62,5 ترليون دولار للغرام الواحد.. صنعت البشرية 18 نانو غرام فقط من هذه المادة.. تعرف على أغلى شيء في العالم
62,5 ترليون دولار للغرام الواحد.. صنعت البشرية 18 نانو غرام فقط من هذه المادة.. تعرف على أغلى شيء في العالم
إليك هذا السؤال عزيزي القارئ: ما هو أغلى شيء أو غرض في هذا العالم؟ من أجل الإجابة على هذا التساؤل، ارتأينا اعتماد بعض القواعد:
القاعدة الأولى أن الأمر يجب أن يتعلق بشيء واحد فقط وليس مجموعة من الأشياء، قد تكون هذه القاعدة مبهمة بعض الشيء، لكنها تتمحور حول تحديد ما إن كان شيء ما يمكن اعتباره مفردًا أم لا.
على سبيل المثال، سيكون من العادي تقبل بيتزا على أنها شيء واحد على الرغم من أنها تتكون من الكثير من الأشياء الأخرى، مثل العجين والطماطم وما إلى ذلك، لكن لا يسعنا تقبل أمر مثل مدينة نيويورك على أنها شيء أو غرض واحد، لأن مدينة نيويورك في الواقع تتكون من الكثير من الأشياء المنفصلة والمتباعدة مثل ناطحات السحاب والسيارات والجسور والقطارات والسكان إلخ.
القاعدة الثانية تملي بأن يكون هذا الشيء موجودا فعليًا، حيث لا يمكن أن يكون عبارة عن شيء نظري سيكون غاليا جدا في حال تم بناؤه، مثل تمثال فيل بحجم حقيقي مصنوع من الذهب الخالص أو ما شابه، حيث يجب أن يتعلق الأمر بغرض حقيقي موجود ومحسوس.
القاعدة الثالث تقول بأن هذا الشيء أو الغرض يجب أن يكون ثمنه قد خضع لتقييم دقيق من قبل خبراء، والأمر هنا لاجتناب بعض الشبهة، حيث أن الأثمان مخادعة أحيانًا لأنها قد تكون كلّ ما يطلبه صاحب الغرض ببساطة، على سبيل المثال، قد أشتري قلم رصاص عادي وأضع له ثمناً بـ300 مليار دولار، وهو أمر غير معقول ولا دقيق بطبيعة الحال، كما أنه لا يجعل هذا القلم أغلى شيء في العالم.
لذا سنقوم بتقييم الأشياء بناء على ثلاثة محاور: سعر اقتنائها السابق، تكلفة صناعتها، أو تقييم خبير فيها، ثم سنعدل الأرقام وفقاً للتضخم.
الآن بعد تأسيس قواعدنا الثلاثة، لنبدأ البحث عن أغلى غرض موجود في العالم:
لو تبحث على موقع غوغل عن أغلى شيء في العالم ستكون النتيجة حتما ”المادة المضادة“ Antimatter، كما أنك ستجد حتى عدة فيديوهات على منصة يوتيوب حول الموضوع، والتي تُجمع كلها على أن قيمة المادة المضادة هي 62.5 تريليون دولار للغرام الواحد: أولا لم تصنع البشرية سوى 18 نانو غرامات من هذه المادة،
والتي تقدر قيمتها بالمجمل بـ1.170.000 دولار، وهو ما يعتبر أقل من قيمة أغلى كرسي مكتبي في العالم، ناهيك عن كونها أغلى غرض في العالم.
ثانياً، المادة المضادة عبارة عن مادة، ومنه لا يبدو من الصحيح اعتبارها شيئًا أو غرضًا وحيدًا، بعد كل شيء، لو سمحنا بإدراج المواد في قائمتنا لقلنا الذهب المتواجد في العالم كله، وهو ما سيكون جوابا بليدا ومملا في الواقع.
الشيء الثاني الذي قد تصادفه على أنه من بين أغلى الأشياء على الأرض هو شركة آبل، التي في زمن كتابة هذه الأسطر بلغت قيمتها 1.164 تريليون دولار، قد يبدو هذا قريبا من الجواب الصحيح، لكن لا يمكن تصنيفها في قائمتنا هذه، والسبب هو أنه على الرغم من أن آبل قد تكون شركة واحدة، فإنها لا تبدو مثل شيء أو غرض واحد،
حيث أنها تتكون من عدة مصانع منفصلة ومستودعات ووحدات تخزين ومتاجر فعلية وأخرى إلكترونية، بالإضافة إلى الموظفين، وحقوق الملكية الفكرية، وحتى بعض البرامج التلفزيونية، وكل هذه الأشياء تدخل في تكوينها ومنحها تلك القيمة، إذن نرى أنه من الأجدر عدم إدراجها.
تاليا، اتجهنا صوب الطائرات، وهناك وجدنا أن أغلى طائرة في العالم هي قاذفة القنابل الأمريكية B-2 Spirit Bomber التي تشبه سمكة الراي اللساع عدا عن كونها تحلق بسرعة خيالية وتلقي بقنابل نووية، وقيمتها 3.37 مليار دولار.
غير أن ذلك يبقى غير كافٍ ليكون أغلى شيء في العالم، لذا مضينا قدمًا في بحثنا وانصب اهتمامنا هذه المرة على السفن البحرية، وتماما مثل أغلى طائرة يصنعها الإنسان، كانت أغلى سفينة في العالم هي السفينة الحربية الأمريكية USS Gerald R Ford، والتي كلفت صناعتها 13 مليار دولار،
وهو ما يكفي لشراء شاحنة فورد F-150 لجميع سكان ولايتي أوماها ونبراسكا الأمريكيتين، غير أنها تبقى هي الأخرى بعيدة عن كونها الأغلى على الإطلاق.
وجهتنا التالية كانت المباني، وكان أغلى مبنى شيده الإنسان هو مسجد الحرم المكي، الذي كلف بناؤه 100 مليار دولار، لكن بينما لا يختلف إثنان على أن مسجد الحرم المكي بناء باهض التكاليف، فإنه يبقى في المرتبة الثانية في الترتيب من ناحية أغلى شيء في العالم.
والمرتبة الأولى، وهو الجواب الأصح، هي محطة الفضاء الدولية، التي يمكن اعتبارها من دون منازع أغلى غرض في العالم، حيث بلغت تكلفتها 177 مليار دولار.
قد يجادل البعض على أن محطة الفضاء الدولية هي تقنيا في الفضاء وليست على الأرض ومنه لا يمكن اعتبارها جواباً صحيحًا، لكن الجدير بالذكر أنها من صنع الإنسان هنا على الأرض، أضف إلى ذلك أنها تدور في مدار حول الأرض مستعينة بجاذبية الأرض، وأنها يوماً ما ستعود إلى الأرض.
المصدر: دخلك بتعرف