ترند بوست – متابعات
هل سينجح السوريون بالاستفادة منه.. الكشف عن نبات نادر يباع بملايين الدولارات في سوريا
أشهر وأقدم أنواع التوابل حول العالم الذي يباع بالغرام ويطلق عليه الذهب الأحمر أضحى زراعة واعدة في مناطق متعددة من سورية بعد نجاح التجارب التي أثمرت عن نتائج جيدة ضاهت أفضل أنواع الزعفران المنتج عالمياً.
رصدت حقول الزعفران في سرغايا والزبداني والتطورات التي توصل إليها من حيث عدد الأزهار وإنتاج المياسم ونوعيتها وطرق زراعته وإكثاره ونشره ليغدو زراعة واعدة ورديفة للمحاصيل الاستراتيجية كمورد اقتصادي جديد لذوي الحيازات الصغيرة والأسر الفقيرة.
وفي تصريح لـ سانا أكد معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور لؤي إصلان أن الوزارة تسعى لتطوير ونشر الزراعات العطرية ذات المردود الاقتصادي على نطاق واسع موضحاً أنه بعد نجاح زراعة الزعفران في المواقع المدروسة والمختبرة تم اعتمادها كزراعة واعدة وفقاً لمصفوفة عمل لإكثاره ونشره في سورية على مدى 13 عاماً تتضمن ثلاث مراحل شملت الأولى زراعة 2630 كورمة (بصلة) في مشتل البريج الحراجي ومحطتي بحوث الغوطة وسرغايا ومركز بحوث السويداء ومدتها ثلاث سنوات كما يتم اختبار زراعة الزعفران في مراكز البحوث بالمحافظات ومديريات الزراعة بالسويداء وريف دمشق واللاذقية وطرطوس ومحطات بحوث أكساد للتأكد من مدى نجاح نشره وإكثاره في المواقع المدروسة.
أدّت النكسة التي تتعرضت لها مناطق الساحل السوري بسبب كساد محاصيل الحمضيات إلى تحول أنظار المزارعين في تلك المناطق للبحث عن بديل يعوض تلك الخسارة، بالتوجه إلى وراعة نواع من أنواع البهارات الأشهر والتي يُباع منها بالغرامات، ويطلق عليها اسم”الذهب الأحمر”
ماهو الذهب الأحمر السوري
نتشر أزهار صغيرة أرجوانية اللون تنتج أغلى أنواع التوابل في العالم، حيثما أجرى المزارع آصف مهنا تجربة لزراعة الزعفران، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الساحل السوري.
صاحب المشروع، آصف مهنا قال: “في ظل الظروف الحالية، لم يعد العمل مقتصراً على مهنة واحدة فقط، أنا مدرّس للغة العربية، وقررت البدء بمشروعي الخاص لتجاوز هذه الصعوبات”.
وأضاف: “فكرة المشروع انطلقت من حبّي لزهرة الزعفران، كما يعتبر المشروع الأول بهذا الحجم، هناك عدة مناطق في ريف حماه تقوم بزراعة الزعفران ولكن للإكثار فقط، نحن كمنطقة جبلية نقوم بزراعته بهدف الحصول على أزهاره، ولا تنجح زراعته من أجل الأزهار إلّا في الجبال”.
وأوضح: “حسب تجربتي الشخصية وتجارب عدة لمديرية الزراعة، أثبت أن زراعة الزعفران في جبال الساحل السوري، والتي يصل ارتفاعها إلى 600 م وما فوق، ناجحة، وتعطي أزهار تضاهي بالجودة تلك الموجودة في إيران، علماً أن إيران هي الدولة الأولى المنتجة للزعفران عالمياً”.
وأردف: “هذه الزراعة ذات جدوى اقتصادية هامة، ومردود كبير، وأتمنّى دعمها كي تنتشر زراعتها في عدة قرى ومناطق، وأنا خلال تجربتي لم أتلقى أي خدمة أو دعم من الجهات المعنية بالزراعة في المحافظة”.
وحول إمكانيّة تسويق هذا المحصول قال: “قد نتعرّض لمشاكل في التسويق بدايةً، ولكن في العام الماضي تواصلت معنا شركة سويسرية لأخذ المحصول، ولكنها تحتاج إلى 6 كيلو غرام على أقل تقدير، وهذه الكمية لا اعتقد أنها ستتوفر لدينا قبل عشر سنوات، فالإنتاج لهذا المشروع تراكمي، ويحتاج بعض الوقت”.
وأضاف: “قمت بزراعة 22 ألف بصلة حتّى الآن لإنتاج الزعفران، وبقيمة إجمالية تجاوزت الـ 17 مليون ل.س، المشروع بطور النمو، وهو من المشاريع التنمويّة والزراعيّة الفريدة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الزعفران هو أحد التوابل الأغلى في العالم، له العديد من الفوائد والتطبيقات العلاجيّة، ويستخدم في صناعة الأدوية.
ونظراً لاحتوائه على مضادات للأكسدة، يستخدم لعلاجات تتراوح بين تحسين المزاج وصولاً إلى مكافحة السرطان.
يُذكر أنّ إيران هي أكبر منتج للزعفران في العالم، تليها الهند، لكن طموح “مهنا” يمتد إلى تشييد صناعة مزدهرة على هذا النبات في سوريا
والسؤال الأهم : هل سينجح السوريون بالاستفادة منه وتصديره.. شاهد
تجارب ناجحة في الساحل
في تجربة نوعية في بريف اللاذقية، أوضح المزارع على حيدر، أن زراعة الزعفران وهو أغلى توابل في العالم، يمكن أن تصمد أمام قسوة المناخ وأزمة الأسمدة في البلاد، مضيفا أن النبتة ترسخ نفسها بين محاصيل الحمضيات، وتحقق إنتاجا يغطي مساحة مهمة في الاستهلاك المحلي، مع إمكانية التصدير في المستقبل.