بشار الأسد يشل غضباً واسعاً في مسقط رأسه والسبب لوحة وضعت على الطريق.. ما قصتها؟

بشار الأسد يشل غضباً واسعاً في مسقط رأسه والسبب لوحة وضعت على الطريق.. ما قصتها؟

إلى يومنا هذا.. لا شيء أكثر أهمية في “سوريا الأسد” سوى طقوس التقديس والتملّق لبشار أسد وأبيه من خلال الاهتمام بصورهم وأصنامهم في كل الأماكن والأزمنة،

رغم ما حل بسوريا من سفك للد.ماء وتشريد لملايين السوريين وتدمير مدنهم، وكذلك الأزمات الاقتصادية والأمنية التي جعلت مناطق سيطرة الأسد، بمثابة جحيمٍ يقـ.ـتل من تبقى بناره.

وفي وقت وصلت مناطق سيطرة نظام أسد إلى حافة المجاعة الإنسانية التي تهدد بالانفجار الشعبي الأكبر في وجه الجوع والفساد والفقر، يتفاجأ سكان الساحل السوري “معقل آل الأسد” بلافتة طرقية ضخمة بطول 16 متراً وارتفاع 5 أمتار، تحمل صورة بشار أسد وعبارات التجميد والتقديس،

حيث تم تركيبها على مدخل محافظة اللاذقية كأكبر “إنجاز” في الساحل السوري، وعليها صورة بشار أسد وكُتب عليها “لاذقية العرب – عرين الأسد”.

وتزامنت تلك الفعالية مع صورة أخرى تداولها ناشطون لامرأة مشرّدة تفترش الأرصفة في حي المزة وسط العاصمة دمشق، ومعها بعض أمتعتها الخاصة بالقرب من مؤسسة رسمية وبجوار أحد الأبنية السكنية، بعد أن فقدت أي مأوى لها، إذ رسمت تلك الصورة وغيرها من الصور المماثلة، ملامح الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مناطق سيطرة نظام أسد من دمشق وحتى الساحل السوري.

وشكّلت صورة “الأرملة الطرقية” شرارة لموجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مئات التعليقات للموالين الذين استنكروا ما وصفوه المبالغة بـ “التملّق والتطبيل” تجاه نظام أسد، في وقت يعاني سكان تلك المنطقة أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا الحديث، تمثلت بالطوابير أمام الأفران وموزعي الغاز والمحروقات، والغلاء الفاحش وتفشي البطالة وانهيار العملة المحلية.

وعلى أكبر الصفحات الموالية (شبكة أخبار جبلة) علّقت Haifa Almonzer Fadel بشكل ساخر وكتبت: “إنجاز يحل أزماتنا”، وكذلك علق Mohsen Loai Mohammad: “إنجاز رح يحل أزماتنا خازوق لأعداء الوطن”، أما حيدر علوش فعلق: “وزعو حقا ع هل لشعب لفقير احسن”، أما Beba Mohamd Fadel فتساءل: “اي شو استفدنا من هالانجاز انحلت الأمور رجعت الكهربا”، بينما سخر Mamoun Mouala وقال: “ضربه موجعة للمغتربين والتفاف على المؤامره الكونية”.

في حين اعتبر أبو حسن في تعليقه أن: “عرين الأسد يفتقر للكهرباء وأدنى مقومات الحياة، الأهم هو تسليط الضوء على هموم الشعب وحب الوطن ما بكون باللافتات والشعارات”، وكذلك علق ALi Abd AL Rahman: “فينا نقول الف مبروك الكهربا صارت تجي عالاقل 3ب 3 بعد هالانجاز العظيم ؟؟”، بينما علق Ibraheem Al-Qasem قائلا: “خلف هذا الصرح الكبير الكثير من الخبز والغاز الذي سوف يسكت الجياع في الساحل”.

واعتبر Fadi Yusuf في تعليقه أنه: “بكلفة هذه اللوحة مع السرقات من مخصصات تكلفتها للسماسرة بتعمر فرن جديد للخبز او اعمار بيت جميل تسكنه اسرة سورية مشرده بلا مأوى”، بينما كتب قاسم البيك: “اقسم بالله شعب بحب العبودية والبوط بعمرو مارح يتغير ،،،،،يهربون على دول اورابا من جهيم المعيشة ودمار ثم يهتفون بحيات الجلاد”، وكتب أبو صخر جباتا: “عرين الاسد….والشعب مات من الجوع وأخص الساحل بكلامي عدا اللصوص المستفيدين”.

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد، أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا، وسط مخاوف من مجاعة مقبلة رسمتها ظاهرة الطوابير على المخابز ومحطات الوقود والمؤسسات الغذائية، إلى جانب الغلاء الفاحش وتدهور العملة المحلية وفقدان أهم مقومات الحياة، كالكهرباء والمحروقات والإنترنت وأزمات المواصلات والبطالة والفساد المتفاقم وارتفاع معدل الجرائم بشكل لافت.

وتقابل حكومة أسد تلك الأزمات بقرارات تعسفية إضافية تزيد معاناة الناس بمراسيم وقوانين شأنها تكميم الأفواه وملاحقة المنتقدين وغض الطرف عن كبار الفاسدين من مسؤوليها والمحسوبين عليها، بدل الاستجابة للمطالب الشعبية وتأمين لقمة العيش “على الأقل” كون الميليشيا كانت ومازالت وراء أزمات البلاد حين صبّت اهتمامها على قتل الشعب الثائر وأنفقت مقدرات سوريا لذلك الهدف، ومازالت تضيّق على السكان المتبقين في مناطق سيطرتها ولاسيما العراقيل التي تضعها أمام الراغبين بالهجرة هرباً من الوضع الراهن.

 

Exit mobile version