طفل سوري فقد في بادية البوكمال وبعد ٣٣ عام عثر عليه في الهند.. حادثة يشرحها شخص سعودي على علم بالقصة
تبدأ القصة من منطقة البوكمال والتي تقع شمال شرقي سوريا على الحدود التركية عام 1987، بطل القصة طفل سوري من قرية الجلال اسمه شاكر محمود الفريح.
هذا الطفل ولد في عائلة فقيرة ولديه أخ اصم اسمه صالح لا يتكلم وأخت فاطمة أصغر منه يعيشون في كنف امهم زهرة، وبسبب الظروف الصعبة وضعته امه في كنف راع في المنطقة.
حيث تتميز منطقة البوكمال بالاعتماد على مهنة الرعي بسبب المساحات الشاسعة من البادية، ويتصف ألها بالنخوة والكرم والمرؤة.
بدأ العمل هذا الطفل مع الراعي في سن 9 سنوات، حيث أن ذلك الراععي كان لا يخاف الله وشديد الظلم، وقد خدع اهل الطفل بطيبته المزيفة ولسانه الحلو.
وأقسم لهم أنه سيكون كابن له، وذهب بالولد إلى مسافة بعيدة للرعب، وبدأ يسوم الطفل سوم العذاب، من الصبح إلى المساء عمل دون انقطاع.
وبدأ بضرب الطفل وتحميله ما لايطيق، وبعد قطع مسافات شاسعة دخل الرجل والطفل والقطيع الحدود العراقية، والتي لا يعرف عنها الطفل شيئاً.
ويذكر الطفل انه لا يعرف سوى قريته التي نشا فيها، ولا يسمع بشيء اسمه سوريا أو العراق.
كان الربيع مميزاً في العراق، وكلما نطق الطفل بكلمة او برأي أكلت من جسده عصا ذلك الراعي الظالم، واكملا المسير حتى وصلا جنوب الكويت.
وكان الربيع في تلك المنطقة من أحلا ما يكون، وقد استغرقت الرحلة حوالي 7 شهور للوصول غلى جنوب الكويت.
وكان الطفل لا يعرف شيئا اسمه الكويت ولكن مع اجتماعه بالرعاة في تلك المنطقة قالوا له انهم في الكويت وهي دولة عربية.
وكان الليل في الكويت آنذاك مقمرا فيقوم الراعي بإيقاظه للرعي ليلاص حيث التنافس مع الرعاة الىخرون على المراعي الخصبة.
ويقوم بضربي مع قلة النوم، وسرت بالغنم لمسافة هائلة ليلاً، ومن شدة التعب والنعاس قمت بالنوم مجبراً، ولم استيقظ إلا بعد ساعات.
ولم يوقظني إلا صوت ثلاثة ذئاب اقتربوا من القطيع، وبدأت الذئاب بقتل الغنم وهي معروفة بانها لا تكتفي بنعجة واحدة، فذهبت مسرعاً إلى صاحب الحلال وقمت بأخباره بعد عناء طويل، فضربني ضرباً تمنيت لو أن الذئاب اكلتني ولم ىتي إليه ليسومني سوء العذاب.
وبدأت بالركض والركض ساعات طويلة حتى طلع علي ضوء الشمس، ووجدت نفسي في مكان مليء بالغرف وشاهدني رجل لا اعرف ما نيته.
كان ذلك المكان شركة وكان الرجل الكبير بالسن صاحب الشركة الذي أسعفني وجلب لي الطبيب لعلاجي، وقام بإطعامي وكسوتي.
وبدأ الرجل بسؤالي من انت ومن أين أتيت، فأجبته بما اعرف ورويت له قتي مع الراعي، فجعلني اعمل معه وكنت اهتم به حتى كنت اغسل ملابسهن وعاملني أفض معاملة وكان لي كأب حنون.
وفي يوم انتهى عقدج الرجل مع الشركة فإذا به طلب أن يصطحبني إلى الهند وسألني عن الموضوع فقلت له وما أدراني بالهند.
فقال لي انا سوف أدبر الأمر، وأنت ما عليك سوى السفر، ففكرت براعي الغنم والعذاب فوافقت على الفور، وانطلقت الرحلة الطويلة.
سافرنا على متن سفينة إلى مومبي في الهند مع عدة الشركة وهنالك عاملني وكأني قطعة من روحه وجلست معه ثلاث سنوات نعمل ونأكل ونعيش سوياً.
تعلمت الصنعة، وعشت احلا ايام عمري، وفي يوم عدت إلى عملي فوجدت مناحة وإذا بالرجل قد توفي، فصعقني ما رأيت، وبقيت وحيداً لا أحد لي.
وعلى الرغم من اتقاني لعملي وتكلمي الهندية بطلاقة، إلا ان إخوة الرجل الذي توفي أظهروا لي الحقد والبغضاء وطردت شر طردة وأصبحت وحيداً في الشارع.
وهمت على وجهي في الشارعع وجلست مشرداً في الشوارع وأكلت أوراق الشجر، حتى هيأ الله لي رجلاص يسمى عبد الرحمن هندي الاصل فرويت له قصتي فتبناني.
وجلست عنده ستة سنوات وزوجني ابنته وخلفت ولدين وبنت، وقمت بالعمل في العلاقات التجارية بين الهند ودول الخليج كوسيط موثوق.
في يوم من الايام أرسل لي احدهم مبلغاً ماليا لشراء طلبية وهو خليجي فتعسرت الطلبية ولم استطع التصرف بالمبلغ فظن الرجل اني قد سرقت مالهز
وبدا بالبحث عني حتى عثر علي وكنت سابقاً اتكلم معه سابقا فقط بالهندية والإنكليزية، وعندما رىني نهرني وهو غاضب مني فتكلمت معه بالعربية البدوية فدهش الرجل وسألني انت عربي.
فأجبته باني عربي سوري وقصصت له ما حدث معي من لحظة خروجي من قريتي حتى لقائي معه الآن، فدهش الرجل وقال لي مكانك ليس هنا يجب ان تعمل معي.
وبعد شهرين من العمل معه جاءت عائلة سورية في المكتب رجل وزوجته وبنتين يسألون عن عمل ويحاورهم في المكتب فهد الدوسري.
اما انا فكنت استنطق الفتاتين حتى اسمع اللهجة السورية فقد خطرت لي امي واختي واخي، وجلبتهما بجانبي وبدات بالبكاء.
انبهت الأم وسألت فهد الدوسري عن سبب البكاء فقال لها هذا سوري وهذه قصته منذ خروجه من قريته وحتى لحظة دخولكم إلى المكتب.
أخذت المراة السورية نوان القرية واسم عائلة الرجل ورقم تلفون فهد الدوسرين وبعد شهرين رن الهاتف وإذا بامراة تسأل عن فلان فقال لها من انت؟
فأجابت انا ام شاكر، أين شاكر يا أخين فقال لها في غرفته وهو بصحة وعافية، فبدأت البكاء بشدة، ونادى فهد شاكر.
اجاب شاكرن انا شاكر فطلبت منه اسماء إخوته فأجابها، ولكن لتطمئن سألته عن اسم خالته وعندما اجابها فسمعت زغاريد وصيلاح وبكاء فعرف انها امه.
وبدا البكاء وينادي في المكتب امي امي وابكى الجميع من الموقف بعد 33 سنة، وبدات الاتصالات تنهال عليه ولم يهدأ الهاتف وينك ياولدي.
وفي الصباح جاء شخص من الكويت اسمه عبد الله يسال عن شاكر فإذا هو اخوه الصغير الذي لا يعرفه وكانه هو والتقى مع اخيهز
وبعد فترة نزل شاكر إلى الكويت ومنها إلى سوريا والتقى بامه وإخوانه وجمع الله شملهم بعد 33 سنة من الفراق.