منطقة سياحية بتركيا تشتكي هجرة السوريين وتكاد تخلو من الشباب
منطقة سياحية بتركيا تشتكي هجرة السوريين وتكاد تخلو من الشباب
تشتكي منطقة ديلوفاسي التي تعد من أجمل المناطق الواقعة على بحر مرمرة في ولاية كوجالي شمال غرب تركيا من نقص عدد الشباب فيها، وذلك بعد إقبال معظمهم على الهجرة إلى الدول الغربية بسبب الواقع الاقتصادي والمستوى المعيشي المتدني.
وبعد أن كانت المنطقة مكتظة بالفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية أصبحت الآن شبه معدومة، فبعد أن هجرها الشباب الأتراك شهدت خلال الآونة الأخيرة موجة هجرة ثانية من قبل السوريين، وفق ما نقل موقع “كوجالي كوز” التركي.
ويقول الموقع إن الشباب يهربون من المنطقة الواحد تلو الآخر و”يكاد لا يوجد شباب يمشون في الشارع!”، إذ إن معظمهم سافر إلى المكسيك طمعاً بالوصول إلى أمريكا أو كندا من هناك، وفاقم من الموضوع بدء توجه اللاجئين السوريين المقيمين في المنطقة إلى الخارج أملاً بمستقبل أفضل وفي كسب مزيد من المال.
محلات مغلقة
ونقل الموقع عن سكان المنطقة قولهم إن الهجرة الخارجية التي بدأها المهاجرون السوريون إلى الخارج أثرت أيضاً على السكان الشباب في المنطقة، إذ إن آلاف الشباب تركوا منطقة ديلوفاسي واستقروا في الخارج منذ العام الماضي.
ويعتبر تدني قيمة العملة التركية والأوضاع الاقتصادية أحد أبرز الأسباب الرئيسية للهجرة من المنطقة، في حين أن الشباب المهاجرين يجدون أن إرسال الأموال التي يكسبونها من الخارج إلى عائلاتهم أكثر فائدة، الأمر الذي أثر على نسبة وجود الشباب فيها الذين أغلق العديد منهم محلاتهم التجارية مؤخراً بغرض الهجرة.
وقال أحد التجار للموقع إن موجة الهجرة هذه التي بدأت بالسوريين، أثرت أيضاً على سكان المنطقة، إذ إن غالبية الشباب سافروا إلى الخارج بينما لا يزال هناك الكثير ممن يحاولون السفر.
وقال شخص آخر إن أغلب من هاجر من المنطقة يتجه إلى كرواتيا وهولندا والمكسيك وأمريكا وكندا، مضيفاً: “لم يبق في ديلوفاسي أحد من الشباب، بما في ذلك السوريين”.
وتابع: “المثير للدهشة أنه حتى السوريون الذين يرون هذا المكان كملاذ أخير لهم قد استسلموا هنا وغادروا المنطقة بشكل غير شرعي (إلى الدول الغربية) تاركين عائلاتهم ورائهم”.
قطاع الأعمال التركي في حالة ذعر
وسبق أن سلّطت وسائل إعلام تركية الضوء على مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ومغادرة الآلاف منهم للمدن الرئيسية خاصة إسطنبول، ما أحدث فجوة في قطاع الأعمال التركي ونقصاً باليد العاملة دفع أرباب العمل للشكوى بعد تعذّر تشغيل الأتراك بنفس شروط وأجور عمل السوريين.
وذكرت صحيفة “جمهوريت” التركية، في تقرير لها في شهر أيلول الماضي، أن عودة السوريين باتت تزعج أرباب العمل الذين يعتمدون على السوريين كعمالة رخيصة، إذ إنهم بدؤوا يواجهون مشاكل بسبب أولئك الذين بدؤوا في العودة إلى بلدانهم مؤخراً.
بدوره أشار موقع haber7 إلى أن عالم الأعمال التركي يعيش حالياً حالة من الذعر بسبب عودة السوريين، إذ هناك مشكلة في إيجاد الكوادر المؤهلة والمدربة في القطاعات التي تتطلب عمالة شاقة، خاصة أن الأتراك يفضلون الوظائف الأسهل، ما يزيد المشكلة.
ووسط استمرار مأساة اللجوء لدى السوريين وانعدام مستقبلهم في مناطق المعارضة وفي بلدان اللجوء وبالتزامن مع انعدام آفاق أي حل سياسي للملف السوري، بات الحديث عن هجرة السوريين إلى أوروبا خاصة من تركيا الشغل الشاغل للسوريين، وذلك بسبب مجموعة من العوامل من أبرزها تدهور الوضع المعيشي وتنامي حدة العنصرية وخطاب الكراهية، فضلاً عن خطط الحكومة التركية لإعادتهم إلى بلادهم دون وجود أي خارطة طريق واضحة وسط حديث عن تقارب محتمل بين أنقرة وأسد.
وأصبح الحديث عن ازدياد حركة هجرة السوريين إلى أوروبا روتيناً يومياً في أوساط السوريين المقيمين في تركيا، في حين أطلق ناشطون دعوات لإعداد قوافل كبيرة من اللاجئين للسفر إلى أوروبا تحت مسمى “قافلة النور” و”قافلة الأمل”.
السوريون بالأرقام
وقبل أيام، أعلن وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” أن عدد اللاجئين السوريين في البلاد ظل تقريباً على حاله منذ أربع سنوات، وأن موجات النزوح الكبيرة انحصرت ما بين أعوام 2013- 2016 نتيجة اشتداد الحرب.
وبحسب مقطع مصوّر له نشره على حسابه الرسمي في تويتر، قال وزير الداخلية إن اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة بدؤوا بالوصول إلى تركيا عام 2011 واكتسبوا زخماً في عام 2016 لكنّ أعدادهم بقيت على حالها تقريباً منذ عام 2018، حيث بلغ عددهم 3 ملايين و623 ألفاً فيما العدد الحالي 3 ملايين و629 ألف شخص.
وفيما يخص الهجرة الرسمية في تركيا ذكر صويلو أن هناك اختلافاً في وضع المهاجرين الذين استقروا في البلاد، فمنهم من حصل على تصريح إقامة وعاد إلى بلده بعد عام واحد، حيث يشكل التجار والذين جاؤوا من أجل التعليم غالبيتهم، مضيفاً أن العدد الرسمي لهم يقدّر بمليون و342 ألف شخص.