لماذا تم إظهارها الآن؟.. خريطة تكشف مناطق الخطر الزلزالي في الدول العربية (صورة)
لماذا تم إظهارها الآن؟.. خريطة تكشف مناطق الخطر الزلزالي في الدول العربية (صورة)
تتصاعد المخاوف في الكثير من الدول العربية ودول الشرق الأوسط بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى إلى مقتل نحو 46 ألفاً ونزوح عشرات الآلاف من السكان.
الزلزال الكبير الذي وقع قبل أسبوعين، شعر به سكان عدد من محافظات الوجه البحري في مصر، وتكرر الأمر أمس الاثنين في الزلزال الذي ضرب مدينة هاتاي التركية وشعر به المصريون أيضا.
ويقول علماء الزلازل إن المنطقة العربية ليست بعيدة عن مخاطر الزلازل نظراً لاقتراب عدد منها من مناطق النشاط الزلزالي والأحزمة الزلزالية.
وتقع عدة دول عربية إما داخل أو بالقرب من ثلاثة أحزمة زلزالية وهي:
1- الحزام الزلزالي الآسيوي-الأوروبي: يبدأ من جبال الهيمالايا ويمر بإيران والعراق وباكستان وصولاً إلى أوروبا.
2- الحزام العربي الإفريقي: يمر عبر البحر المتوسط من سواحل تركيا ويمر بسوريا ولبنان والأردن ويصل إلى مصر وقد يمتد إلى دول المغرب العربي.
3- حزام صدع شرق إفريقيا: يمتد من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل والأردن وصولاً إلى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى إثيوبيا.
أقوى الزلازل التي ضربت مصر، كان في عام 1992، حيث بلغت قوته 5.6 درجات على مقياس ريختر، ونتج عنه سقوط العديد من الأرواح والمباني، وتوفّي 541 شخصاً، وبلغ عدد الجرحى 6522 شخصاً، كما انهار 398 منزلاً، وأصبح نحو 8 آلاف منزل غير صالح للسكن في كل من القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم.
وفي العام 1995، تعرّضت مدينة نويبع المصرية على ساحل البحر الأحمر، لزلزال بلغت قوته 7.2 درجات على مقياس ريختر، ونتج عنه وفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات.
يقول الدكتور واثق غازي عبدالنبي الأستاذ بقسم علوم الأرض بجامعة البصرة أن الدول العربية المعرضة لخطر الزلازل، تنقسم إلى أربع مجموعات:
المناطق المحيطة بشبه الجزيرة العربية
تشمل الدول العربية القريبة من الحافة التصادمية بين الصفيحة العربية والصحفية الأوراسية التي تشمل إيران وتركيا وهي المنطقة الممتدة على طول جبال طوروس جنوب شرق منطقة شرق الأناضول وجبال زاجروس غرب إيران وشرق العراق وكل ما هو قريب منها، وهذه المناطق هي الأكثر تعرضاً للنشاط الزلزالي.
وقال الدكتور شريف الهادي، الأستاذ بالمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بقسم الزلازل، إن الجزيرة العربية تعتبر شبه آمنة لأن الصفيحة العربية كلها كتلة واحدة فيما عدا المناطق التي تحدها مثل فالق البحر الأحمر أو سلسلة جبال زاجروس في إيران وهي مناطق يتوقع أن تشهد زلازل كبيرة، لكن نظراً لبعد المسافة بين الدول العربية وهذه المناطق النشطة فإن تأثير هذه الزلازل على دول كالإمارات والسعودية وسلطنة عمان وقطر ليس كبيراً.
وأضاف أن السعودية تتأثر بالحزام الزلزالي متوسط القوة الذي يمر في منتصف البحر الأحمر ويؤثر فقط على المدن الساحلية مثل جدة وكلها لا تسبب دماراً أو ضرراً كبيراً.
الدول القريبة إلى صدع البحر الميت
هذه الدول معرضة بدرجة أقل لخطر الزلازل وتشمل بلاد الشام بشكل عام لأنها تمثل حافة تكتونية بين الصفيحة العربية والصفيحة الإفريقية.
ويقول خبير الزلازل وعلوم الأراضي العراقي إن سوريا رغم أنها لا تقع بشكل مباشر داخل بؤرة الزلزال الأخير، لكن المنطقة المتأثرة من سوريا كانت هي الأقرب إلى منطقة صدع شرق الأناضول وهو الحد الفاصل بين الصفيحتين العربية والأناضولية، وتحدث على هذا النوع من الحافات هزات أرضية عادة بمقدار كبير، مضيفاً أن هذه المنطقة تتأثر ببؤر الهزات الأرضية التي تحدث في دول أخرى.
منطقة التباعد بين الصفيحة العربية والإفريقية
تضم الدول المعرضة لخطر من الدرجة الثالثة والأقل من الدول السابقة وتمتد على طول مناطق البحر الأحمر. ويقول خبير الزلازل العراقي إن هذه المنطقة معرضة بشكل أقل لخطر الزلازل لأنها في “حافة تباعدية” (منطقة تباعد الصفائح التكتونية) ومقدار الزلزال في هذه المنطقة يكون عادة أقل وليس مثل مناطق تقارب الصفائح التكتونية.
ويقول الدكتور واثق غازي إن هذه المنطقة تضم الساحل الغربي للسعودية والساحل الشرقي الذي يضم مصر والسودان، وتشهد هذه المنطقة هزات أرضية لكنها تحدث داخل البحر الأحمر وأحياناً تصل إلى مقدار 6 درجات على مقياس ريختر وقد يشعر بها سكان المناطق الساحلية القريبة.
وقال الدكتور شريف الهادي إن مصر يمر بها حزام زلزالي قادم من الصدع في البحر الميت مروراً بخليج العقبة والأردن ولبنان وشمال غرب سوريا التي وقع فيها الزلزال، ولذلك فهي تتأثر بزلازل شرق المتوسط خصوصاً إذا تسببت بحدوث موجات تسونامي قد تضرب سواحلها الشمالية.
مناطق إفريقيا
تضم هذه المنطقة – حسب الدكتور واثق غازي – كل الدول المطلة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى المغرب.
هذه الدول أقل تعرضاً للنشاط الزلزالي، لأن كل الزلازل يمكن أن تقع على السواحل في جهة أوروبا داخل حوض البحر الأبيض المتوسط فيما عدا مناطق المغرب العربي والتي يمكن أن يكون بها نشاط زلزالي أكثر من باقي الدول المطلة على الساحل.
وقال خبير الزلازل العراقي إن منطقة الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط هي مناطق تأتيها الهزات الأرضية الحادثة في السواحل الأخرى المطلة على البحر المتوسط، بمعنى أن بؤر الهزات الأرضية لا تكون داخل هذه الأراضي وإذا حدثت فهي تحدث بمقدار قليل.
يقول الدكتور شريف الهادي إن المغرب والجزائر يمر بهما حزام زلزالي يمر بوسط البحر الأبيض المتوسط وتعرضتا لبعض الزلازل المدمرة والتي سببت ضحايا وخسائر كبيرة للغاية في البنية التحتية.
وأضاف الخبير المصري أن “معظم البلاد العربية معدل وقوع الزلازل فيها قليل وفي الغالب يكون متوسط القوة أو تحت المتوسط ولا يضرب أماكن واسعة كما حدث في تركيا التي تشهد وضعا مأساوياً لأن هذه المنطقة التي وقع فيها الزلزال نشطة للغاية ربما بمعدل أكثر عشرة أضعاف مما هو عليه الحال في الدول العربية، كما أن هذه الزلازل وحتى إن كان بعضها كبيراً إلا أنها حدثت في فترات زمنية متباعدة”.
ويشير تقرير مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والصادر في مايو 2013 إلى أنه خلال السنوات الثلاثين الماضية تأثرت المنطقة العربية بأكثر من 270 كارثة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 150 ألف شخص وأثر على ما يقرب من 10 ملايين شخص، وكانت الزلازل من ضمن هذه الكوارث.