رغم تقدم العلم والفيزياء.. لماذا تقاس قوة المحركات بالحصان حتى يومنا هذا؟
قوة الحصان خدعة تسويقية رائعة انطلقت من ثمانينيات القرن الثامن عشر واستمرت حتى يومنا فمن هو صاحبها وما الغالية منها؟؟
بعد ازدهار علوم الفيزياء عبر القرون المتعاقبة نتيجة اجتهاد ودراسات العلماء واكتشافاتهم التي كان لها كبير الأثر في حياتنا..
كان أقل ما يمكن تقديمه لهم هو تخليد ذكراهم بربط أسمائهم بتفاصيل متعلقة بما بحثوا به كواحدات قياس لها مثل (الأمبير والفولت والواط ).
ولكن كلنا يعرف واحدة الحصان كواحدة لقياس قوة المحرك ولكننا لانعرف من له الفضل في وجودها وماهي قصتها المثيرة للدهشة.
القصة الحقيقة وراء هذه التسمية
حيث يرجع الفضل في اختراع وحدة قياس قوة المحرك للمهندس الاسكتلندي جيمس واط ، ففي أوائل الثمانينيات من القرن الثامن عشر.
وبعد أن صنع واط محرك بخاري يفوق محرك نيوكومن البخاري الكلاسيكي ( الذي ابتكره توماس نيوكومن) ، صار يبحث عن طريقة لتسويق اختراعه.
فأعلن أن محركه يحرق وقود أقل بنسبة 75٪ من محرك نيوكومن الذي عمل أيضا بالوقود ، مع ذكر عدة تحسينات أخرى لمحركه الجديد.
وحاول في البداية بيع محركه بنظام مختلف للدفع بحيث ينبغى على الزبائن دفع ثلث الأموال التي قاموا بتوفيرها باستخدام محركه بدلا من المحركات البخارية الأخرى، وبالطبع كان العديد فى ذلك الوقت يستخدم الخيول، ولا يمتلكون محركات بخارية.
لذلك كان من الصعب علي الناس تحديد الفروق بين المحركات إلا بعد شراء محرك ومعرفة كيف سيكون أداءه، وبالتالي ألغى واط خطة تسويقه وقرر أن يجرب طريقة مختلفة لإقناع الناس بشراء محركه.
وكان الحل لتسويق اختراعه هو التوصل إلى وحدة قياس جديدة يدركها الراغبون فى شراء محركه وهى – قوة الحصان، في إشارة الى الخيول القوية من فصيلة درافت وهكذا بدأ في تحديد مقدار القوة التي يمكن أن يولدها حصان نموذجي.
ولم يُعرف تحديدا كيف توصل إلى الحسابات التي قام بها، حيث توجد روايات متضاربة عن التجارب التي أجراها، ولكنه اكتشف بعد إجراء تلك التجارب أن الحصان النموذجي يمكن أن يقوم بحوالي 32400 باوند-قدم في 60 ثانية ويحافظ على معدل الطاقة هذا ليوم عمل طويل، ثم رفع النسبة إلى33,000 باوند- قدم في الدقيقة للحصان الواحد.
وبعبارة أخرى، حسب تقدير واط، يمكن للحصان الجيد أن يرفع ما يزن 33,000 باوند من المادة لارتفاع قدم واحد خلال الدقيقة الواحدة ، أو 300,3 باوند لارتفاع 10 أقدام في الدقيقة الواحدة، الخ.
و في الحقيقة، هذا تقدير سخي للغاية حيث أن عدد قليل جدا من الخيول يمكنه الحفاظ على هذا القدر من الطاقة ليوم عمل كامل، ولكن الحصول على إحصاءات دقيقة لم يكن ذا أهمية مقارنة بما كان واط يسعي إليه علاوة على ذلك فمن خلال المبالغة في تقدير ما يمكن أن يفعله الحصان، سواء عن قصد أو بدون قصد.
فقد حرص وات على أن محركه سيقوم بما وعد به أثناء محاولة إقناع الناس بشرائه وهي خدعة تسويقية رائعة.
في النهاية، أحدث محرك واط ثورة فى مجال الصناعة، ولعب دور كبير في الثورة الصناعية، كما أصبحت وحدته لقياس قوة المحرك، قوة الحصان، رائجة بفضل هذه الحقيقة وتسمي حاليا وحدة قياس القوة الدولية “واط ” تكريما لجيمس واط، والتي أصبحت بديل لقوة الحصان فى كل المجالات.