المكان الوحيد في العالم.. يعيش السكان هنا أكثر من أي مكان في العالم إليكم السر
المكان الوحيد في العالم.. يعيش السكان هنا أكثر من أي مكان في العالم إليكم السر
عند الحديث عن الأشخاص المعمرين حول العالم، والذين تمكنوا من العيش أكثر من 79 سنة، وهو متوسط العمر حول العالم، سوف نجد أن القاسم المشترك بينهم هو نظام عيشهم الصحي والسليم، وابتعادهم عن ضغوطات الحياة بشكل عام.
هكذا تماماً يعيش سكان جزيرة إيكاريا اليونانية، الموجودة على بعد 10 ساعات برحلة بحرية عن طريق القارب من العاصمة أثينا، والتي يشكل من يعيشون أكثر من 90 سنة ثلث سكانها.
الجزيرة التي ينسى الناس فيها الموت!
تم تصنيف جزيرة “إيكاريا” اليونانية، على أنها واحدة من بين 5 مناطق حول العالم، المسماة “المناطق الزرقاء”، حيث يعيش الناس 90 سنة فما فوق، ويتمتعون بصحة جيدة.
وتشمل المناطق الزرقاء كذلك كلاً من جزيرة “سردينيا” الإيطالية، وجزيرة “أوكيناوا” اليابانية، ومدينة “لوما ليندا” بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ثم منطقة “نيكويا” في كوستاريكا.
وقد تم إطلاق لقب “الجزيرة التي ينسى الناس فيها الموت”، أو “حيث يتحدى الناس الموت”، من طرف بقية سكان اليونان، لأنهم معروفون بأنهم أكثر السكان المعمرين في البلاد، خصوصاً أن متوسط العمر هناك هو 45 سنة فقط.
قوة 9” التي يتبعها سكان جزيرة “إيكاريا”
تعتبر حياة سكان جزيرة “إيكاريا” مختلفة بشكل كبير عن حياة سكان المدينة، لأن الإيكاريين يعيشون بطريقة بسيطة، تتسم بالهدوء، والابتعاد عن الضغوطات، والالتزام بالأكل الصحي والطبيعي، مع ممارسة رياضة المشي، والتي تدخل في روتين حياتهم اليومي.
كما أنهم لا يفرضون على نفسهم الالتزام بالمواعيد، إذ إنهم لا يحددون ساعة معينة للالتقاء، والذهاب إلى العمل على سبيل المثال، بل الشائع هناك هو استعمال عبارات مثل ” نلتقي صباحاً أو بعد الظهر أو مساءً”، ما يجعلهم يشعرون براحة في التعامل مع الوقت.
ووفقاً لدراسة سابقة أجرتها كلية الطب بجامعة أثينا، فإن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة يشكلون 5% في اليونان، أغلبهم يعيشون في جزيرة إيكاريا.
وحسب ما نشرته صحيفة “the culture trip”، نقلاً عن الصحفي في ناشيونال جيوغرافيك دان بويتنر، الذي قال إن سكان المناطق الزرقاء تمتاز حياتهم بكونها تتمحور حول 9 عوامل للعيش، يُطلق عليها اسم “قوة 9″، تجعل من السكان هناك معمرين، ويعيشون سنوات طويلة.
وهذه العوامل هي النشاط البدني المعتدل والمنتظم، والرغبة في الحياة، والتقليل من التوتر، وتناول سعرات حرارية معتدلة، واتباع نظام غذائي نباتي، واستهلاك الكحول باعتدال، والابتعاد عن التدخين، والانخراط في الأنشطة الروحانية والدينية، والانخراط في الحياة الأسرية، ثم الانخراط في الحياة الاجتماعية.
حياة صحية خالية من التوتر
من أبرز الأنشطة اليومية التي يتبعها سكان جزيرة إيكاريا اليونانية، هي التوجه إلى العمل في الحقول مشياً على الأقدام، دون الحاجة إلى استعمال وسائل النقل والمواصلات.
كما أن الأغلبية منهم يمتنعون عن التدخين، واستهلاك السجائر، وفي المقابل، يستمتعون بالحياة الطبيعية، بين الفضاءات الخضراء، والسواحل، والشواطئ، التي تلف الجزيرة من كل اتجاه.
كما أن النشاط الزراعي هو أكثر ما يميز هذه الجزيرة، لذلك فإن سكانها يحافظون على نظام غذائي صحي، من خلال استهلاك الخضر والفواكه الطازجة، حيث يتم إنتاجها هناك.
وحسب ما نشرته “euronews”، فإن سكان الجزيرة لا يستغنون عن القهوة اليونانية العتيقة خلال وجبة الإفطار، والتي تمدهم بالقوة، وتعتبر من بين العوامل التي تجعلهم من المعمرين.
وحسب المصدر نفسه، فإن جزيرة إيكاريا تحتوي على العديد من المراكز الاستشفائية الطبيعية، مثل منتجعات المياه الكبريتية، التي تتراوح درجة حرارة مياهها ما بين 31 و58 درجة مئوية، وسكان المنطقة اعتادوا زيارتها للاستفادة من منافعها، والحصول على صحة جيدة، تجعلهم قادرين على العيش طويلاً مقارنة بباقي سكان اليونان.
إضافة إلى ذلك فإن الإيكوريين يعتبرون النوم مهماً جداً، ويحرصون على نوم الساعات الكافية، حتى وإن كانوا يرغبون في السهر لساعات متأخرة من الليل، كما أنهم دائماً ما يحصلون على قيلولة في النهار، ليتمكنوا من إكمال مهام اليوم بنشاط أكبر.
الإيكاريون والأنشطة الفنية والرياضية
من بين الأنشطة الشهيرة التي تمتاز بها جزيرة إيكاريا، تنظيمهم العديد من المهرجانات، والحفلات، والأنشطة الرياضية على مدار السنة، والتي يصل عددها إلى ما يقارب 80 احتفالاً.
ونقلاً عن “BBC”، في تصريح لخريستودولوس زيناكيس، وهو طبيب متقاعد يفوق عمره 80 سنة، قال إنه قام بتنظيم سباق القوارب للمسنين الذين يفوق عمرهم 70 سنة.
والهدف من هذا السباق ليس الحصول على المراتب الأولى، وإنما الكشف عن أنه وعلى الرغم من التقدم في السن، يمكن لهؤلاء الأشخاص المشاركة في مسابقات من هذا النوع.
وينطلق السباق من جزيرة إيكاريا، إلى جزيرة ساموس المجاورة، ذهاباً وإياباً، عبر مسافة 14 ميلاً بحرياً، بمشاركة 20 فريقاً من راكبي القوارب.