الكشف عن سر كبير عمره 80 عاماً يخص الفنان صباح فخري عندما كان رضيعاً 

الكشف عن سر كبير عمره 80 عاماً يخص الفنان صباح فخري عندما كان رضيعاً

قال له محمد عبد الوهاب: اللي مثلك بلغ القمة ولا يوجد ما أعطيك إياه.. صباح فخري الفنان الذي دخل غينيس كذلك كل بيت عربي مع أم كلثوم.

«أنا الحلبي “صباح فخري” واحد من اثنين دخلوا كل بيت عربي، “أم كلثوم” وأنا»، بهذه الكلمات تحدث “فخري” عن نفسه، وعن فنه الطربي الذي اختصره بعبارة “أرى أن الغناء الصحيح تطهير”، ارتفع بمستوى الأغنية الشعبية فجاورت القصيدة، وأطرب جمهوره 10 ساعات متواصلة محققاً رقماً قياسياً في موسوعة “غينيس”.

“صباح الدين أبو قوس” الاسم الحقيقي للفنان “صباح فخري” واستمد اسمه الفني من “فخري البارودي” الذي دعم موهبته، يُعد “فخري” الذي يصادف عيد ميلاده 2 أيار من أهم مطربي الشرق، أتقن غناء الطرب الأصيل، ونشر الأشكال التقليدية من الموسيقى العربية وهي الموشحات، والقدود الحلبية، وتوج الموال، ووصل به إلى مكانة لم يصلها غيره، وارتفع بمستوى الأغنية الشعبية فجاورت القصيدة.

خلال رحلة فنية مستمرة منذ أربعينات القرن الماضي، أحيا “فخري” حفلات غنائية في مختلف أنحاء العالم العربي، والغربي، بدأ تعلم الغناء في الطفولة على يد سيدة تدعى “خانوم”، وأول موال له كان “غرد يا بلبل وسلّ الناس بتغريدك” عام 1946، واصطحبه أخوه الأكبر “عبد الهادي” إلى مجالس الطرب، وهناك تعرف على الملحن “محمد رجب”، فتعلم منه موشح “يا هلال غاب عني واحتجب”.

درس “صباح فخري” في “أكاديمية الموسيقى العربية” في “حلب”، و”الأكاديمية” في “دمشق”، وتخرج من “المعهد الموسيقي الشرقي” عام 1948، بعد أن درس الموشحات، والإيقاعات، ورقص السماح، والقصائد، والصولفيج، والعزف على العود، من أساتذته الموسيقيين “علي درويش”، “مجدي العقيلي”، “نديم الدرويش”، “عزيز غنام.”

كما غنى العديد من القصائد، وأغاني “حلب” التراثية، مثل “قل للمليحة بالخمار الأسود”، “مالك يا حلوة مالك”، و”خمرة الحب”، و”فوق النخل”، و”قدك المياس”، و”يا مال الشام”، “يا شادي الألحان”، و”ابعتلي جواب”. إلى جانب الغناء قدم أفلاماً سينمائية منها فيلم “الوادي الكبير” مع الفنانة المصرية “وردة الجزائرية”، كما شارك في فيلم “الصعاليك” عام 1965 إلى جانب “دريد لحام”، و”مريم فخر الدين”.

من برامجه التلفزيونية “أسماء الله الحسنى”، ومسلسلي “نغم الأمس”، و”زرياب”، حيث سجل ووثق نحو 160 لحناً ما بين أغنية، وقصيدة، وموشح، ولحن وغنى قصائد لـ”مسكين الدارمي”، و”ابن الفارض”، و”ابن زيدون”، و”ابن زهر الأندلسي”، كما لحن لشعراء معاصرين منهم “فؤاد اليازجي”، “أنطوان شعراوي”، “عبد الباسط الصوفي”.

وشغل عدة مناصب منها “نقيب الفنانين السوريين” لأكثر من مرة، نائب رئيس “اتحاد الفنانين العرب”، عضواً في البرلمان السوري عام 1998، عضو في اللجنة العليا لـ”مهرجان المحبة” في “اللاذقية”، عضو في اللجنة العليا لـ”مهرجان الأغنية” السورية، ومديراً عاماً للمهرجان الأول، والثامن.

عن موهبته الفنية قال “فخري” لبرنامج “هنا العاصمة” عبر قناة “سي بي سي” المصرية عام 2014، أن أهله اكتشفوا صوته لأول مرة عندما كان رضيعاً. ويروي أنه لدى ولادته وفي عمر الشهر الواحد كان أحد أقربائه يتعمد إيقاظه عبر “قرصه” لأنه يحب سماع صوته حتى وهو يبكي فقد كانت لديه نغمة خاصة في البكاء.

أما عن مسيرته الفنية قال “فخري”: «أنا الحلبي “صباح فخري” واحد من اثنين دخلوا كل بيت عربي، أم كلثوم وأنا، وأريد أن يعرف الجميع أنني لست صوتاً جميلاً وحسب بل دارس وحافظ للتراث العربي»، بحسب ما نشره موقع “أراجيك” عام 2020.

وأضاف أن «التراث كان موجوداً ومتاحاً للجميع.. أنا أخذته ولكن تعبت في تشذيبه ليكون معاصراً»، مشيراً إلى أنه «لم يصل إلى الشهرة بسهولة»، وأوضح بالقول: «أنا أرى أن الغناء الصحيح هو تطهير.. التجويد إعجازٌ في حد ذاته، يعلم كيفية إخراج الحروف من مخارجها، ويعطي تمريناً مميزاً للصوت، وفقاً للموقع نفسه».

ورد ذكر “صباح فخري” في موسوعة “مايكروسوفت” “الإنكارتا “بصفته رمزاً للغناء العربي الأصيل. سمعه الملحن والمغني “محمد عبد الوهاب”، وقال له آنذاك: «اللي مثلك بلغ القمة، ولا يوجد ما أعطيك إياه». وبقي الاثنان صديقان حتى رحيل “عبد الوهاب”.

نال “فخري” عدد من التقديرات منها غناؤه في قاعة “نوبل للسلام” في “السويد”، وفي قاعة “بيتهوفن” في “ألمانيا”، وفي قاعة قصر المؤتمرات في “فرنسا”، ومٌنح جوائز منها “وسام تونس الثقافي” الذي قلده إياه الرئيس التونسي سابقاً “الحبيب بورقيبة” عام 1975 ووسام التكريم من سلطان “عُمان” السابق “قابوس بن سعيد” عام 2000، وقلده الرئيس “بشار الأسد” وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة عام 2007.

“صباح فخري” من مواليد 1933 كان مؤذناً في “حلب”، كما يحفظ عدد من دواوين الشعر و4 سفن أي “دفاتر” كل سفينة تضم ألف موشح، غنى لمدة 10 ساعات متواصلة على المسرح في “فنزويلا” ليدخل اسمه موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، “فخري” تزوج مرتيَن الأولى أنجب منها أبناءه “محمد”، و”عمر”، و”طريف”، ثم فارقت الحياة، وتزوج الثانية، وأنجب منها ابنه “أنس”.

الإنجازات الفنية والموسيقية وسيرته الذاتية تم جمعها في كتابان الأول من تأليف الكاتبة السورية “شذى نصار” بعنوان “صباح فخري سيرة وتراث”، والكتاب الثاني من تأليف وتوثيق الباحث التونسي “إلياس بودن”.

Exit mobile version