مواطن عربي يصطاد طائراً نادراً وعند فتح المزاد للبيع وصل السعر إلى رقم خيالي وذهب كهدية لابن مسؤول عربي
تابع محبو الصقور بشغف، مزاد علني على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع صقر شاهين نادر في ليبيا، وصل ثمنه إلى 4 ملايين دينار و700 ألف (مليون دولار تقريبا)، لتبقى ليبيا من أكثر دول العالم التي بيعت فيها أغلى الأنواع من الصقور.
وحسب ما يوضحه مربي صقور ليبي لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن واقعة بيع الشاهين بمبلغ طائل هي الثانية خلال عام، سبقها بيع صقر بمليون دينار، وعادة ما يتم بيع هذا النوع بأثمان باهظة لندرة وجوده وصعوبة صيده.
المزاد الذي استغرق ساعات شهد تنافسا كبيرا بين محبي اقتناء الصقور، لأن الصقر من نوع أنثى الشاهين، وهو أشهر أنواع صقور العالم، ومن السلالات النقية، حسب وصف المربيين.
واستطاع رجل أعمال ليبي يدعى “حاتم بوقلة” شراء الصقر الذي تتزاحم حوله الأعين، بعد وضع قيمة له وصلت إلى 4 ملايين و700 ألف دينار.
لماذا صقر الشاهين؟
هو من الطيور القوية التي تتميز بسرعتها في الطيران؛ حيث يطير ما بين 40 – 55 كم في الساعة، وعند المطاردات تبلغ 112 كم.
يصيد الطيور متوسطة الحجم، والتي ينقض عليها من ارتفاعات عالية ما بين 300 إلى 3000 متر.
صقر الشاهين من الطيور الملهمة لهندسة الطيران العسكري، وصممت هياكل طائرات على شكل جسمه، وأضيفت لها قدرات تشبه قدرات شاهين في الصيد والانقضاض والهجوم.
هو واحد من الطيور الأكثر قيمة لصعوبة صيده ورصده بسبب سرعته الفائقة وندرة وجوده.
يتكاثر في المناطق الطبيعية مع المنحدرات، حيث توجد أعشاشه، وهذا يفسر سبب انتشاره الكبير في ليبيا ذات الطبيعة المناسبة له.
تجارة مربحة وتذكرة من ذهب
ندرة وجود صقر الشاهين، ومزاياه المذكورة، جعلته بمثابة “تذكرة من ذهب” لمن يستطيع صيده، حسب ما يقول مربي الصقور الليبي، طه العبيدي.
ويستدل على ذلك بأن بعض الأشخاص كان دخلهم محدودا، وبضـ.ـربة حظ استطاعوا صيد صقور نادرة وبيعها بملايين الدينارات.
وتقوم عملية الصيد على رصد الأوقات التي تنشط فيها حركة الصقور، ويُعد الصيادون الفـ.ـخاخ في الصحراء والأراضي المفتوحة لتكون طعما لها.
وهذه الفخاخ، يواصل العبيدي، تُصنَّع حسب النوع المطلوب اصطياده، فمنها ما يوضع بداخلها ماعز صغير أو غنم صغير، إذا رغبنا في صيد صقر ضخم.
والشاهين يصعب إيقاعه في الفـ.ـخاخ، وهذا من أسباب غلاء ثمنه، لكن عادة يستطيع الصياد تحديد فترة خروجه للبحث عن وجبة، ويُوقعه في الفخ.
والتسابق على الثروات التي يحققها صيد الصقور جعل لها مزادات دورية، ويقول المربي إن محبي الصقور ينظمون كذلك مسابقات ومهرجانات لتبادل الخبرات.
تقنين بيع الصقور
هذا السعي المحموم لصيد الصقور تخشى وزارة الاقتصاد الليبية أن يزيد من تهريبها للخارج؛ وهو ما يُصعب على الدولة متابعة حجم وجود الصقور، إضافة إلى ضياع جزء من عائد بيعها على الدولة.
لذا أعلنت أنها ستسمح بتصدير الطيور الحية بمختلف أنواعها بدايةً من منتصف نوفمبر للاستفادة من غلاء الطيور النادرة.
وأرجعت تهريب الطيور إلى قرار صدر عام 1994 بحظر تصدير الطيور الحية.
ثروة ليبية تجذب العالم
تزخر ليبيا بأنواع عديدة من الطيور الجارحة النادرة، خاصة في شرقها وجنوبها؛ حيث الحياة الطبيعية النقية.
وتشتهر البلاد بسياحة الصيد؛ حيث يحرص الصيادون في العالم للقدوم إلى ليبيا ونصب الفخاخ، أملا في العثور على شاهين لتحقيق الربح، فأغلى صقور العالم بيعت داخل ليبيا بأسعار تراوحت بين 400 ألف دولار إلى مليون ونصف المليون دولار.