أثارت الخوف والحيرة.. ما قصة الحفرة العملاقة التي ظهرت اليوم في منطقة ضربها الزلزال (فيديو)
أثارت الخوف والحيرة.. ما قصة الحفرة العملاقة التي ظهرت اليوم في منطقة ضربها الزلزال (فيديو)
رصد سكان منطقة الرشادية في قونيا حفرة عملاقة تشكلت فجأة، ما أثار لديهم مخاوف من ارتباطها بسلسلة الزلزال والهزات التي تضرب ولايات تركية عديدة.
ويبلغ مساحة الحفرة 1400 متر بعمق 12 مترا وقطر 37 مترا، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية التي نشرت أيضا فيديو يرصد الحفرة، اليوم الجمعة.
وأثارت الحفرة التي ظهرت بشكل مفاجئ حيرة السكان، وقد تواصلت الوكالة التركية مع مدير مركز الحفر للأبحاث والتطبيقات في جامعة قونيا التقنية فتح الله أرك، للحديث عن طبيعة الحفرة.
وقال أرك: “يقول المواطنون إن حفرة جديدة تشكلت أمس في كارابينار. راجعنا المنطقة لتفحص الحفرة ولم نتمكن من العثور على رابط بينها وبالزلزال الذي حدث اليوم أو الزلزال الكبير الذي وقع في السادس من شباط”.
وأضاف أن “الحفرة هنا تشكلت من قبل وظهرت للعيان بعد حوالي 20 يوما من الزلازل الكبيرة ، لذا فإن هذه الحفرة لا علاقة لها بالزلازل الكبيرة السابقة أو الزلزال الحالي. بتعبير أدق ربما كانت هذه الحفرة جاهزة للانهيار وربما يكون لها تأثير. ربما حدث ذلك أيضا أثناء الزلزال”
وتابع أريك: “ربما انهار سطح هذه الحفرة المشكلة سابقاً بفعل الزلزال مع الاهتزاز الذي حصل، نعم يمكن ربط حصول الحفر مع الزلزال في بعض الأماكن، لكننا لم نجد هنا أي دليل واضح على حصولها بسبب الزلزال”
وأظهرت المقاطع المصورة التي وثقت لحظة وقوع زلزال قهرمان مرعش، سطوع عدد من الأضواء في الأفق، ما دفع العديد من المتابعين إلى التساؤل حول سرها. وهي ليست المرة الأولى التي تلاحَظ فيها هذه الظاهرة، بالرغم من أنها لا تزال لغزاً يسعى العلماء إلى فك خيوطه.
وثّق عدد من الكاميرات ظاهرة سطوع أضواء لحظة وقوع زلزال قهرمان مرعش، وهو ما أثار موجة ردود فعل متسائلة حول ماهية هذه الأضواء التي تشبه البرق. وفي الوقت نفسه كانت الأضواء بالنسبة للبعض فسحة لبث مزيد من الإشاعات.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تجري فيها مشاهدة هذه الظاهرة المرافقة للزلازل، وتوثيقها، ما ينفي الأخبار الزائفة التي حيكت حولها. بيد أنها لا تزال لغزاً محيراً للعلماء، الذين صاغوا عدة فرضيات علمية لفك طلاسمها.
نظريات مؤامرة وأخبار زائفة
من بين التفسيرات التي تداولها ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي للأضواء التي رافقت الزلزال المدمر، هي أنها بروق العاصفة الثلجية التي كانت تعرفها تلك المناطق. ومنهم من افترض أن ذلك النور الأزرق، انبلج عن ماسات كهربائية جراء الهزة أو انفجار محولات.
فيما ركن البعض إلى نظريات المؤامرة، قائلاً بأن الأضواء مؤشر على سلاح أمريكي خارق يدعى “HAARP”، والقادر على التحكم وتغيير الظروف المناخية والتأثير على المجال المغناطيسي للأرض، وأن تركيا وسوريا وقعتا ضحية لهذا السلاح، الذي افتعل فيهما الزلازل. والمثير للانتباه بالأمر هو أن هذه المعلومات المضللة تلقفتها منصات صحفية مشهورة، وأعادت نشرها دون تحقق.
حسب الصحفية المختصة في التحقق الإخباري، نور حطيط، فإن “إشاعة أن زلزال قهرمان مرعش حدث بفعل سلاح أمريكي، كانت من أبرز المعلومات المضللة التي رافقت الكارثة”. وتضيف حطيط، في حديثها إلى TRTعربي، بأنه “إضافة إلى أن هذا السيناريو أشبه بأفلام الخيال العلمي، فقد أكد عدد من الخبراء أنه ليس هناك أي دلائل على وجود تكنولوجيا عسكرية قادرة على افتعال الزلازل”.
وهو ما تؤكده أيضاً بوابة التحقق الإخباري لوكالة “رويترز”، قائلة بأن “HAARP” هو برنامج لدراسة خصائص وسلوك طبقة الأيونوسفير الجوية، ويستخدم جهاز إرسال عالي الطاقة وعالي التردد. ونقلت الوكالة عن جيسيكا ماثيوز، مديرة برنامج “HAARP” بجامعة ألاسكا فيربانكس، قولها: “معدات بحث البرنامج ليست لها القدرة على أن تخلق أو تضخم الكوارث الطبيعية”.
علاوة على أنها ليست المرة الأولى التي يلاحظ فيها سطوع أضواء تزامناً مع الهزات الأرضية، فقبلها عام 2021 شوهدت الظاهرة نفسها إثر الزلزال الذي ضرب أكابولكو المكسيكية، وإثر زلازل اليابان عام 1973 و1967 و1965. ويعود أقدم أثر لهذه المشاهدات إلى القرن 19م، إثر زلزال نيوزيلاندا عام 1888.