منوع

عائلة سورية تستقر في أقصى بقاع الأرض وصاحب الأسرة يشرح كيف وصل وكيف يقضي يومه (صور)

عائلة سورية تستقر في أقصى بقاع الأرض وصاحب الأسرة يشرح كيف وصل وكيف يقضي يومه (صور)

عثر السوري نائل حسن مع زوجته يارا وطفله دانيال على موطنهم الثاني في مدينة نينغبو الواقعة في إقليم تشيجيانغ شرقي الصين، بعد أن أنهى دراسته في هذه البلاد البعيدة؟

وبما أن دانيال قد ولد وترعرع في الصين، لذا بات يتقن اليوم اللغة الصينية التي يتحدثها بكل طلاقة بما أنه يرتاد مدرسة عامة محلية في مقاطعة بيلون وأصبح لديه أصدقاء كثر في هذه المدينة.

أما والدة دانيال، يارا الشاعر، فتخبرنا بأنها هي وزوجها يحبان الأجواء التي ترحب بالجميع هنا ويعشقان الشعب الصيني الودود، وتضيف بأن دانيال لم يتمكن من زيارة سوريا نظراً للوضع الراهن الذي لا يناسب الأطفال، في إشارة للأزمة التي يعيشها هذا البلد.

إذ اندلعت الحرب السورية منذ آذار 2011 عندما خرجت مظاهرات ضد النظام في عدة مدن، ضمن موجة انتفاضات الربيع العربي، فرد النظام عليها بالقمع الشديد، ما دفع لنشوب نزاع عنيف امتد لأكثر من عقد من الزمان وتسبب بظهور موجة نزوح ودمار وخسارة أرواح كثيرين.

دخلت الحرب السورية عامها الثالث عشر في 2023، وبحسب تقديرات اليونسيف فإن 90% من الشعب السوري أضحى يعيش في فقر، بما أن معظمه لم يعد بمقدوره تأمين احتياجاته من الغذاء حتى. كما استنزفت الموارد التي تعيش عليها الأسر، وقلت فرص التوظيف والعمل، وصارت الأسعار ترتفع بسرعة صاروخية، مع ظهور حالة شح في السلع الأساسية.

خبرنا يارا بكل عواطفها الجياشة بأن سوريا أيام طفولتها كانت بلداً جميلاً وآمناً، إلا أن الوضع تغير كثيراً الآن.

الانتقال إلى الصين… بالصدفة!
يدير والد دانيال، نائل حسن شركة للتجارة الخارجية في نينغبو وهذه الشركة متخصصة بتأمين كل المنتجات التي تتصل بصناعة الأنابيب التي تحتاجها أي صناعة، بدءاً من الماء، مروراً بالغاز، وصولاً للبترول، إلى جانب تأمينها لمختلف أنواع الصمامات الصناعية.

بدأت الصدفة التي حملت تلك الأسرة إلى الصين في عام 2012، عندما زار نائل الصين بمفرده للمرة الأولى بحياته، وخلال الفترة الواقعة ما بين 2013-2015، زار الصين مجدداً مرات عديدة، وعنها يقول: “تعجبني الكثير من المدن الصينية، ومنها تيانجين وتشنغداو وشنغهاي وبيجين، بيد أن نينغبو هي مدينتي المفضلة”.

أما زوجته يارا فتقول: “شاهدت فيلم المحاربة الصينية القديمة هوا مولان عندما كنت طفلة، وقد أثرت قصتها فيّ كثيراً، فأنا أعشق تلك الفتاة الصينية البطلة لشجاعتها في أحلك الظروف والتحديات، ولقد أدركت منذ ذلك الحين بأني سأسافر إلى الصين يوماً ما”.

سافر نائل ويارا إلى نينغبو من أجل دراسة اللغة الصينية في عام 2015، وأنجبا دانيال في عام 2016، وللاستفادة من سلسلة التوريد والصناعة المتطورة في الصين، أسس نائل في عام 2017 شركة تجارة خارجية جديدة في نينغبو وسماها باسم ابنه دانيال وعنها يقول: “تطورت الشركة كثيراً ما بين عامي 2017-2019 غير أن النشاط التجاري لم يكن بخير ما بين 2020-2021، لكنه لحسن الحظ عاد لمسار تطوره في عام 2023”.

مشفى في الصين
يخبرنا وائل أنه إلى جانب توريد المنتجات الموجودة لديه لزبائن في دول مختلفة، عمل أيضاً على تطوير منتجات جديدة مخصصة لزبائن خارج الصين، وذلك بفضل سلاسل الصناعة والتوريد المتينة في الصين.

وبالعودة إلى دانيال، تخبرنا عنه يارا بأنه: “عندما كان في روضة الأطفال كان يقول لي: إن الطعام في الروضة أطيب من طعامنا، فأنا لا أحب ما تعدينه من طعام، وذلك لأن دانيال تعود على الطعام الصيني وعلى نمط الحياة في الصين، لدرجة أنه يصوب لنا أخطاءنا عندما لا نلفظ كلمة صينية كما يجب”.

تحدي اللغات
يعزو نائل طلاقة ابنه باللغة الصينية للمدرسة التي يرتادها برفقة طلاب صينيين من أبناء المنطقة، ويخبرنا أنه هو وزوجته عندما كانا يبحثان عن مدرسة ابتدائية ليسجلا ابنهما فيها، وعلى الرغم من أنهما فكرا بالمدارس الدولية، إلا أنهما راعيا مسألة تعلم اللغة الصينية على نحو صحيح لأن ذلك أهم معيار ينبغي على الأهل مراعاته، إذ على الرغم من صعوبة هذه اللغة، إلا أنها مفيدة، ويضيف: “بوسع ابننا تعلم اللغة الصينية في المدرسة بشكل جيد، ونحن نعلمه العربية والإنكليزية في البيت، وهكذا عندما يكبر سيصبح بوسعه التحدث بثلاث لغات”.

يرى كل من نائل ويارا بأن دانيال كان محظوظاً عندما ترعرع في الصين مقارنة بأولاد عمه وخالته الذين يعيشون في سوريا حيث أصبحت أمور العيش صعبة، أما المعيشة في الصين وبفضل اقتصادها المتطور، فهو فرصة لدانيال حتى يحقق أحلامه في يوم من الأيام.

إذ تخبرنا عنه يارا فتقول: “كان يريد أن يصبح طبيباً في البداية، وعندما شاهد رواد الفضاء على التلفاز صار يرغب بأن يصبح رائد فضاء، بعد ذلك غير رأيه مرة أخرى، وعبر عن إعجابه بالعلماء وبأنه يريد أن يصبح واحداً منهم”.

يقدر نائل الدفء واللطف الذي غمر به الشعب الصيني أسرته والذي جعل من ابنه دانيال فتى راضياً عن حاله وواثقاً من نفسه ومن تحقيقه لأحلامه وطموحاته، إذ يقول: “لو بقي في سوريا لكان طفلاً عادياً مثل غيره، إلا أنه أبدى تميزه هنا في الصين بما أن كثيرين يحبونه ويصفونه بأنه فتى لطيف ومحبوب، فهنالك كثير من الأشخاص في الصين يرغبون بالتقاط صورة معه، وهذا ما يشعره بالثقة بنفسه إلى أبعد الحدود”.

المصدر: Global Times

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى