عدة دول عربية لم تعلن أن ٢٣ من الشهر الحالي هو أول أيام رمضان ومتوقع أن تعلنه يوم ٢٤.. تعرف عليها

عدة دول عربية لم تعلن أن ٢٣ من الشهر الحالي هو أول أيام رمضان.. تعرف عليها

ربما لا تعرف أن هذا العام شهد اختلافا بين الدول العربية في تحديد غرة شهر شعبان، ففي بعض الدول مثل الكويت وقطر ومصر والمملكة العربية السعودية كان رجب 29 يوما فقط وبدأ شعبان يوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط الماضي، وفي دول أخرى مثل الأردن والمغرب كان رجب 30 يوما وبدأ شعبان يوم الأربعاء.

وتختلف الدول العربية فيما بينها (أو تتفق) بحسب مفهومها عن الرؤية، التي تعد المعيار الرئيس لتحديد مطالع الشهور الهجرية بحسب الشريعة الإسلامية، والتي تعني أن يخرج المختصون من الهيئات الشرعية للبحث عن الهلال بعد غروب يوم 29 من الشهر الهجري.

إلا أن الرؤية مفهوم واسع، وهنا يحدث التداخل، فقد يحددها البعض برؤية العينين، والبعض الآخر بالتلسكوبات، وفريق ثالث يرى أن الحساب الفلكي هو صورة من صور الرؤية، وترى غالبية الدول العربية دمج الحساب الفلكي في صور الرؤية الأخرى لإعطاء نظرة متكاملة وصحيحة.

دورة القمر
وبالحديث عن الحساب الفلكي، فإننا بحاجة لفهم دورة القمر حول الأرض وهو أمر يمكن لك ملاحظته بدقة، فمثلا اخرج في أول أيام الشهر الهجري للشرفة وابحث عن الهلال، ستجده قريبا من الأفق بعد غروب الشمس مباشرة، بعد ذلك اخرج في اليوم الثاني من الشهر الهجري بنفس الموعد وابحث عن الهلال.

في هذه الحالة، ستلاحظ أنه أصبح أعلى في السماء مقارنة بما حدث في اليوم السابق، ولو قررت الخروج يوما بعد يوم في نفس الموعد لوجدت أن القمر يرتفع في السماء كل يوم ليكون أعلى من الذي قبله. تلك هي ببساطة ملامح دورة القمر حول الأرض والتي تتم في حوالي 28 يوما.

أما إذا افترضنا أنك سترجع بالزمن للخلف إلى اليوم السابق فستجد أن القمر يقترب من الأفق، ولو مددنا الخط على استقامته لوجدت أنه في مرحلة ما سيكون القمر واقفًا إلى جوار الشمس في السماء،

وهذا يحدث بالفعل ويسمى الاقتران المركزي، وهي اللحظة التي يقف فيها القمر إلى جوار الشمس في السماء، بالنسبة لنا على الأرض. ولا يمكن لنا بالطبع رؤية القمر في هذه الحالة، لكن يمكن للحساب الفلكي تحديد موعدها بدقة.

فمثلا في حالة شهر شعبان، حدث الاقتران المركزي يوم الاثنين 20 فبراير/شباط 2023 الساعة 10:06 صباحا بتوقيت مكة، ترك ذلك فقط حوالي 8 ساعات كي يبتعد عن الشمس، لحين خروج المختصين من الهيئات الشرعية قبيل الغروب والبحث عنه في السماء، وهي فترة زمنية قصيرة تعني صعوبة شديدة في رصد الهلال، وذلك هو ما خلق الاختلاف هذا العام.

وأعلن مدير مركز الفلك الدولي محمد شوكت عودة، اليوم الخميس، خلال بيانٍ رسمي، أن 23 مارس/آذار سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك.

وأضاف: “بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الثلاثاء 21 مارس، فإن رؤيته في ذلك اليوم مستحيلة لغروب القمر قبل الشمس ولحدوث الاقتران بعد غروب الشمس، وبالتالي ستكمل هذه الدول عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً، ليكون يوم الخميس 23 مارس غرة شهر رمضان فيها”.

وتابع: “بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء 22 مارس، فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التلسكوب من شرق العالم

في حين أنها ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من وسط آسيا وشرق أوروبا وجنوب القارة الأفريقية، وهي ممكنة بالعين المجردة بسهولة نسبياً من غرب آسيا، ومعظم أفريقيا وغرب أوروبا، والأمريكيتين.

وعليه من المتوقع أن تعلن غالبية هذه الدول رؤية الهلال يومئذ، ليكون يوم الخميس 23 مارس، غرة شهر رمضان فيها أيضاً”.

وأردف: “ولا يُستبعد أن تعلن كل من الهند وبنغلادش وباكستان عدم ثبوت رؤية الهلال يوم الأربعاء ليكون يوم الجمعة 24 مارس غرة شهر رمضان فيها”.