وأخيراً وبعد أن حير الجميع.. الكشف عن سر الوميض الأزرق الذي يرافق حدوث الزلازل
وأخيراً وبعد أن حير الجميع.. الكشف عن سر الوميض الأزرق الذي يرافق حدوث الزلازل
أدى تكرار الزلازل والهزات الارتدادية القوية بعد زلزال تركيا وسوريا لإثارة تساؤلات في منطقة الشرق الأوسط برمّتها حول ماهية الظاهرة التي تضرب المنطقة،
وهل نحن أمام زلزال مزدوج، أم ظاهرة نادرة من الحركات الأرضية تُعرف باسم “سرب الزلازل”، ولكن السيناريو الأخطر أنه قد يكون ما يحدث بداية عاصفة زلزالية.
رغم مرور أكثر من أسبوعين على الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء واسعة من سوريا، لم تتوقّف توابعه ممثلة في الهزات الأرضية من حينها حتى الآن، حيث تم تسجيل آلاف الهزات.
تركيا تعرضت لنحو 4700 هزة ارتدادية منذ الزلزال الذي ضربها في 6 فبراير/شباط 2023، حسب مدير عام مخاطر الزلازل والحد منها في إدارة الكوارث والطوارئ التركية أورهان تاتار، فإن آخرها أمس الأول الإثنين 20 فبراير/شباط حيث وقع زلزالان شعر بهما سكان تركيا والشام ومصر، أحدهما بقوة 6.4 ريختر والثاني بقوة 5.4.
من جانبها إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” توضح سر ظاهرة الوميض الأزرق المصاحب للزلازل، وقال مدير وحدة التقليل من المخاطر في “آفاد”، “أورهان تاتار”، إن الظاهرة التي لفتت إنتباه المواطنين هي ظاهرة طبيعية، وتظهر أثناء حدوث جميع الزلازل، وأضاف “تاتار”إن القشرة الأرضية كانت تتكسر على طول خط الفالق الزلزالي.
مؤكداً أن بسبب هذا الإحتكاك الكبير بين الصفائح تظهر كتل ضوئية شديدة تشبه الصواعق، وهذا هو سبب ظهور الوميض الأزرق أثناء وقوع الزلزال.
مدير مركز رصد وتقييم الزلازل في تركيا وتصريح هام حول الزلزال القادم إلى إسطنبول
صرح مدير مركز رصد وتقييم الزلازل والتسونامي الإقليمي الدكتور “دوغان كالافات” قائلاً: هناك منطقة غير منتظمة في مرمرة، إسمها فراغ زلزالي وهذه المنطقة غير المنتظمة ستكسر بطريقة ما وسيتم تفريغ طاقتها، وعندها سيحدث زلزال كبير، وقد تكون قوته مابين 7.1 ريختر أو 7.2 ريختر، على حد تعبيره.
وتابع “دوغان” قائلاً: أتوقع حدوث الزلزال المدمر في عام 2050 وإحتمال أن يحدث ذلك بنسبة 75 بالمئة، وهناك إحتمال آخر أن يقع في عام 2090، مؤكداً بأن ذلك لايعني أن يحدث هذا الزلزال في عام 2090.
مضيفاً: أن ولاية إسطنبول ستكون على رأس قائمة الولايات التي ستتأثر وتتضرر أكثر من غيرها، لأنها قريبة جداً من لمنطقة التي ذكرها “دوغان” سابقاً، مختتماً حديثه، إذا إستمر الزلزال بالتقدم ستتأثر ولاية بورصة ويالوفا وباقي البلدان التي تقع في الجنوب.
سلسلة من الزلازل، أم زلزال مزدوج؟
تجدر الإشارة إلى أن زلزال تركيا سوريا 6 فبراير/شباط المركزي يوصف أحياناً بالزلزال المزدوج؛ حيث وقع زلزالان كبيران الأول بقوة 7.8 ريختر وفقاً لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (و7.7 ريختر حسب المصادر التركية)، والثاني بقوة 7.5، وفي تقديرات أخرى 7.6 ريختر.
ولكن الواقع أن يوم 6 فبراير/شباط شهد أربعة زلازل تتراوح ما بين متوسطة وصخمة، كما شهدت الأيام التالية مزيداً من الزلازل.
تجدر الإشارة إلى أنه من 4 إلى 6 ريختر يعد زلزالاً متوسطاً، بينما من 6 إلى 7 ريختر يعد زلزالاً كبيراً أو قوياً، ومن 7 إلى 9 يعد زلزالاً ضخماً، ومن 9 إلى 10 يعد زلزالاً رهيباً، وزيادة عدد صحيح في المقياس (أي زيادة بمقدار درجة)، يعني تضاعف الطاقة الزلزالية المنبعثة بحوالي 32 مرة. وهذا يعني أن زلزالاً بقوة 7 درجات ينتج طاقة أكثر 32 مرة -أو أقوى 32 مرة- من قوة 6 على مقياس ريختر.
بعد 11 دقيقة من الزلزال الأول الأكبر الذي وقع في الصباح المبكر بكهرمان مرعش، تعرضت المنطقة لهزة ارتدادية بلغت قوتها 6.7 درجة أي تقارب الحد الأقصى للزلازل المتوسطة، ثم وقع زلزال ثالث بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر بعد 9 ساعات من الزلزال الرئيسي، تلاه تشنج آخر بقوة 6.0 درجات في فترة ما بعد الظهر.
أي أننا أمام زلزلزين ضخمين وثلاثة آخرين يصنفان أقوياء منها الزلزال القوي الذي وقع أمس الأول الإثنين بقوة 6.4 ريختر، إضافة لعدة زلازل متوسطة حدث كل ذلك بشكل متوالٍ خلال بضع ساعات، مع حدوث بعضها بعد أيام.
وعند مقارنة الزلزال الأكبر الأول والثالث الكبير أيضاً الذي ضرب المنطقة، يقول العلماء إن الزلزال الثالث تحديداً، يعد قوياً للغاية مقارنة بالهزات الارتدادية المتوقعة؛ حيث عادة تكون الهزات الارتدادية أقل بكثير، ولكن الزلزال الرئيسي أعقبته هزاة عدة منها الهزة الثالثة بقوة 7.5، أي أنها تعد في حد ذاتها زلزالاً قوياً.
وبالنظر إلى وقوع الهزة الارتدادية الكبيرة على بعد أكثر من 60 ميلاً من مركز الزلزال الأول الكبير الذي يقع بالقرب من مدينة غازي عنتاب، فمن المحتمل أن يكون قد حدث على خط صدع مختلف عن أول زلزال كبير، رغم أنه حدث بسببه وتُعد قوة الزلزال الثاني أمراً لافتاً ونادراً.
ما هو سرب الزلازل الذي يتحدث عنه العلماء؟
في علم الزلازل، “سرب الزلازل” هو سلسلة من الأحداث الزلزالية التي تحدث في منطقة محلية خلال فترة قصيرة نسبياً. تختلف الفترة الزمنية المستخدمة لتعريف السرب، لكنها قد تكون أياماً أو شهوراً أو سنوات.
ترتبط معظم أسراب الزلازل بالنشاط الحراري الأرضي.
وأسراب الزلازل أقل انتشاراً من الزلازل العادية، ولكنها شائعة بالخصوص في المناطق البركانية (على سبيل المثال اليابان أو وسط إيطاليا أو آيسلندا)؛ حيث تحدث قبل انفجارات البراكين وأثناءها. أو مناطق الدوران الحراري المائي، ويبدو أن هجرة السوائل عالية الضغط في قشرة الأرض هي آلية الزناد التي تحكم تطور سرب الزلازل.
حدثت هذه الظاهرة في جبال (Erzgebirge)، التي تشكل الحدود بين جمهورية التشيك وألمانيا، فمنطقة غرب بوهيميا ومنطقة فوغتلاند منذ القرن السادس عشر معروفتان بأنهما عُرضة لأسراب الزلازل المتكررة، والتي تستمر عادةً من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.
عالم الجيولوجيا النمساوي جوزيف نيت كان من أوائل مَن رصد الظاهرة، أثناء دراسته في عام 1899 لسرب من حوالي مائة هزة شعر بها في غرب بوهيميا/فوغتلاند في مطلع عام 1824، وصاغ مصطلح “سرب الزلازل”، ويستخدم مصطلح “سرب” لإعطاء الانطباع بالتصاق الزلازل بشكل متوالٍ؛ مثل سرب نحل، وهو تبدو كذلك عند رسم الزلازل على خريطة.
وقع أكثر الأسراب توثيقاً بالقرب من ماتسوشيرو، إحدى ضواحي ناغانو، إلى الشمال الغربي من طوكيو. استمر سرب ماتسوشيرو من عام 1965 إلى عام 1967 وتسبب في حدوث حوالي مليون زلزال.
سرب زلزال Hochstaufen في ولاية بافاريا الألمانية، هو أحد الأمثلة النادرة؛ حيث يمكن إنشاء علاقة لا جدال فيها بين النشاط الزلزالي وهطول الأمطار.