أن هناك قاضياً (عارفة) للطيور من قبيلة شمر العربية، في قرية عكاظ بريف اليعربية، يدعى قاطع الهلال، يبت في القضايا الخلافية بين الصيادة.
محاولات للتغلب على الاحتكار
واشتكى عدد من الصيادين الذين التقاهم “تلفزيون سوريا”، من احتكار الشراء على عدد من “المناديب” للتجار الذين يقيمون في مناطق سيطرة النظام السوري، ويقومون بنقل الطيور فيما بعد إلى دول الخليج.
ويقول أحد منظمي المزادات في ريف اليعربية لموقع “تلفزيون سوريا”، إنه يحصل لقاء ذلك على 10 في المئة فقط من ثمن الطير من المشتري وليس البائع، مضيفاً أن الوضع الأمني دفع الصيادين إلى بيع طيورهم محلياً في المنطقة إلى مناديب للتجار أو حتى للمشترين من الخليج مباشرة.
وأضاف أنهم يواجهون صعوبة في البيع بسبب اتفاق المناديب على أسعار محددة للطيور وعدم التنافس بينهم بهدف زيادة أرباحهم على حساب الصيادين، مشيراً إلى أن أغلب المناديب يعمل لصالح تجار من منطقة الرحيبة في ريف دمشق، المشهورين بالعمل في تجارة الطيور إلى دول الخليج.