اكتشفوا قرية أثرية في ريف إدلب وعندما دخلوها رأوا العجب.. بعثة إيطالية وصلت على وجه السرعة
اكتشفوا قرية أثرية في ريف إدلب وعندما دخلوها رأوا العجب.. بعثة إيطالية وصلت على وجه السرعة
بدأت مجموعة من علماء اﻵثار اﻹيطاليين بالعمل في الخنادق بين أنقاض المعابد، في مملكة “إيبلا” بقرية “مرديخ” جنوب مدينة “سراقب” في ريف إدلب الشرقي، وفقاً لتقرير إعلامي إيطالي، وصف الحدث بـ “بالغ اﻷهمية”.
وقالت وكالة “أنسا” في تقرير نشرته أمس اﻹثنين، إن فريق الباحثين بدأ عمله في بيوت صغيرة ضمن الجدران والحديقة اﻷثرية القديمة، التي اكتشفها عالم الآثار الإيطالي “باولو ماتياي” عام 1964.
وترشد بقاياها تلك اﻵثار اليوم المستكشفين لاستئناف البحث فيما يُعرف بـ”أسطورة علم الآثار العالمية”، وهو “أهم اكتشاف في النصف الأخير من القرن العشرين” وفقاً لما قاله “عالم الآثار الشهير، المدير الفخري لمشروع البحث، والذي حصل أمس على جائزة في ناكسوس لمواصلته العمل القديم”.
ويتوقع العالم “سابينزا” عودة بعض عناصر البعثة الإيطالية لأول مرة منذ عام 2010 إلى الموقع في “تل مرديخ”، خلال أيام قليلة “لتأمين ثمار 47 عامًا متواصلة من الحفر”.
من جانبه؛ لفت “ماتياي” إلى أن “ترميم مواقع البناء سيستغرق ما لا يقل عن ثلاث سنوات” منوهاً إلى أن “التمويل كافٍ”، كما وجّه نداءً إلى Sapienza of Rome و Farnesina لضمان “كل الأموال اللازمة”.
وبحسب العالم اﻹيطالي، فإن التضاريس الأثرية، متضرّرة في المدينة السفلى من “المركز الحضري القديم العظيم” الذي بني بين 2500 و 1600 قبل الميلاد، ولكنّ “الخبر السار هو أن الحديقة لم يتم قصفها أبداً”، مستدركاً بالقول إن “الكارثة كبيرة ولهذا السبب تخطط البعثة الرومانية لما يسمى إعادة تأهيل المنطقة الأثرية”.
وبحسب الوكالة، سيكون “فرانسيس بينوك” و”دافيد نادالي”، أستاذا “سابينزا” في الموقع خلال أيام قليلة، وسيبدآن في دراسة المواد المحفوظة في متحف حماة، كخطوة أولى على أمل أن يتم بعد ذلك تشكيل فريق أكبر وإعادة فتح الموقع، الذي استخدم في الماضي 120 عاملاً محلياً.
واعتبر العلماء الإيطاليون أن إعادة اكتشاف المملكة هو واحد من أهم اﻷحداث التي غيرت تاريخ البحث في اﻵثار، خاصة منذ عام 1975، عندما سلطت الحفريات الضوء على الأرشيف الملكي لعام 2350 قبل الميلاد، والذي تضمّن 17000 لوحة كانت مخصصة للجرد.
قامت البعثة الإيطالية خلال السنوات الماضية بفهرستها ودراستها ونشر جزء كبير منها، حيث تحكي عن “مملكة قوية ومخيفة، استقرت في منطقة الأعصاب بين بلاد ما بين النهرين ومصر؛ مدينة دمرت وولدت من جديد ثلاث مرات على مدى 900 عام، واحتضنت جدرانها محيط 50 هكتارًا”.
وأكد “ماتياي” أن “الموقع لا يزال لديه الكثير ليقدمه” ، حيث أنه تم التنقيب عن 10 بالمائة فقط منه، والتي كان لإعادة اكتشافها فقد ركز خبراء الجامعة الرومانية على دراسة ونشر الكم الهائل من النصوص المسمارية والمواد الأثرية، وبعضها “ثمين ونادر جدًا”، مثل لوحٍ منقوش باسم فرعون والذي لم يتم العثور على عينة منه حتى في المقابر المصرية الغنية جدًا.
يُذكر أن العديد من الاكتشافات المهمة بـ”إيبلا” تمّ تهريبه لخارج سوريا، خلال السنوات الماضية، فيما لا يزال متحف “إدلب”، يحتفظ ببعضها.
حلب اليوم