أستاذ جغرافيا سوري خطرت له فكرة عبقرية ابتكر من خلالها تقنية حديثة تدر الملايين ويمكن للجميع الاستفادة منها
ترند بوست – متابعات
أستاذ الجغرافيا سوري خطرت له فكرة عبقرية ابتكر من خلالها تقنية حديثة تدر الملايين ويمكن للجميع الاستفادة منها
ابتكر أستاذ الجغرافيا، “حسام نجيب الشوفي”، تقنية زراعية تستخدم في المناطق السهلية والجبلية، وتساعد في تقليل نفقات عملية زرع البذور وحراثة الأرض، بنسبة 60 بالمئة، حيث يستطيع الجرار الذي يستخدم تلك التقنية إنجاز 100 دونم عوضا عن 40 دونما وبالتكاليف ذاتها، كما يقول “الشوفي” لـ”سناك سوري”تتألف التقنية من قطعتين بذارة ومحراث، البذارة آلية وهي لجميع أنواع الحبوب والسماد،.
يقول “الشوفي”، ويضيف أنه حصل على براءة اختراع عن تلك التقنية عام 2002، بوصفها ناثرة ولقاطة في جهاز واحد، وتعمل في الأراضي الوعرة كما السهلية بأداء دقيق وتدر هذه التقنية ملايين الليرات للمزارعين على مدار السنة .
تحتوي على 49 سرعة تمكن من التحكم بكميات البذار المطلوبة، و ﻻ يؤثر على دقة العمل لاحتواء البذار على كمية من الشوائب، وفق “الشوفي”، مضيفا لـ”سناك سوري”، أنها حققت نتائج ممتازة في قريته وقرى محافظة السويداء من حيث الدقه والتنظيم وتوفير الهدر في البذار وتكاملت مع المحراث الذي صنعه بعد توقف الاستيراد وأضاف عليه تعديلات ليتناسب مع البذارة.
يقتنع “الشوفي” ابن قرية “عوس”، أن التنمية الحقيقية لأي بلد يجب أن تنبع من عقول أولادها وفكرهم وفق بيئتها واحتياجاتها وهذا ما حاول تطبيقه بعمله بالمكننة الذي عزز بها عمله الزراعي.
الشاب الذي تخرج من جامعة “دمشق” قسم الجغرافيا، حافظ على شغفه الزراعي معاهداً نفسه بالبقاء وعدم الرحيل ليفي لهذه الأرض التي شقي فيها والده لتربيته وتعليمه وأخوته حقها وتكون حماية ومصدر كفاية لوالده ولأولاده، كما يقول.
ويضف لـ”سناك سوري”: «أنا ابن أسرة فلاحية حصلت وأخوتي على تعليمنا رغم قسوة الحياة الريفية، وعشقت الجغرافية التي أنارت بصيرتي وأخذتني باتجاه فهم جغرافيا المكان التي قادتني للبحث عن تصاميم تساعد الفلاح في منطقتي وإيجاد خيارات تقنية منها البذارة عندما زودتها بجهاز التلقيم المناسب لزراعة القمح والحمص بآن واحد وهذا لم يتحقق في البذارات المستوردة».
يثق “الشوفي” بكبار السن والفلاحين أصحاب الخبرة وفهمهم لاحتياجات الزراعة، والذين دعموا تصميمه واستفادوا منه، يضيف: «المحراث “كلفاكتر” تقنية أوربية كنا نحصل عليه لفترة طويلة من ورش منطقة الباب التي هاجر خبراؤها بسبب الحرب وتلقفتهم شركات عالمية لحرفيتهم وخبرتهم المتقدمة وفق ما وردني من معلومات بعد اتصال مع الشركة في لبنان فقررت تصنيع المحراث المطلوب معتمداً على خبرتي وبمساعدة حداد شاب من أبناء قريتي.
وصممت المحراث وقبله صنعت مكبسا خاصا للي جديد صممته بخبرتي الخاصة ومما توافر من معدات لتخفيض الكلفة وحصلت على مكبس يؤدي العمل بجودة عالية بالاعتماد على الزيت المحروق لتحمية الحديد والاستغناء عن المحروقات غالية الثمن وغير المتوفرة لنعيد تصنيع المحراث كلفاكتر بذات الجودة وصنع عدة محاريث مناسبة للسويداء لبت طلب الفلاحين».
أثبت المحراث جدارته بالعمل لكن مشكلة الانكسار بسبب الصخور كانت عقبة حاول تجاوزها بإضافة حساسات على المحراث تعطي إشارة للفلاح بوجود صخور وهذا ما جنبه خطر انكسار المحراث والحاجة للإصلاح الذي بات مكلفا.
ومن التصاميم التي أضافها مقصات الحصادة الحديثة حيث صنع “الشوفي”، مقصا يعمل بآلية تمكن أكثر من استثمار “العقير” أي ما يتبقى من سيقان القمح بعد الحصادة دون أن تتأثر الحصادة أو تعترضها الحجارة، وطبقت منذ عام ٢٠١٥ على حصادات المنطقة.
صنع “الشوفي”، في ورشته التي أنشأها بأحد المنازل القديمة في قريته حيث يعيش ويمارس نشاطه، أكثر من 14 بذارة إلى جانب المحاريث دون توقف عن اجتراح الحلول لكل مايعترضه من صعوبات يجد في تذليلها خطوة لتنمية قريته وتطويرها.