منوع

هل اكتشفت المخابرات الروسية استوديو ناسا المفبرك لتصوير الهبوط على المريخ؟

هل اكتشفت المخابرات الروسية استوديو ناسا المفبرك لتصوير الهبوط على المريخ؟

في سياق المنشورات التي تعزّز نظريات المؤامرة، ظهرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إن الاستخبارات الروسيّة كشفتها وإنها تُظهر استوديو صوّرت فيه وكالة الفضاء الأميركية مشاهد ادّعت أنها من كوكب المرّيخ.

لكن هذا الادّعاء ليس سوى من خيال مروّجيه، الصورة منشورة منذ سنوات، وهي تُظهر مختبراً للآليات الفضائيّة في بريطانيا، وفقا لخدمة تقصي الحقائق من فرانس برس.

وتظهر في الصورة قاعة كبيرة أرضها ترابيّة، عليها آلات تشبه المسبارات الفضائية ويمشي قربها شخصان.

وجاء في التعليقات المرافقة “الاستخبارات الروسيّة تهدد أميركا بنشر الحقائق التي تزوّرها للعالم”.

وأَضافت المنشورات أن الصورة تظهر استوديو تستخدمه وكالة الفضاء الأميركية ناسا للخداع والقول إنها وصلت إلى المريّخ.

وحصد هذا المنشور مئات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما من بين مؤيّدي نظرية المؤامرة الشائعة عن أن الولايات المتحدة لم تغز الفضاء.

حقيقة الصورة
لكن ما جاء في المنشورات مضلّل.

فقد سبق أن التقط مصوّرون لوكالة فرانس برس صوراً للمكان نفسه قبل ثماني سنوات، ما ينفي ما جاء في المنشورات من أن الاستخبارات الروسيّة كشفت أمر هذا المكان وهدّدت به الولايات المتحدة.

وتُظهر الصور في الحقيقة مختبراً فضائياً في بريطانيا وليس في الولايات المتحدة مثلما جاء في المنشورات.

وسبق أن نشرت مواقع بريطانية رسميّة قبل سنوات صوراً لهذا المختبر المقام على مساحة طولها ثلاثون متراً وعرضها 13 متراً تحاكي تربة سطح المريخ، لإجراء الاختبارات اللازمة على المسبارات الفضائية.

صورة ملتقطة من الشاشة في 20 مايو 2022 من موقع فيسبوك

في دولة عربية.. حكاية “خبيئة” الصحراء القادرة على تلبية احتياجات الكرة الأرضية من “الذهب الأسود” لمدة 160 يوماً

يعدّ حقل نفط الشيبة واحدًا من أهم حقول النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، لإمكاناته المتميزة، إذ يمكنه ضخّ إنتاج يومي يعادل ما تنتجه عدد من الدول المنتجة للنفط.

في عام 1998، بدأت شركة أرامكو السعودية تجني ثمار جهد سنوات طويلة قضتها في البحث والاستكشاف عن النفط في الربع الخالي، مع بدء الإنتاج من حقل نفط الشيبة.

تقول أرامكو حول عمليات البحث والاستكشاف التي سبقت الإنتاج من حقل الشيبة، فعندما يتعلق الأمر بجيولوجيا النفط، فالمملكة موطن لبعض أفضل الطبقات الأرضية في العالم.

وتوجد معظم هذه الطبقات الأرضية في أماكن نائية ووعرة، إلا أن ذلك لم يثنِ عزم عملاق النفط السعودي في مواجهة التحديات والاستثمار بمشروعات تسهم في الوفاء بالطلب العالمي على الطاقة.

تشير شركة أرامكو أن حقل نفط الشيبة يعدّ استكمالًا لجهود الشركة التي بدأت في أربعينات القرن الماضي للتعرف على الحجم الكامل للتكوينات النفطية الجوفية في المملكة.

بداية الرحلة
في عام 1948، اكتشفت شركة أرامكو حقل الغوار، أكبر حقل للنفط في العالم، على أطراف الربع الخالي، لكن ذلك لم يوقف نشاط الشركة لاسكتشاف الثروات الأخرى القابعة في قلب الربع الخالي.

واستمرت رحلة البحث عن النفط وسط تضاريس وعرة لعدّة سنوات، حتى جاء عام 1968، إذ نجحت أعمال البحث عن اكتشاف حقل نفطي شاسع، على بُعد يقارب أكثر من 500 ميل من مقرّ الشركة في الظهران.

و تحيط به كثبان من الرمال ذات اللونين الأحمر والذهبي يبلغ ارتفاعها 1000 قدم (333م)، وتعصف بها رياح تصل سرعتها إلى 80 كلم/ساعة في الساعة (50 ميل)، إذ تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 122 درجة فهرنهايت (50 درجة مئوية).

وقفت ظروف التضاريس والمناخ والتعقيدات اللوجستية عائقًا أمام أعمال تطوير حفل نفط الشيبة لعدّة سنوات، ما أدى لبقاء الحقل على حالته لمدة 30 عامًا.

خطة التوسعات
بدأت شركة أرامكو في تسعينات القرن الماضي، خطة جديدة للتوسع في مشروعات النفط معتمدة في ذلك على أحدث التقنيات التكنولوجية، معتمدة في ذلك على قدراتها الهندسية والخبرات الكبيرة التي وصلت إليها، ما جعلها قادرة على تنفيذ أصعب المشروعات.

ونظرًا للاحتياطيات الضخمة التي يتمتع بها حقل نفط الشيبة، كان في مقدمة المشروعات التي وضعتها أرامكو على خريطة التطوير، خاصة مع تقدير احتياطي حقل الشيبة بنحو 13.6 مليار برميل من النفط الخام العربي الخفيف عالي القيمة ونحو 25 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

تذليل العقبات
لجأت شركة أرامكو السعودية إلى العديد من الحلول والأفكار المبتكرة من أجل التغلب على التحديات والصعوبات الكثيرة التي كانت تمنع تطوير حقل نفط الشيبة، إلى جانب تقدّم الشركة في الحفر الأفقي والتصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد وأحدث التقنيات الأخرى.

بدأت أرامكو السعودية أعمال إنشاء في حقل الشيبة عام 1995، وتضمنت الأعمال نقل نحو 13 مليون متر مكعب من الرمال وشقّ طريق عبر الصحراء بطول 386 كيلو مترًا، وإنشاء مطار ذي طاقة تشغيلية كاملة وخط أنابيب بطول 645 كلم يمتد إلى مرافق المعالجة في الشمال.

شملت أعمال تطوير حقل نفط الشيبة حفر 145 بئرًا وإنشاء 3 معامل لفصل الغاز عن النفط الخام، وصولًا إلى إنشاء مرافق مساندة وسكنية شاملة للموظفين من أجل الإقامة لأسابيع في واحد من أبعد الأماكن على وجه الأرض.

لحظة الإنتاج
بحلول عام 1998، جاءت اللحظة التي طالما انتظرها مهندسو وموظفو أرامكو لإنجاز المشروع قبل الموعد المحدد بعام كامل، بعد نحو أكتر من 50 مليون ساعة عمل، ويتدفق النفط إلى المرفق، الذي وصل إلى نصف مليون برميل من النفط يوميًا، وهي كمية كافية لتزويد 10 ملايين منزل بالطاقة.

لم تتوقف أرامكو عند هذا الحدّ، إذ كانت تدرك إن إمكانات حقل الشيبة تفوق بكثير ما جرى تطويره، ما دفعها خلال السنوات التالية إلى تنفيذ مشروعين جديدين، وهما: مشروع توسعة حقل النفط، ومشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي.

أدى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع توسعة حقل النفط إلى زيادة الإنتاج إلى 750 ألف برميل يوميًا من النفط الخام العربي الخفيف عالي القيمة بحلول عام 2009.

ولكن طموحات أرامكو كانت أكبر من ذلك بكثير، وفي عام 2016، عززت الشركة إنتاجها بـ 250 ألف برميل إضافية، لترفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية لحقل نفط الشيبة إلى مليون برميل يوميًا، أي ضعف طاقة الإنتاج الأولية.

استخلاص الغاز الطبيعي
على الجانب الأخر، عملت الشركة على استخلاص سوائل الغاز الطبيعي بهدف الحدّ من استخدام الوقود السائل في توليد الكهرباء في السعودية واستخدام الغاز الطبيعي بدلًا منه بوصفه مصدرًا أكثر كفاءة للطاقة وأقلّ إنتاجًا للانبعاثات.

نفّذت أرامكو السعودية معملًا لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية 2.4 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا لتوفير كميات كبيرة من الإيثان، لما له من أهمية أساسية للتطوير الصناعي، وغيره من سوائل الغاز الطبيعي.

كما أجرت أرامكو تحسينات كبرى لزيادة طاقة توليد الكهرباء من التوليد المشترك إلى أكثر من 1غيغاواط.
جوائز المشروع

يمثّل مشروع حقل نفط الشيبة الحائز على جوائز قدرة الشركة على التخطيط والوفاء بالطلب العالمي على الطاقة، والقيام بذلك بما يتواءم مع البيئة الطبيعية، إذ يمكن لاحتياطيات حقل الشيبة وحدها أن تلبي احتياجات العالم بأسره من النفط لما يزيد على 160 يومًا، أو تأمين احتياجات أوروبا لأكثر من عامين.

فاز مشروع حقل نفط الشيبة بجائزة مجلس التعاون الخليجي للتميز البيئي في عام 2011، لاستخدامه تقنية التلافي التام لحرق الغاز، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، واستخلاص الانبعاثات وحماية الحياة البرية، إذ يعيش بالمنطقة المحيطة بالحقل أكثر من 70 غزال رملي و40 مها عربي.

يستطيع حقل الشيبة ضخّ نحو 1.3 مليون برميل يوميًا لمدة 70 عامًا، وفق العديد من الإحصاءات، إذ إنه يضخّ نصف حجم إنتاج أصغر منتج في منظمة أوبك.

المصادر : مواقع الكترونية عربية – الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى