أذهلت دول العالم ..تقنية جديدة تبتكرها اليابان لمنع الحوادث المرورية تعرف عليها “فيديو”
مع تزايد الكثافة السكانية في شتى الدول النامية, وتزايد عدد مركبات النقل ضمن المدن الرئيسة, بات من الضروري إيجاد حلول كفيلة تمكن مبتدئي قيادة السيارات من السيطرة عليها بشكل تام.
ورغبة منها في تقليل الحوادث المرورية اليومية الناتجة عن الازدحام المروري, تسعى اليابان لتكثيف الجهود الرامية إلى تطوير السيارات والحافلات لتتناسب مع التطور السريع الذي تشهده المنطقة.
وذلك إدراكا منها لصعوبات التنقّل التي يواجهها كبار السنّ الذين بدأ عددهم يتزايد في البلد.
حيث باتت اليابان سنة 2020 أوّل بلد في العالم يسمح باعتماد نظام قيادة مستقلّة من المستوى الثالث على الطرق العامة، وهو مدمج أيضاً في مركبات من صنع هوندا.
ويتيح هذا المستوى التخلّي بالكامل عن القيادة في حالات محدّدة سلفا، مثل الازدحام المروري.
لكنه مستوى استقلالية متوسّط من المحتمل أن يكون خطرا.
وينبغي للسائق أن يبقى متيقّظا إذ قد تطلب منه الآلة تولّي القيادة في أيّ وقت.
أما تويوتا فهي ترسي في اليابان أسس مشروعها الأكثر طموحا في هذا المجال؛ فعند سفح جبل فوجي وضعت المجموعة الأولى عالميا في صناعة السيارات حجر الزاوية لمشروع “ووفن سيتي” (المدينة المنسوجة).
وهو مختبر على شاكلة مدينة موصولة بأحدث التقنيات من المرتقب أن يقيم فيها بعد بضع سنوات باحثون ومهندسون من العالم أجمع لاختبار حلول في هذا الخصوص وتطويرها.
وتنوي تويوتا تسيير مركباتها المستقلّة “إي – باليت” التي استُخدمت هذا الصيف في المجمّع الأولمبي والبارا لمبي في طوكيو.
وتنطلق السيارة وحدها وهي تسير بسلاسة وحذر تحت المطر في حيّ الأعمال ميناتو ميراي في يوكوهاما (جنوب غرب طوكيو).
غير أن حادثا وحيد وقع خلال الألعاب البارا لمبية في نهاية أغسطس ذكّر بأن الطريق مازال طويلا في هذا المجال.
وكانت الشركة اليابانية تعتزم في بادئ الأمر إطلاق هذه الخدمة في مطلع عام 2020، لكنها باتت اليوم أكثر تحفّظا بشأن الموعد.
وقال “كازوهيرو دوي” نائب رئيس نيسان المكلّف بالأبحاث: إن “المجتمع لم يتقبّل بعد على نطاق واسع هذا النوع من المركبات.
فقليلون هم الذين جرّبوها والمسألة صعبة فعلاً بلا تجربة… ولا شكّ في أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا”.
غير أن اليابان تسابق الزمن في ظلّ تراجع عدد سكانها وقد بات 29 في المئة منهم في الخامسة والستين وما فوق، وهو معدّل قياسي على الصعيد العالمي. كما أن معدّل الخصوبة فيها منخفض جدّا.
وأعربت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة (ميتي) في تقرير حديث عن قلقها من تداعيات هذا الوضع على شبكة المواصلات، في ظل النقص الحادّ في اليد العاملة في هذا المجال والحوادث المرورية التي مردّها تقدّم السائقين في السنّ والانعزال المتزايد للمسنّين.
وتشتدّ وطأة التراجع الديموغرافي “خصوصا في المناطق الريفية”، حسب قول دوي.
وتمثل السيارات المستقلّة بالنسبة إلى كبار السن بديلا عن التنقّل.
وتحرص السلطات على تهيئة الظروف لهذا النوع من التجارب في البلد.
كما وتنصّ خطّة جديدة للوزارة على القيام بتجريب روبوتات تاكسي متقدّمة في حوالي أربعين موقعا في مختلف أنحاء الأرخبيل بحلول 2025.
الطريق مازال طويلا في هذا المجال
بالرغم من أن هذه التجربة منيَت بانتكاسة قويّة بعدما اصطدمت إحدى المركبات بمصارع جودو يعاني من ضعفَ بصر. \
وقد نتج عنه إصابات طفيفة.
وقد توقّفت المركبة عندما اقترب الرياضي منها لكنها انطلقت مجدّدا في مسارها، إذ ظنّ المشغّل داخلها أن الرياضي رأى السيارة.
وقال كريستوفر ريشتر المحلّل لدى “سي أل أس إيه” في تصريحات صحافية إن “أكثر ما يفاجئنا هو أن هذه الضربة وقعت في بيئة محكمة تشكّل موقعا مثاليا لتسيير هذه المركبات”.
واستبعد ريشتر أن تستخدم المركبات المستقلّة على نطاق واسع في العالم قبل عش سنوات من الآن.
وأكّد دوي أن “التكنولوجيات ليست متطوّرة بما فيه الكفاية”، متطرّقا إلى التحدّيات المطروحة في المناطق الضيّقة أو المكتظّة.
ومنذ عام 2018 تجرّب شركة نيسان هذا الروبوت التاكسي الذي يحمل اسم “إيزي رايد” مع مشغّل يعمل بخفر على متنه للتدخّل في حالات الطوارئ.
ترجمة من مواقع أجنبية