انتشار ظاهرة خطـ.ـيرة في سوريا.. شابان سوريان قاما بفعل أمر صاد.م للحصول على المال

انتشار ظاهرة خطـ.ـيرة في سوريا.. شابان سوريان قاما بفعل أمر صاد.م للحصول على المال

“زهير” 32 عاماً، ليس أول ولن يكون آخر شاب سوري يلجأ لخيار بيع خصيته لقاء مبلغ من المال يسد به عوزه وحاجته.

إذ تعتبر عـ.ـملية تجـ.ـارة الأعـ.ـضاء البشـ.ـرية في “سوريا” من الأمور التي باتت شائعة في البلاد بشكل شبه علني، والتي تحدثت عنها سابقاً صحف محلية شبه حكومية مثل صحيفة البعث.

ومع تدهـ.ـور الأوضـ.ـاع المعيشية في البلاد والتضخم الهائل في الأسعار بفعل الحـ.ـرب وما تلاها من عقـ.ـوبات غربية، ساءت أوضاع جميع شـ.ـرائح المجتمع السوري خصوصاً الفئات الفقيرة والأكثر فقراً. الأمر الذي دفع معيلين كثر لخيار بيع أعضـ.ـائهم لقاء لقمة العيش.

و”زهير. خ” من حي “القيمرية” في “دمشق” قرر بيع خصيته مع صديقه “عمار. ب” 36 عام من حي ركن الدين الذي قرر بيع كليته هو الآخر.

وقد جاءتهما الفكرة كما يقول “زهير” لسناك سوري من صديق لهما: «لقد أخبرني صديق أن شخصاً يبحث عن كلية، وهو سمسار لبناني. في الخامسة والأربعين يدعى “أبو علي” يعمل في دمشق، ويبدو أنها مهنته، فراودتني الفكرة لأنها ستضع حلاً لجميع مشاكلي».

اتفق “زهير” و”عمار” مع السـ.ـمسار بالفعل لقاء مبلغ 20 ألف دولار أميركي للخصية الواحدة و20 ألف دولار للكـ.ـلية الواحدة.
وعن الطريقة للبيع يقول “زهير”: «عندما أبلغنا السـ.ـمسار بقبولنا الفكرة،

أخبرنا أن إجراء العمـ.ـلية سيكون في بيروت، وبالفعل قام بنقلنا إلى العاصمة اللبنانية. وأجرى لنا العـ.ـملية رغم إننا غير مسموح لنا مغادرة البلاد، لكنه (دبّر القصة بمعرفته)».

المخـ.ـاطر الجـ.ـسدية والنفسية على المـ.ـتبرع
قد يعاني المتـ.ـبرع في كثير من الأحيان من مضاعفات صحية ونفسية على المدى البعيد قد تؤثر على نمط حياة المـ.ـتبرع وأسرته بشكل سـ.ـلبي.

الطبيب “همام رحـ.ـمة” وهو أخصائي تناسلية قال حول مخـ.ـاطر التـ.ـبرع بالأعـ.ـضاء في المستقبل: «إن عملية استئصال خصية واحدة.

لا يؤثر بشكل سلبي على الأداء الجنـ.ـسي أو الخصوبة و لا يسبب العقم إذا كانت الأخرى سليمة، لكن قد يكون هناك أثر على القدرة على الإنجاب قد يصل في بعض الأحيان إلى نسبة 30 %».

وأضاف الطبيب “رحمة”: «المتبـ.ـرعين بالكلى قد يكونون عرضة لخـ.ـطر الإصـ.ـابة بالفشـ.ـل الكلوي في المستقبل بدرجة أعلى قليلًا.

مقارنة بمتوسط خـ.ـطر الإصـ.ـابة بالفشـ.ـل الكلوي لدى بقية الأشخاص. كما أنهم معرضون لنـ.ـزيف د.موي واسترواح صدري والتهاب رئوي وانسداد معويّ (Ileus) بالاضافة إلى الجلطات الد.موية ومضاعفات الجـ.ـرح وأحياناً المـ.ـوت».

لكن أكثر ما يثير القلق هو ما يتركه التـ.ـبرع بالأعـ.ـضاء من اضـ.ـطرابات نفسية في الصحة العقـ.ـلية للمـ.ـتبرع. إذ غالباً ما قد يواجه المتبـ.ـرع مشاكل نفسـ.ـية حادة وكذلك يزيد من القلق والحـ.ـقد ما يجعله فرداً غير نافع لمجتمعه.

عانى “زهير” من أزمة نفسية ولازال كذلك رغم نكرانه ذلك، فقد لقي معـ.ـارضة شديدة من زوجته لأنها كما قال كانت تخشى أن يؤثر ذلك سلباً على صحته.

لكنه قال وكأنه يواسي نفسه: «أنا متزوج ولدي ولله الحمد طفلين، وفي حال أثر ذلك على قدرتي على الإنجاب. فقد عوضني الله بطفلين أستطيع الآن أن أؤمن لهما حياة مقبولة بما أملكه من مال. ربما أبكيت زوجتي لفعلي هذا لكنها ستشكرني في الأيام القادمة حين يتحسن حالنا».

أما زوجته فكان لها موقف مختلف، تقول «رفضي لما قام به زوجي هو خشيتي أن يؤثر ذلك على حياته، فعائلتي خارج البلاد وإن حدث له مكـ.ـروه من سيهتم بنا».

وأضافت الزوجة مفضلة عد.م ذكر اسمها: «قبل موعد العـ.ـملية كان زهير متـ.ـوتراً وخت.ـائفاً، ومع ذلك كان مصراً على إجرائها. وها قد مضى على عمليته بضعة أشهر لكنه بات شخصاً مختلفاً، عصـ.ـبي ومنـ.ـعزل، ودائماً على وجهه علامات القلق والاكـ.ـتئاب».

90 % من السوريين غارقون بالفقر

يحاول “زهير” و”عمار” اليوم أن يعيشا حياتهما بشكل شبه طبيعي، فقد قام “زهير” بافتتاح محل تجاري في حـ.ـي قريب من منزله، وانطلق في عمله هذا منذ مدة قصيرة.

ويأمل أن يكون انطلاقة جديدة له ولعائلته، في حين يتجهز صديقه “عمار” للسفر إلى أوروبا لأنه يرى أن أي عمل هنا لن يؤتي أي ربح في ظل تقلب السوق وانتشار الفـ.ـقر والمجـ.ـاعة.

وكشفت تقارير محلية أن معدل الفـ.ـقر في سوريا بلغ 90 في المئة بين عامي 2020 و2021 وفقاً لرئيس مكتب الإحصاء المركزي شفيق عربش.

حيث قال في حديثه لإذاعة (شام إف إم) الموالية أن واقع الأمـ.ـن الغذائي في البلاد مهدد حالياً، وكلما انخفض ساهم بزيادة معدل الفقر.

وأضاف وفقاً لإحصائيات أجريت بالتعاون بين “المكتب المركزي للإحصاء” وبرنامج الغذاء العالمي، أن “نحو 8.3 في المئة من الأسر تعاني من انعدام شديد بالأمن الغذائي.

و47.2 في المئة يعانون من انعد.ام متوسط، في حين يتمتع نحو 39.4 في المئة بأمن غذائي مقبول، ولكنهم معرضون لانعدامه مع أي صدمة تتعلق بارتفاع الأسعار”.

هذا الواقع دفع سوريين كثر داخل البلاد للبحث عن طرق بديلة للعيش في هذه البلاد فتزايدت أعداد المهاجرين رغم مخـ.ـاطرها، في حين جـ.ـنح كثر للسـ.ـرقة والنـ.ـهب وبيع أعـ.ـضائهم.

هذا وقد تزايدت عمليات بيع الأعضـ.ـاء والاتجـ.ـار بها في السنوات الأخيرة حتى تحولت إلى ظاهرة مقلقة، كشفت عن وجود سوق سـ.ـوداء تقود وتنظم عمليات البيع.

والملفت أنها باتت تمـ.ـارس بشكل علني، حيث بلغ الفقر مبلغه بأن بات المتبـ.ـرعون يعلنون عن بيع أعـ.ـضائهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفاتهم الشخصية،

وكذلك ملصقات على الشوارع ويضعون أرقام هواتفهم للاتصال بهم. وهو أمر يكشف مدى ضعف القوانين المحلية التي تجـ.ـرم بيع الأعـ.ـضاء والمتـ.ـاجرة بها.

الإتجـ.ـار بالاـ.ـعضاء في التشـ.ـريع المحلي والدولي

وفقا لمنـ.ـظمة الصحة العالمية (WHO)، تتم تجارة الأعـ.ـضاء غير الشـ.ـرعية عند إزالة الأعـ.ـضاء من الجسـ.ـم بغرض معاملات تجارية.

وأن الدفع من أجل الحصول على الأعـ.ـضاء البـ.ـشرية من المرجح أن يأخذ ميزة غير عادلة بالنسبة للفـ.ـقراء والفئات الضعيفة وبالتالي التـ.ـبرع يؤدي إلى التربح والاتجـ.ـار بالبشـ.ـر.

وبذلك كل الدول حول العالم أصدرت قوانين ناظمة تهدف إلى منـ.ـع المـ.ـتاجرة غير القانونية بالأعـ.ـضاء في السوق السـ.ـوداء، سواء عن طريق الحـ.ـظر الصريح أو من خلال التشريعات التي تدقق في هوية المتـ.ـبرعين والمستفيدين وعن الطريقة التي تتم بها عـ.ـملية الزرع.

ووفق القوانين الجزائية السورية ذات الصلة، تم إصدار المرسوم التشريعي رقم 3 لعام 2010 لمنع الاتـ.ـجار بالأشخـ.ـاص ونصت المادة 17 منه على إنشاء إدارة خاصة في وزارة الداخلية لمكـ.ـافحة هذه الجـ.ـرائم التي تعتبر تجـ.ـارة عالمية غير مشـ.ـروعة تديرها عـ.ـصابات دولية وشبـ.ـكات إجـ.ـرامية تمتد خيوطها إلى أكثر من بلد.

في حين أن القانون السوري رقم 30 لعام 2003، يتـ.ـيح التبـ.ـرع بالأعـ.ـضاء من الأقارب وغير الأقارب.

 

Exit mobile version