هذا الشاب يعمل أقل من ساعة في اليوم ويكسب 160 ألف دولار شهريًا ويتبرع بـ30 % من دخله.. فما هو سره؟
استطاع شاب يبلغ من العمر 39 عامًا أن يكسب 160 ألف دولار في الشهر، وذلك بعد أن فقد وظيفته، واضطر إلى إيجاد طرق بديلة تمكّنه من تغطية نفقاته.
يقول الشاب جراهام كوكران “Graham Cochrane”: «لم أكن أبدًا رائد أعمال، ولكن بعد أن فقدت وظيفتي كمهندس صوت في عام 2009، كان علي أن ابتدع طريقة لتغطية نفقاتي»، مضيفًا:
«عندما كنت في التاسعة والثلاثين، أطلقت مشروعين تجاريين عبر الإنترنت يدران لي مبلغًا مجمعًا يبلغ 160 ألف دولار شهريًا من الدخل السلبي. كما نشرت مؤخرًا كتابًا بعنوان «كيفية الحصول على أموال مقابل ما تعرفه».
وأفاد Graham Cochrane أن أول عمل بدأه كان The Recording Revolution، وهي مدونة موسيقية وتعليمية تقدم دورات إنتاج الموسيقى.
أما المشروع الثاني، والذي بدأه في 2018، فهو تعليم الناس كيفية جني الأموال من شغفهم، لافتًا إلى أن هذا هو النشاط التجاري الأكثر ربحًا، وذلك بفضل مبيعات الدورات التدريبية وبرامج التدريب عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى.
يستخدم حوالي 2800 شخص منتجاته، ويقول إن «هدفه مساعدة المزيد من رواد الأعمال على تنمية أعمالهم عبر الإنترنت ولكن من خلال العمل لساعات أقل.
يقول Graham Cochrane: «تتمثل أهم أولوياتي في قضاء الوقت مع العائلة والقدرة على رد الجميل للمجتمع؛ لذلك قمت بإعداد عملي وحياتي الشخصية لأتمكن من التركيز على تلك القيم الأساسية».
وعن كيفية قضاء يومه، تحدث Graham Cochrane قائلًا: «عادة ما أستيقظ في الخامسة صباحًا – قبل الأطفال – لأنني دائمًا أريد ساعة لنفسي، ثم أبدأ بالقهوة وقراءة الكتاب المقدس».
وتابع: «بعد قليل من القراءة والصلاة وكتابة اليوميات، أقوم بإعداد الإفطار مع زوجتي وإيقاظ الأطفال؛ حيث سنقضي من 20 إلى 30 دقيقة في تناول الطعام معًا في المطبخ قبل أن أوصلهم إلى المدرسة بحلول الساعة 7:30 صباحًا، ثم أعود إلى مكتبي في المنزل، أو أقوم بجلسة رياضية سريعة إذا كنت في حالة مزاجية ملائمة».
وأوضح أنه يعمل خمس ساعات فقط في الأسبوع، من الاثنين والأربعاء، ففي أيام الاثنين، يخطط وينشئ مقاطع فيديو على YouTube وحلقات بودكاست، يقول «عادة ما يجدني العملاء المحتملون من خلال هذا المحتوى المجاني عبر الإنترنت. إذا أعجبهم ذلك، يمكنهم الاشتراك في نشرتي البريدية، والحصول على رسائل بريد إلكتروني حول الموارد المجانية والدورات التدريبية المتميزة عبر الإنترنت».
وقال: «أحقق جزءًا كبيرًا من الدخل السلبي من هذه الدورات. لقد صممت نظام أعمالي لإرسال رسائل البريد الإلكتروني تلقائيًا؛ لذا فإن الجزء الأكبر من عملي يتمثل في الحفاظ على التدفق المستمر للمحتوى الجديد المجاني».
يستغرق تسجيل مقاطع الفيديو والبودكاست حوالي ساعتين، ولديه أيضًا شخص يقوم بتحرير المحتوى وتحميله، أما ساعته المتبقية من أيام الاثنين فتكون مخصصة للرد على رسائل البريد الإلكتروني أو تقديم المشورة لأعضاء مجتمع التدريب المكون من ستة أشخاص.
أما في أيام الأربعاء، يقضي وقتًا في التفاعل المجتمعي، ثم يقوم باستضافة مكالمة مباشرة لمدة 90 دقيقة مع طلاب التدريب المتقدم في مجال الأعمال.
يقوم Graham Cochrane، مرة في الشهر، بتصوير تدريب حصري لأعضاء مجتمعه التدريبي مدفوع الأجر، والذي يضيف حوالي ساعتين إضافيتين من العمل شهريًا إلى جدول أعماله.
وقال: «لم أكن أبدًا معجبًا بثقافة الصخب؛ لا أعتقد أنه صحي أو حكيم. إذا تمكنت من إيجاد طريقة لإنشاء أنظمة في عملك بحيث تعمل في الغالب من تلقاء نفسها، فلن تحتاج إلى إضاعة الوقت في إجراء عمليات الصيانة المستمرة».
وتساءل: «بعد كل شيء، ما الهدف من “أن تكون مدير نفسك” إذا كنت تعمل طوال الوقت؟»
«كثيرًا ما يسألني الناس، يقول Graham Cochrane، عما أفعله طوال الوقت الإضافي في أيام الأسبوع، وإجابتي ليست الأكثر إثارة. أقوم بمهمات عادية، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو إلى مغسلة السيارات، أو تناول القهوة أو الغداء مع صديق، أو الغوص في كتاب جيد. الآن، أنا أقرأ “العيش بلا خوف” لجيمي وينشيب».
«لكن الأهم من ذلك، يتابع حديثه، أنني أقضي الوقت مع عائلتي. يوم الجمعة يعتبر “اليوم الموعود” مع زوجتي؛ فنحن نتدرب، ونخرج لتناول الغداء، ونلحق بركب الحياة، ونتحدث عن الأطفال، ونلتقي بمستشار الزواج لدينا».
واستطرد: «مؤخرًا، ركزنا على كيفية التواصل بشكل أفضل عندما تكون لدينا خلافات. لا يوجد زواج مثالي، والعمل الذي قمت به في علاقتنا جعلني زوجًا وأبًا أفضل»، مضيفًا «أنا وزوجتي لا نتنازل عن أخذ الأطفال من المدرسة معًا. نريد أن نكون في المنزل عندما يكونون كذلك. لدينا عشاء عائلي آخر غير قابل للتفاوض؛ إذ نجلس لتناول عشاء خالٍ من أي أجهزة التكنولوجيا كل ليلة. في معظم الأمسيات، تقوم زوجتي بالطهي وأنا أغسل الأطباق. لكننا نأكل أيضًا في الخارج عدة مرات في الأسبوع».
وتابع: «نحن نحب الخروج للتنزه أو السباحة في المسبح أو مشاهدة الأفلام أو لعب Nintendo Switch مع الأطفال. من خلال قضاء الوقت معًا، نأمل أن نعلمهم المهارات الحياتية الأساسية مثل كيفية مشاركة المشاعر والتعامل بلطف مع بعضهم البعض. أريدهم أيضًا أن يشعروا بأنهم قيّمون كأفراد في أسرة».
وقال: «نحن مهتمون أيضًا بالسفر، محليًا في فلوريدا وحول العالم. قبل بضعة فصول الصيف، قضينا شهرًا في جنوب فرنسا. وفقط هذا الربيع، بقينا في بورتوريكو لمدة ثلاثة أسابيع. إن امتلاك الوقت والمرونة لتكوين هذه الأنواع من الذكريات معًا أمر لا يقدر بثمن».
ولفت إلى أنه يذهب مع عائلته إلى الكنيسة كل يوم أحد، وغالبًا ما يقومون بعمل تطوعي مع المنظمات المحلية التي تساعد الأشخاص بلا مأوى في مدينتهم، قائلًا: «فلسفتي هي أنني أجني هذا المال حتى أتمكن من التبرع بمعظم أرباحي للجمعيات الخيرية وكنيستي المحلية، وهي مجموعات تقوم بالكثير من الخير في العالم».
يذكر أنّ كوكران وزوجته يتبرعان، في الوقت الحالي، بـ 30% من دخلهما، لكنهما يأملان في النهاية أن يتبرعا بنسبة 50%.