حاكم إمبراطورية عظيمة ويوزع الذهب كما الطحين.. ما لا تعرفه عن أغنى رجل عرفه البشر منذ 1000 عام
متابعة
حاكم إمبراطورية عظيمة ويوزع الذهب كما الطحين.. ما لا تعرفه عن أغنى رجل عرفه البشر منذ 1000 عام
أول ما يخطر على البال، حين التكلم عن أغنى رجل في التاريخ، هو أحد أباطرة التكنلوجيا الحاليين، أو أحد كبار الرأسماليين أو ملك من ملوك العالم الحديث.
لكن من حاز لقب الأغنى في التاريخ لم يحمله “بيل غيتس” أو “وارين بافيت” أو “جيف بيزوس” أو “كارلوس سليم”، أو غيرهم من أثرياء هذا الزمان.
و حمل هذا اللقب رجل أصبحت البلد التي كان على رأسها واحدة من أفقر دول العالم حاليًا وهو ملك مسلم هو أغنى رجل في التاريخ.
ووفقًا لموقع Website Celebrity Net Worth وبناء على معلومات تاريخية واقتصادية، وبحساب التضخم الزمني، فإن الملك منسا موسى المسلم حاكم إمبراطورية مالي في غرب إفريقيا في القرن الرابع عشر، يعد أغنى رجل على مر العصور.
وامتدت هذه الإمبراطوية المنسية، إلى ما يعرف بغينيا حاليا وموريتانيا والسنغال والنيجر، وسمح موقعها الاستراتيجي حينها لحكامها، بجمع أموال طائلة من مرور القوافل وإعادة تصدير السكر والتوابل والذهب والعاج إلى المناطق الأوروبية والعربية.
الجدير بالذكر أن هناك حكام آخرون من العصور الوسطى والعصور القديمة ممن امتلكوا ثروات طائلة، لكن من الصعب تقدير حجم تلك الثروات.
ويُقدر “آيان موريس”، الباحث التاريخي بجامعة ستانفورد، ثروة الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر بنحو 4,6 تريليون دولار أمريكي، رغم أن موريس يقر بأن هذه التقديرات يجب أن تخضع للتشكيك أيضا.
أما “مانسا موسى” فكان يمتلك الكثير من الذهب بشكل جعل ثروته ببساطة تفوق الاستيعاب وبشكل يجعله أغنى شخص عرفه التاريخ.
وجاء في المركز الثاني بعد مانسا موسى في قائمة Website Celebrity Net Worth عائلة روتشيلد، ثم الثري الأمريكي جون روكفلر.
وتروي بعض القصص التي لم يتسنى لنا التأكد من صحتها، عن رحلة “موسى” الأول للحج في عام 1324، ويقال في هذا الشأن إن اقتصادات المناطق التي مرت بها قافلته الضخمة على مسافة 6500 كيلو متر من قصره، لم تستطع تحمل التدفق الهـ.ائـ.ل غير المتوقع لكميات الذهب، ما تسبب في فوضى، وهبوط كبير في القدرة الشرائية للسكان.
ويقول مؤرخون إنه خلال مروره بمصر، قدم هدايا وعطايا من الذهب خفضت من قيمته، وأدت إلى حدوث تضخم لدرجة أن الأمر تطلب 12 عاما ليعود الوضع الاقتصادي إلى طبيعته في مصر.
اللافت أن “مانسا موسى” الأول، على الرغم من ثرائه الفـ.احـ.ش، إلا أنه كان سياسيا حكيما وبعيد النظر، وقد بلغت مالي ذروة تطورها الثقافي والاقتصادي في ظل حكمه، وسمح الاقتصاد الذي أسسه باستمرار الدولة لأكثر من اثني عشر عاما بعد وفاته في عام 1337.
وولد “مانسا موسى” عام 1280 في مالي الحالية باسم “موسى كيتا”، وتولى عرش مملكة مالينكي عام 1312 ليصبح، مانسا موسى، أي الملك موسى وذلك بعد و فاة سلفه أبو بكر الثاني، وكانت هذه المملكة قائمة على نهر النيجر في مالي بغرب إفريقيا.
وامتد ملك “مانسا موسى”، عبر مساحات شاسعة من الأراضي ضمت موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا.
يذكر أن كثيرا من المؤرخين والرحالة العرب ذكروه في كتبهم، ومن بينهم ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري.
المصدر: الليرة اليوم