منوع

هل تساءلت يوماً من أين جاءت تسمية شخصيات أوراق اللعب “ورق الشدة” وهل تمثّل أشخاص حقيقيين؟.. فيديو

هل تساءلت يوماً من أين جاءت تسمية شخصيات أوراق اللعب “ورق الشدة” وهل تمثّل أشخاص حقيقيين؟.. فيديو

إذا لعبتَ من قبل لعبة الورق المعروفة باسم البلوت أو “الشدَّة”، فسوف تتعلم بسرعة أن بطاقات “الشايب” و “الولد” و “البنت”،ّ قيمة من حيث النقاط. لكن هل تساءلتَ من قبل ما إن كانت شخصيات لعبة البلوت تعود لأشخاص حقيقيّين؟

هل شخصيات لعبة البلوت “الشدَّة” تمثّل أشخاصًا حقيقيين؟

بطاقات لعب تحمل صور شخصيات حقيقية تُمثّل الملك وليام الفاتح، الملك هنري، الملكة إليزابيث الأولى، والملكة فيكتوريا
بقدر ما يبدو الملك هنري الثامن في مخيّلتنا بأنه ملكٌ حازم وظالم بصراخه “اقطع رأسه!”، لكنه يظهر على الورق بصورة الملك العادي الذي لا يصدر عنه أي ضرر!

أكمل أن بطاقات الورق كانت تعكس ملابس وإكسسوارات شائعة في البلاطات الملكية الأوروبية في كل حقبة زمنية. لكن ذلك لا يعني استحالة العثور على شخصيات أوراق اللعب تُمثّل ملوكًا حقيقيين. كل ذلك يعود إلى أهواء مصممي بطاقات البلوت والمنطقة التي أُنتجت فيها.

عمرها أكثر من ألف عام.. تعرف على معاني رموز وشخصيات "الكوتشينة".. صور

أوراق لعب إستونية تعود لنحو العام 1930
في منتصف القرن الخامس عشر، وبعد قرون عديدة من انتشار أوراق اللعب، ظهرت بطاقات لعب تحمل صورًا لشخصيات حقيقية. حينها، قيل أن أوراق اللعب الفرنسية والبريطانية حملت صورة الإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، والملك داوود وشارلمان، ما مثّل الممالك الأربع الكُبرى لليونان وروما واليهود والفرنجة.

كما ظهرت بطاقات أخرى كانت تحمل صورة الآلهة اليونانية مثل أثينا وراحيل، بالإضافة إلى صور سيدات أخرى. في حين تجنّبت إمبراطوريات أخرى تضمين صور شخصيات نسائية في أوراقها، مثل أوراق اللعب الإسبانية والألمانية التي اكتفت بتصوير الملوك والشخصيات الذكورية فقط.

في أواخر القرن السادس عشر، انتشر اتّجاه حديث في فرنسا يتمثّل باستخدام صور شخصيات أدبية بارزة أو شخصيات مشهورة على بطاقات اللعب. بمعنى أنه لم يكن هناك معيار محدد عالمي في الصور المطبوعة على الأوراق، بل كانت كل منطقة أو كل صانع يتفرّد في صور وتفضيلات معيّنة.

خلاصة الأمر، الشخصيات التي تُطبع على أوراق اللعب لا تُمثّل أشخاصًا حقيقيين في غالب الأمر. هذا يدفعنا إلى التساؤل عن السبب في أن شيخ الكوبة هو الشيخ الوحيد بدون شارب! فهل لذلك أي معانٍ خفية؟

في الحقيقة، لا يُوجد أي سر خلف هذا الأمر. بحسب الخبراء، فقد كان شيخ الكوبة بشارب تمامًا كالشيوخ الثلاثة الآخرين، لكن فُقد شاربه أثناء نسخ الأوراق ووصل إلينا بصورته الحالية.

تخيّل أنك الآن تلعب الورق مع رفاقك في أحد المقاهي. اللعبة على وشك الانتهاء، وما هي إلا لحظات وإذ بك تعلن فوزك الساحق على أعدائك الضعفاء. ليست هذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد.

ما أصول لعبة الورق؟ وإلام ترمز الملكات والملوك عليها؟

ولكن فجأة ومن دون سابق إنذار، يدّعي خصمك أنّك لم تفز بعد، وأنك لن تفوز أبدًا مهما حاولت. فبحسب قوله، أنت لم تتبع القوانين بحذافيرها وليس بإمكانك الفوز عليه إلا بالغش. قد يكون كلامه محرجًا إن كان صحيحًا، ولكنّه كاذب وكلامه افتراء، فلم يكن فوزك مبنيًا على الغش. كل ما عليك فعله لتثبت خطأه هو العودة إلى قوانين اللعبة لتثبت أنك لم تخالف أيًا منها.

في هذه اللحظات، قد يخطر في بالك السؤال التالي: من الذي وضع هذه القوانين أصلًا؟ بل من الذي فكّر في صنع هذه الأوراق أو اللعب بها. تساؤلك حيال ذلك لن يستغرق الكثير من الوقت، وعلى الأرجح أنك ستنسى الأمر خلال لحظات. ولكنّ هذا السؤال لا يزال بحاجة إلى إجابة. وهذا ما سنحاول أن نقدمه لك في هذه المدونة.

إن تاريخ أوراق اللعب يمتد عبر العصور والأجيال، وعبر السهول والجبال، وعبر الحقائق والقيل والقال. لا يعرف أحدٌ من اخترعها، ولا من صنعها. ولكنّ الحقيقة هي أن المؤرّخين يقدّرون أنها نشأت ما بين سنة 800 وسنة 1100 ميلادي، وأنها لم تكن لعبةّ في ذلك الحين، بل كانت إحدى ألاعيب قرّاء الكف والبخت والعرّافين والنصّابين. كما أنها كانت تُستخدم في الصين ومصر القديمة لأغراض دينية.

ويُقال إن أول لعبة ورق مسجّلة تستخدم نظام الأرقام والرموز كانت في سنة 1294 في الصين القديمة. وكانت الأوراق في ذلك الوقت شكل من أشكال العملة، فعليها يكون الرهان، ومن خلالها يتم اللعب.

تنقّلت هذه الأوراق بين الأمم والبلدان، ووصلت أرض الفرس والعربان. وكان لها أشكال مختلفة، ولكنّ أنواع الرموز المستخدمة كانت نفسها في العادة، حيث أن كل نوع كان لديه 12 بطاقة: 10 بطاقات تحمل أرقامًا وبطاقتان في خانة البطاقات الملكية. وهذا – يا حبيبي القارئ – يختلف عن أوراقنا الحالية.

ففي خانة البطاقات الملكية لدينا الآن الملك، والملكة، والأمير، أو كما نسميها: الشايب، والبنت، والغلام. أما في الماضي فلم يكن هنالك ملك وملكة وأمير، وإنما ملك ووزير فقط. وقد يبدو هذا مثيرًا ويراودك الفضول تجاهه، لكن سرعان ما تغيرت الأوراق، فمن الأفضل لك أن تسحب ذلك الفضول من عقلك وترميه في طفاية السجائر.

بعد أن تنقلت أوراق اللعب من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر، وصلت إلى القارة الأوروبية، فتغيّر تصميمها ولم يعد بتلك الغرابة. في بادئ الأمر، كانت البطاقات – وكانت تُسمى “البطاقات اللاتينية” في ذلك الوقت – مشتّقة من بطاقات كانت شائعة في الدولة المملوكية التي امتازت بزخارفها ورسوماتها المميزة. تطوّرت البطاقات اللاتينية عند وصولها إلى البلاد الجرمانية، فتغيّرت أنواعها العادية وظهرت رموز وأشكال غير اعتيادية، مثل ورقة الشجر، والقلب، والبلوط، والجرس (لا يستطيع الألمان أن يتركوا أي شيء من دون العبث به).

تعرفوا معنا بالصور على #مخترع_ الشّدة أو#صانع_ ورق_ اللعب ..وبالفارسية  الگنجفه..والصينيون أول من إخترعها عام 1110م.. – مجلة فن التصوير

لكن بعد ذلك، قام الفرنسيون بدمج الأنواع الجرمانية واللاتينية، فحصلنا على البطاقات التي نعرفها الآن (ولا يستطيع الفرنسيون أن يتركوا الألمان من دون تغيير ما يخترعونه). فتطوّرت “ورقة الشجر” وأصبحت السبيت، أما البلوط فصار الشيريا، وكان القلب هو نفسه الهاص، واستُبدل الجرس بالديمن.

ويُقال إن الجهة الخلفية من البطاقات كانت بيضاء فارغة، ولكنّ الأمر سرعان ما تغيّر لمنع الغشاشين من الكتابة على البطاقات ولإخفاء آثار الاستخدام، فظهرت الزخارف الزرقاء والحمراء أو الرسومات المختلفة. وإن رأيت صديقك أو رفيقك يحمل بطاقات خلفيتها بيضاء، فاعلم أنه يريد أن يفوز عليك بالغش.

ليه 52 ورقة واتنين أسود وزيهم أحمر.. اعرف السر وراء لعبة الكوتشينة - اليوم  السابع

خذ تلك البطاقات من يده وارمها في القمامة، ثم أخرج بطاقاتك التي تعبت على ترتيبها طوال الليلة الماضية واطلب منه اللعب بنزاهة. أما آخر الواصلين إلى بطاقات اللعب، أي الجوكر، فقد تمت إضافته في أمريكا إلى مجموعة الورق ليتم استخدامه في لعبة اسمها اليوكر، واحتلت بطاقة الجوكر المرتبة الأعلى بين البطاقات جميعها (وهذا طبيعي، فكلنا نعرف كيف يرى الأمريكيون أنفسهم).

وهذا هو تاريخ أوراق اللعب يا عزيزي القارئ. يمكنك الآن أن ترى كيف قفزت الأوراق من بلد إلى آخر، وأخذت شيئًا من طبع كل منطقة زارتها، إلى أن وصلت إلينا لنضفي عليها طابعنا بألعابنا وحكاياتنا الخاصة عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى