منوع

لسبب غريب جداً.. هذا الشاب كلما حصل على بطاقة شخصية من النفوس يرميها في حاوية القمامة

لسبب غريب جداً.. هذا الشاب كلما حصل على بطاقة شخصية من النفوس يرميها في حاوية القمامة

فور خروجه من دائرة الأحوال المدنية، توجه الشابُ سامر حويرنة إلى حاوية نفايات وألقى هويته الشخصية الجديدة فيها وذلك لسبب غريب جداً.

أحياناً نشعر بغرابة تصرفات بعض الأشخاص ونعتبرها ضرباً من الجنون، ولكن عندما نعرف السبب يمكن أن نقتنع لدرجة كبيرة بهذا التصرف.

ولكل شخص تفكيره الذي يجب أن نحترمه ضمن إطار المقبول والمعقول، ولا شرط ان نكون مقتنعين بما قام به، لأن الله وزع العقول وكل رضي بعقله.

قبل أن يعود أدراجه لتعبئة نموذج إصدار هوية جديدة بدل المفقودة، أملاً بأن يحالفه الحظ هذه المرة ويحصل على هوية بصورة شخصية أقل إثارة للحرج من صورته في الهوية الملقاة بالقمامة.

وكان سامر قد قص شعره واستحم وحلق لحيته ورطّب شفتيه ورشّ العطر وارتدى أجمل قميص، دون أن ينسى أخذ فرشاة الشعر لينسقه مجدداً قبيل التقاط الصورة،

خشية أن تظهر صورته في الهوية الجديدة كتلك التي ظهر فيها ذاهلاً مرهقاً بشعر أشعث في الهوية التي استصدرها قبل عشر سنوات، آنذاك،

رفض الموظف استلام صورته الشخصية اللائقة لأن وزارة الداخلية اكتشفت موهبة موظفيها بالتصوير الفوري. والآن، حين جاء الوقت ليأخذ الصورة الجديدة،

وقبل أن ينهي موضعة ملامح وجهه لتظهر كما تدرب عليه أمام المرآة بنظرة ذكية وابتسامة رقيقة تظهر حقيقته بأجزاء من الثانية، فوجئ بالموظف يمدّ له الهوية الجديدة.

يأمل سامر أن تظهر صورته في الهوية الجديدة أفضل من سابقتها، إلا أن للحكومة رأي مختلف “صورة الهوية لا علاقة لها بالشخص أو بالشكل واللباس “يقول بهاء شعناب الموظف المسؤول عن التقاط الصورة،

ويضيف “تعمل وزارة الداخلية على ترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة في اللاوعي الجمعي، والرد على تعليقات من يتهمونها بالمحاباة والواسطة،

وذلك بسياسة الكل أمام كاميرات الأحوال المدنية سواسية. صورة الهوية الشخصية لها تبعات مجتمعية وأمنية أكبر من سامر ومشاعره،

ومن مصلحته ومصلحة بقية المواطنين العاديين تقليص توقعاتهم عن أنفسهم، وعدم إعطائها قيمة واحتراماً أكثر مما تستحق، فيصدقون أن لهم الحق بمطالبة الحكومة بشيء من الاحترام الذي لن يحصلوا عليه”.

وأوضح بهاء أن تحقيق الحكومة لأهدافها من إصدار هويات شخصية بصور محرجة للمواطنين، لا يتنافى مع وجود مآرب أخرى لها “في كل مرة تصدف أن يشاهد فيها ذوو سامر أو أصدقائه أو حبيبته أو موظف البنك هويته، ترتسم الابتسامة على وجوههم،

وقد تنطلق ضحكة في إحدى المرات، وبإمكانه أن يبادلهم الابتسام والضحك على هوياتهم الشخصية أيضاً، نعم، نريد مجتمعاً فرحاً دائم الابتسام،

ونريد أيضاً أن يشارك بالضحك شرطة السير وموظفونا في سائر الدوائر الحكومية تعزيزاً لرؤيتنا ببيئة عملٍ حكومي مرحة وخدمة الجمهور بابتسامة”.

المصدر: الحدود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى