لم ينجُ أحد اليوم.. هذا ما بقي من “ضيعة ضايعة” بعد أن ضربها الزلزال (صور)
حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك”، بهذا الوسم استهل سوريون منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حزنا على انهيار عدد من منازل قرية السمرا في بلدة كسب (التابعة لمحافظة اللاذقية)، والتي تم فيها تصوير المسلسل الكوميدي الشهير “ضيعة ضايعة”.
وتعرّضت منازل قرية السمرا الجبلية في ريف اللاذقية لأضرار كبيرة إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا ومناطق من سوريا فجر الاثنين الماضي.
وتداول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي صورا أظهرت حجم الأضرار التي لحقت بمنازل القرية التي اشتهرت باسم “أم الطنافس الفوقا”، حيث تم تصوير جزأين من المسلسل السوري “ضيعة ضايعة” الذي كانت حلقاته تفتتح على عبارة “هناك ناج وحيد.. أم الطنافس الفوقا”.
من “ضيعة ضايعة” إلى وطن ضائع
وربط رواد مواقع التواصل بين حادثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين الماضي وأودى بحياة الآلاف من الضحايا، وبين حكاية مسلسل “ضيعة ضايعة” التي أودت فيها المخلفات الكيميائية بحياة جميع سكان قرية أم الطنافس مع نهاية آخر حلقاته.
فكتب عبد السلام القيسي على صفحته في فيسبوك “الناجي الوحيد في مسلسل ضيعة ضايعة لم ينج من الزلزال، هناك في ناحية كسب من ريف اللاذقية مثلت حلقات المسلسل الأشهر والأجمل، كم حلمت أن أزور تلك البلدة الجميلة المشرفة على بحر يؤدي إلى قبرص واليونان”.
في حين استعاد خالد النحاس ذكريات سكان قرية أم الطنافس، فكتب: “شوف يا أسعد (بطل المسلسل).. من نجا من الحرب مات بالزلزال، الناس صارت بلا منازل، والبيض والدجاج الذي سرقه جودي من منزلك صار حلما كبيرا للسوريين، كنت محقا عندما قلت بالحلقة الأخيرة إنه لم يعد هناك من ضيعة ضايعة”.
في حين استعاد خالد النحاس ذكريات سكان قرية أم الطنافس، فكتب: “شوف يا أسعد (بطل المسلسل).. من نجا من الحرب مات بالزلزال، الناس صارت بلا منازل، والبيض والدجاج الذي سرقه جودي من منزلك صار حلما كبيرا للسوريين، كنت محقا عندما قلت بالحلقة الأخيرة إنه لم يعد هناك من ضيعة ضايعة”.
وبعد أن اشتهرت من خلال المسلسل الكوميدي الناقد “ضيعة ضايعة”، أصبحت قرية السمرا، التابعة لبلدة كسب الواقعة على الحدود التركية السورية، مقصدا للسوريين والسياح الذين فتنوا بعمارتها الريفية البسيطة، ومنحدراتها الصخرية المطلة على البحر، ومنازلها الحجرية التي كان من ضمنها بالطبع المنازل التي صوِّر فيها المسلسل.
ويحتل المسلسل مكانة مميزة عند عموم السوريين لما وجهه عبر حلقاته من نقد مبطن لمظاهر القمع والتفقير والإهمال التي عانت منها شرائح واسعة من المجتمع لعقود، فهو يستعرض حياة مجتمع قروي بسيط، يعمل سكانه في الأراضي الزراعية، وتظهر فيه علاقات التسلط واضحة رغم قالبها الساخر؛ فالمختار ورجل الشرطة وصاحب الدكان الوحيد “التاجر” يمثلون السلطة الخرقاء التي تتحكم بمصائر باقي سكان القرية دون أن تمتلك أدنى مقومات الإدارة، وهو ما يبدو أقرب إلى محاكاة ساخرة لأحوال السوريين في علاقتهم مع السلطة.
في الحلقة الأخيرة، يتورط بطلا المسلسل في استخراج علب طلاء كانت مدفونة في قريتهم تحت إمرة أحد المهربين المدعومين من متنفذين في الدولة، وبدافع النخوة يوزعونها على أهل الضيعة بالمجان، ليتضح في النهاية أن هذه العلب هي مخلفات نووية تم الاتفاق على دفنها بشكل سري في القرية على يد المهرب، فتنتهي حلقات المسلسل بموت جميع سكان القرية، وينغلق على عبارة “حتى الناجي الوحيد لم يعد كذلك”.
وتم عرض مسلسل “ضيعة ضايعة” على جزأين بين عامي 2008 و2010، وهو من تأليف الكاتب السوري ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو، وتمثيل الراحل نضال سيجري والممثل باسم ياخور إلى جانب غيرهم من ممثلي الدراما السورية.
المصدر : الجزيرة