مفاجأة غفل عنها السوريين.. ماهو الرمز الذي يتم وضعه على الهوية السورية وعلى ماذا يدل
ترند بوست – متابعات
مفاجأة غفل عنها السوريين.. ماهو الرمز الذي يتم وضعه على الهوية السورية وعلى ماذا يدل
يمنح نظام الأسد كل مواطن في الجمهورية العربية السورية رقماً وطنياً مكون من احدى عشر رقماً عشرياً لا يتكرر ويبقى ملازماً لاسمه في قيده حتى ما بعد وفاته و منح الرقم الوطني لكافة المسجلين في سجلات الأحوال المدنية منذ إحصاء عام 1922 .
يتضمن الرقم الوطني المعتمد /11/ رقماً عشرياً مقسماً إلى ثلاثة مقاطع وفق مايلي: المقطع الأول من اليسار مكون من رقمين يرمزان إلى المحافظة و المقطع الثاني مكون من رقمين يرمزان إلى أمانة السجل المدني المسجل فيها قيد المواطن .
المقطع الثالث مكون من سبعة أرقام عشرية تعطي رقماً تسلسلياً لكل مواطن عند دخول قيده إلى الحاسوب و يمكننا الرقم الوطني المعتمد من ترميز /99/ محافظة و /99/ أمانة سجل مدني في كل محافظة و عشرة ملايين قيد في كل أمانة.
وفي عهد حافظ الأسد اضيف الى قيد المواطن في السجل المدني الإلكتروني ثلاث مكونات رئيسية جديدة: الرقم الوطني , الصورة الشخصية الملونة لمن أتم الرابعة عشرة من عمره وحصل على بطاقة شخصية حديثة ،و البصمات العشرية بهدف الربط بين قيد المواطن و مثبتات الشخصية حيث انه من خلال الرمز الوطني تم تصنيف انتماء المواطن الديني مثل ( مسلم أو كردي أو علوي الخ).
رموز المحافظات يتبعها رموز الامانات مع بعض الامثلة
محافظة دمشق: 01 مركزية – صالحية – ميدان – شاغور.
محافظة حلب: 02 حلب(1،2،3،4) –منبج 32….44 منطقة
محافظة الريف: 03
محافظة حمص: 04
محافظة حماة: 05
محافظة اللاذقية: 06
محافظة ادلب: 07
محافظة الحسكة: 08
محافظة دير الزور: 09
محافظة طرطوس: 10
محافظة الرقة: 11
محافظة درعا: 12
محافظة السويداء: 13
محافظة القنيطرة : 14 القنيطرة 1401 – خان ارنبة 1402 – البطيحة 1406
وقد عمم السيد رئيس مجلس الوزراء بالرقم 2394/15 تاريخ 20/4/20008 ضرورة استخدام الرقم الوطني من كافة جهات القطاع العام والخاص والمشترك وتثبيته على كافة السجلات الورقية والالكترونية الخاصة بالمواطن للتحاشي عن تشابه الاسماء.
منذ قيام دولة الأسد في سبعينيات القرن الماضي والسوريون يغرقون في بحرٍ من الرموز السلطوية، أنتجتها طبيعة النظام الحاكم التي تفرض كثيراً من التابوهات. ومن هذه الرموز ما كان واضحاً تُطلَب الطاعة له جهاراً نهاراً، كالقائد الرمز، وتماثيله، واختزال سوريا باسمه، ومنها ما كان خفياً مستتراً أثّر في تكوين السوريين جميعاً، وفي طاعتهم الفطرية لأجهزة الخوف دون وعي منّهم أحياناً، ومنها ما أدى الوظيفتين معاً.
ما أن تعرَّضَ هذا النظام الرمزي للانتهاك والتقويض من قبل الثورة السورية، حتى وجدنا أنفسنا نغرق مرة أخرى في بحرٍ من الرموز السلطوية الجديدة، التي تشترك مع رموز دولة الأسد في الترهيب والتخويف. وبناءً على هذا الافتراض، سيحاول هذا النص قراءة سوريا رمزياً، وتبيان أوجهٍ من التقاطع بين نظام الأسد وبعض خصومه على هذا الصعيد.
دولة الأسد تُرسي دعائمها بين الصدوع
انفصل السوريون عن الدولة العثمانية إبان الثورة العربية الكبرى، تاركين خلفهم جزءً من هويتهم الرمزية السياسية والاجتماعية، وقبل سدّ الثغرات في الهوية الجمعية ستخضع بلادهم للاستعمار الفرنسي، قبل أن يتمكنوا بعد ذلك بنحو ربع قرن من تحقيق استقلالهم. وفي أثناء السير على طريق تكوين نسق رمزي جديد ينتمي إليه سكّان هذه البقعة من الأرض، المشتتين بين دعوات وطنية تحررية للأمّة السورية، وأخرى ذات مد قومي عروبي، ومع انتشار الأنظمة السياسية الديمقراطية القائمة على مواثيق حقوق الإنسان في العالم، هنا، في ظل هذه الفوضى تماماً، ستبدأ دولة الأسد إرساء دعائمها بين صدوع الهوية السورية عام 1970.
أقام نظام الأسد على مدى عقود طقوساً متواصلةً للتحول والعبور1، غايتها التأسيس الرمزي للحدود القائمة بين المكونات والمواقع في سلّم الهرمية الاجتماعية، فضلاً عن ضبط الفوارق النوعية بين المقامات والحقوق والواجبات المتصلة بها.
سيشغل الأسد الأب وبعده ابنه بفضل هذا التأسيس الجديد موقع «الإله» في الهرم الاجتماعي، أو أحد ممثليه على الأرض كالرسول أو الخليفة بالمعنى الإسلامي تحديداً، ويستحيل أن تجد في الدراما أو السينما السورية على سبيل المثال عملاً واحداً يجسد أحد الأسدين، ولا حتى على سبيل التقديس والتمجيد، ففي حين كانت التعاليم الإسلامية تحظر تصوير الله أو رسله أو خلفائهم لما لهم من قداسة، كانت الممارسة تضع الأسدين في هذه المصاف، وليس للسوريين الواقعين أسفل هذا الهرم سوى الطاعة.