قطة الجزائر تهزم دراما رمضان.. ما قصة المنشور الدوار الذي أثار الجدل (فيديو)
قطة الجزائر تهزم دراما رمضان.. ما قصة المنشور الدوار الذي أثار الجدل (فيديو)
مقطع فيديو قصير لقاريء جزائري يؤم المصلين أثناء صلاة التراويح، وإذ بقطة تعتلي كتفه الأيسر تاركة قبلة على وجه الإمام الذي يدعى “وليد مهساس”.
الفيديو الذي لا يتخطى 25 ثانية، انتشر في مختلف أنحاء العالم، محققا خلال 48 ساعة فقط 2.6 مليار مشاهدة؛ بعد نشره على منصات وكالات أنباء ووسائل إعلام دولية مثل هيئة البث البريطانية BBC، وشبكة CNN الأمريكية.
بدأ الفيديو في الانتشار على نطاق واسع في الخامس من أبريل الحالي، ووصل إلى ذروة الانتشار في اليوم التالي، لكن انتشاره في مصر جرى توظيفه، لتجد القطة نفسها في معركة موازية ضد دراما رمضان.
بدأ الفيديو في الانتشار على نطاق واسع في الخامس من أبريل الحالي، ووصل إلى ذروة الانتشار في اليوم التالي، لكن انتشاره في مصر جرى توظيفه، لتجد القطة نفسها في معركة موازية ضد دراما رمضان.
“الحكاية بدأت امبارح بالليل لما كان فضيلة الشيخ وليد مهساس يؤم الناس في صلاة التراويح بعذوبة وخشوع.. وفجأة تحركت عند قدمه قطة صغيرة، ثم قفزت عليه تتسلق جسده لحد ما وصلت عند كتفه” بداية لمنشور معنون بـ “قطة بالجزائر تهزم دراما رمضان بمصر”،
لكن جميع المنشورات بالصياغة ذاتها، وعلامات الترقيم التي وضعت جميعها العنوان بين علامتي يساوي “=” مذيلا بجملة واحدة هي “البوست منقول ولكنه يعبر عني.. أنا زودت بس الفيديو وأكرر هو ٢٦ ثانية فقط”، مرفقا بفيديو القارئ الجزائري “وليد مهساس”، وجميعها علامات تدل إما على الحملات الممنهجة أو اللحاق بتريند السوشيال ميديا، أو حتى استغلال أحد المنشورات الرائجة.
في التقرير التالي تعقبنا منشور القطة ودراما رمضان لنصل إلى أول من نشر “حكاية قطة الجزائر ودراما رمضان” وكيف انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وانتشر محتوى المنشور بقوالب متعددة، ما بين “الكوميك” الساخر، والفيديوهات التي تحمل نفس العنوان، مثل الفيديو الذي قدمه الداعية “عصام تليمة” على صفحته الرسمية، أحد تلاميذ يوسف القرضاوي، وهي الصفحة التي يديرها مسؤولان، الأول من تركيا والثاني من دولة الكويت، حسبما يظهر في القسم الخاص بشفافية الصفحة.
المنشور أُعيد تصديره إلى الجزائر مرة أخرى عبر أحد منشئ المحتوى الرقمي “يوسف لهلالي” والذي نشره في مجموعة باسم “ماهر المعيقلي”، حاصا 1500 إعجابا و200 مشاركة وتعليق.
استخدمنا آداة “CrowdTangle” لنصل إلى أول من كتب المنشور، الذي حقق 27098 من التفاعل، وظهر لأول مرة في الخامس من أبريل الجاري، وفق الآداة السابقة.
منشور القطة والدراما كُتب 67 مرة، بخلاف المشاركات على الصفحات “العامة” وأول حساب موثق نشره كان باسم “خالد رفعت صالح” في الساعة الثامنة من مساء الخامس من أبريل، ليحقق المنشور قرابة 3 آلاف تفاعل و32 ألف مشاهدة للفيديو، ورغم تطابق تاريخ يوم المنشور على ذلك الحساب مع تاريخ يوم ظهوره على موقع “فيس بوك”، إذ نُشر في الخامس من أبريل في الساعة 08:01 مساء.
البوست المنشور على حساب “خالد رفعت” استبعدنا أن يكون أول ما كتب، لأنه أيضا كان مذيلا بذات الجملة “البوست منقول ولكنه يعبر عني”، ما يدل إلى أنه ليس الكاتب الأصلي.
تعقبنا المنشور في الصفحات والمجموعات العامة لعله كتب على أحدهما أولا وليس على حساب شخصي.
في أحد مجموعات مدينة الأقصر، شارك عضو المجموعة نفس المنشور قبل ساعة ونصف من المنشور السابق، وبه إشارة لصفحة أحد الكتاب، وهي صفحة الكاتب “سيد داود المطعني” الذي كتب منشوره في الخامس من أبريل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء، مرفقا بصور من الفيديو، وهو أقدم منشور على الإطلاق على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عن القطة ودراما رمضان في مصر.
تخطى المنشور الـ 800 إعجابا، لأشخاص بينهم صحفيين وإعلاميين، وعلق عليه 100 شخص، لكن مشاركة المنشور من 338 حساب شخصي وصفحات مثل تيار استقلال المعلمين، وبعضهم شاركه في مجموعات يصل أعضائها إلى 200 ألف عضو، كان السبب الرئيسي في انتشار البوست وإعادة نسخه على نطاق واسع.
يُعرف “سيد داود” نفسه في نبذة على صفحته بأنه كاتب مصري، وبفحص صفحته، وجدناها تهتم بنشر نقدي حول دراما رمضان ومقارنتها بدراما فترة التسعينيات.
“فوجئت مثل غيري بالانتشار الهائل لمنشوري حول القطة التي تسلقت شيخا بالجزائر، وإسقاطها على الدراما التليفزيونية المطروحة في شهر رمضان لهذا العام”، يقول سيد الذي كتب منشوره من الأقصر، في تصريحه لمصراوي، أنه روائي يهتم بالروايات التاريخية والاجتماعية لذلك أثار حفيظته بعض السقطات في الأعمال الدرامية، التي تخالف تقاليد المجتمع المصري والقيم التي يتحلى بها.
يضيف: إسقاط انتشار فيديو قطة الجزائر على دراما رمضان، تصرف نابع من طبيعتي واهتمامي بالدراما وهو ما يظهر في أغلب منشورات صفحتي، ولا علاقة للأمر بما استند إليه الآخرون مطلقا.