بالأدلة القاطعة.. عالم عربي يرد على المتوقع الهولندي ويفضح كذبه بخريطة مضادة.. شاهد
لا يزال العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي أثار منذ نحو أسبوعين الكثير من الجدل حول حركة الزلازل وارتباطها بحركة الكواكب والتغييرات التي تحصل في الفضاء، يفجر المفاجآت، وسط متابعة حثيثة من قبل الملايين حول العالم لتغريداته.
ففي أحدث التغريدات التي أطلقها، وجه الأنظار هذه المرة نحو إسطنبول، متحدثاً عن احتمال وقوع “زلزال كبير”.
إذ أجاب رداً على سؤال وجهته له إحدى المغردات، حول التوقعات بأن يضرب زلزال جديد مدينة إسطنبول الأكبر في تركيا: “من الصعب جدًا تحديد الإطار الزمني، لكن آمل أن نتمكن من تحديده قبل حدوث الزلزال”.
ووسط الجدل الذي أثاره ولا يزال العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي توقع حصول زلزال في تركيا قبيل أيام قليلة من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد فجر السادس من فبراير، دحض عدة علماء وباحثين النظريات التي يستند إليها العالم المذكور.
وفي السياق اعتبر عالم الزلازل الأردني، نجيب أبو كركي، أن هوغربيتس، “يستغفل” الجماهير.
كما أكد أستاذ الجيوفيزيا وعلم الزلازل في الجامعة الأردنية بحديث لـ”العربية.نت” أنه سيثبت للعالم أن فرانك لم يتنبأ بشيء، عبر نشر خريطة لأميركا الجنوبية فارغة من الزلازل اليوم الأحد، فيما سيوثق مركز دراسات زلازل أوروبا والبحر المتوسط وقوع عشرات الزلازل في نفس المنطقة المذكورة خلال 24 الساعة القادمة.
يتسلى بأعصاب الناس
وأكد أبو كركي أنه سينشر غداً الخريطة نفسها وعليها هزات “مستقبلية” حصلت في نفس المكان، وخلال أسبوع ستمتلئ تلك الخريطة بمئات الهزات ما بين 3 – 5 درجات وربما أكثر على مقياس ريختر.
إلى ذلك، طالب جميع المتابعين والراصدين لهذا الشأن بعدم اعتبار ذلك تنبؤاً بل النمط الطبيعي لمثل هذه التحركات.
وجدد التأكيد على أن العالم الهولندي يستغفل الجميع ويتسلى بأعصاب العالم، مطالباً الجميع التحصن من مثل هذا النوع من التكهنات غير المدروسة.
وقال: “لا تنخدعوا من الآن فصاعدا بتكهنات العابثين وشطحات المتنبئين وإشاعاتهم”.
عالم مثير للجدل
يشار إلى أن توقعات فرانك هوغربيتس كانت أثارت الجدل بل الرعب بتنبؤاته حول الزلازل التي تقع في دول العالم، إذ عاد من جديد قبل أيام ليحذر من زلزال في الفترة ما بين 25 و26 من فبراير الجاري، زاعمًا أنه لن يكون كارثيًا، لكن قد يصبح كذلك في بداية مارس، على حد قوله.
وصادفت توقعات العالم الهولندي الواقع، بعد حصول زلزال في طاجيكستان على عمق 10 كيلومترات، وهو الأقوى في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث نشر تنبؤ الهيئة التي يتبعها والذي جاء فيه قد يحدث نشاط زلزالي أقوى في الفترة من 20 إلى 22 فبراير تقريبًا، ومن المحتمل أن يبلغ ذروته في يوم 22.
كما زاد من صحة توقعاته أيضا ما سجلته شبكات المحطة القومية لرصد الزلازل في مصر، حيث سجلت 3 هزات أرضية متتالية بالقرب من السويس، يوم الجمعة، شعر بها سكان القاهرة والقليوبية والسويس وبورسعيد والإسماعيلية.
زلزال كبير
كما أوضح قائلاً في تغريدة أخرى: “إذا كان تموضع الكواكب واضحا مثلما كان قبل زلزال إزميت عام 1999، فسيكون التحذير من زلزال كبير ساري المفعول!”.
وكان عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وجه قبل أيام قليلة نداء عاجلاً إلى السكان، محذراً من الأبنية غير المتينة. وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: أتوجه إلى سكان إسطنبول، دعونا نفحص هياكل الأبنية الخطرة”. كما نبه حينها إلى أنه حتى الآن لم يوافق سوى 29000 مالك مبنى فقط من أصل 107 آلاف مبنى تم بناؤها قبل عام 1999 على المسح الضوئي.
جاء ذلك، بعدما أكد عدد من علماء الزلازل أن زلزالًا هائلًا من المحتمل أن يضرب خلال السنوات المقبلة (بحلول 2030) إسطنبول التي تضم رسميًا 16 مليون شخص، والتي يُقدر أن يصل عدد سكانها إلى 20 مليونًا بحلول عام 2030، لاسيما أنها تقع على الحافة الشمالية لأحد خطوط الصدع الرئيسية في البلاد.
يذكر أن المدينة كانت تعرضت إلى زلزال مدمر بقوة 7.6 درجة ضرب ضواحيها الشرقية عام 1999 وأدى إلى مقتل أكثر من 17000 شخص.
وقال الدكتور عمرو الشرقاوى، أستاذ الزلازل بالمعهد، خلال المؤتمر، إن العالم الهولندي الذي توقع حدوث زلزال تركيا وسوريا المدمر قبل حدوثه بثلاثة أيام، ليس بعالم زلازل وإنما هو عالم جيولوجي
وقد حاول أن يجتهد في الربط بين الزلازل التي حدثت وحركة الكواكب واقتران القمر والنجوم، ولكن هذا ليس دقيقا ولا يمكن الاعتماد عليه، فهي محاولة منهم لربط بعد الإحداث ببعضها البعض.
وأوضح الشرقاوى، أن ذلك العالم الهولندي توقع قبل حدوث زلزال في كاليفورنيا، وبدأ في نشر أخبار يطالب فيها بإجلاء المواطنين من مدينة كاليفورنيا، ولكن كان توقعه غير سليم ولم يحدث أي شيء.
وأضاف أن العالم الهولندي لا يمكن الاعتماد على توقعاته، وأن العالم حتى الآن لا يمكنه التنبؤ بالزلازل ولا توجد أي طريقة في العالم أجمع في التنبؤ بأماكن ومواعيد الزلازل على الإطلاق، وأن الزلازل هي ظاهرة طبيعية لا تحدث إلا في باطن الأرض، ما يجعل التنبؤ بها من الصعب للغاية.
وتابع: “ما يمكننا عماله هو تحديد وتوقعات واحتمالات إلى حدوث زلزال في أماكن محددة، وذلك عائد إلى الدراسات الزلازلية التي نعدها، وهناك بعض المناطق المعروفة بحدوث الزلازل بها، والتي تعرف بأماكن النشاط الزلزالي، ويتوقع حدوث الزلازل فيها، لكن دون المواعيد بالساعة واليوم”.
وأوضح المعهد أن المؤتمر الصحفي سيكون “أونلاين”، وعلى جميع الراغبين في حضور الورشة التسجيل والدخول، وأنه سوف يتم بثها على صفحة المعهد على “فيس بوك”.
وضرب زلزال مدمر قوته 7.9 درجة، اليوم الاثنين، جنوب تركيا وشمال ووسط سوريا وشمال وشرق لبنان، مع هزات ارتدادية اجتاحت شرق البحر الأبيض المتوسط، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1800 شخص وإصابة الآلاف، وإلحاق أضرار جسيمة بتلك المناطق.
ويعد ذلك الزلزال هو الأكبر الذي يضرب تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999 الذي أودى بحياة 17 ألف شخص، بينهم 1000 في العاصمة اسطنبول وحدها، وفقًا لصحيفة “الإمارات نيوز“
من جانبه قال الدكتور جاد القاضي، رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفزيقية في مصر، إنه لا توجد آلية علمية على مستوي العالم تستطيع التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه.
وكان المعهد قد وجه رسالة طمأنة للمصريين بشأن الزلزال الذي حدث في تركيا وسوريا، مؤكدًا أنه بعيد تمامًا عن الأراضي المصرية، وفقًا لموقع “مصراوي“.
تقنية ذكية
وكانت جامعة يلدز التقنية في تكنوبارك بإسطنبول قد طورت نظاماً ذكياً يدعى EDIS للتنبؤ بالزلازل قبل وقوعها، حيث يحسب النظام حجم وأضرار الزلزال المحتملة من خلال محطات الإنذار المبكر.وكانت جامعة يلدز التقنية في تكنوبارك بإسطنبول قد طوّرت نظاماً ذكياً للتنبؤ بالزلازل قبل وقوعها، وذلك لتقليل آثارها المدمرة.
وطوّرت الجامعة نظام (EDIS) لمعلومات الكوارث في حالات الطوارئ، حيث يتنبأ النظام بحجم وأضرار الزلزال المحتملة من خلال محطات الإنذار المبكر.
وكان النظام قد تنبأ بزلزال ولاية دوزجة الذي بلغت قوته 5.9 درجة قبل 20 ثانية من وقوعه. ويعمل النظام على رصد الموجات القادمة من المستشعرات في المحطات الواقعة على عمق 50 سم تحت سطح الأرض، والتي تقع في كل من إسطنبول ويلوا ومرمرة.
ويستطيع النظام حساب حجم الزلزال والأضرار المحتملة له على الفور، فضلاً عن إرسال إشارات تحذير مباشرة لمستخدميه. وفقًا لموقع trtarabi
والأربعاء الماضي، ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة ولاية دوزجة شمال غربي تركيا وشعر به سكان مدينة إسطنبول والولايات المجاورة. فيما أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية “آفاد” أن مركز الزلزال كان قضاء “غول ياقا” بدوزجة على عمق 6.81 كيلومتر تحت سطح الأرض.
وتشهد تركيا زلازل متكررة مختلفة القوة على مدار العام بسبب وقوعها ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً تنتج بالمتوسط زلزالاً على الأقل قوته بين 5 و6 درجات كل عام، إلا أن زلزالَي عام 1999 (جولجوك/مرمرة ودوزجة) قد أدخلا الحكومات التركية المتعاقبة في سباق مع الزمن من أجل تعزيز قدرات البلاد في مواجهة هذا النوع من الكوارث الطبيعية.